بعد انقضاء عام كامل على المقاطعة العربية لقطر بسبب سياساتها الداعمة للإرهاب فى العالم، لايزال النظام القطرى يواصل تعنته وسلوكه العبثى أمام بلدان الرباعى العربى (مصر والسعودية والبحرين والإمارات)، ويطلق مرتزقته وآلته الإعلامية لتنال من البلدان التى تسعى لإعادة الإمارة إلى وحدة الصف العربى.
وفى هذا الصدد بث التلفزيون القطرى الذى تسيطر عليه والدة تميم الشيخة موزة أمس الجمعة، فيلم وثائقى بث أكاذيب حول البرنامج الإماراتى الشهير"شاعر المليون" والذى تنظمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية فى أبوظبى، فى إطار استراتيجيتها الثقافية الهادفة لصون التراث وتعزيز الاهتمام بالأدب والشعر العربى.
لماذا شاعر المليون؟
استهدفت الآلة الإعلامية ومرتزقة النظام القطرى، البرنامج الإماراتى الشهير، المتخصص فى مسابقة الشعر النبطى والتى انطلق من إمارة أبوظبى فى الإمارات بفكرة من الشيخ محمد بن زايد ولى عهد أبوظبى، وذلك بعد أن خرج "شاعر المليون" الشاب محمد بن فطيس المري عن صمته وعلق على سلوك النظام القطرى أكتوبر 2017، قائلا: "إنه يرفض تسييس الحج والتطاول على رموز الخليج، واصفا المتطاولين بـ"الرعاع". وصرح "إذا كان التطاول على الأوطان خطا أحمر، فأن التطاول على المقدسات وخادم الحرمين الشريفين والعلماء خط من نار، لا نسمح بتجاوزه، أو التعدى عليه".
كما قال فى تسجيل صوتى نشره على الإنترنت "ما دفعنى للحديث هو وطنى الغالى، والحرص على أمنه وسلامته، واستقراره، فضلا عن الخوف من المستقبل المجهول، وهدفى الأول أن يصل صوتى للشيخ تميم".
وأضاف "نحن الشعب القطرى نتمنى أن تحل الأزمة بأسرع وقت، وأنا مواطن قطرى خليجى وولائى لأرضى قطر ثابت، لكنى فى الوقت نفسه مع وحدة الصف الخليجى، وأحرص على أمن وتلاحم دول الخليج، ولدى يقين بأن مصيرنا واحد، وأن قوة الخليج فى وحدته".
وأشار إلى أن الأمور تطورت للأسوأ، ووصلت إلى سب الرموز فى الخليج، وهذا لا يرضى، ولا يرضى المسلمين، بل إن هناك مزايدة فى الشتم والسب وصلت للأعراض والطعن فى الأنساب، فما كان من النظام القمعى فى قطر أن سحب من فطيس المري الجنسية فى الشهر نفسه، بحجة مساندته السعودية على حساب الحكومة القطرية فى إطار حملته القمعية ضد أبناء القبائل ومن بينهم الشاعر محمد بن فطيس المرى، الشهير بـ"شاعر المليون"، بعدما استطاع الفوز بمسابقة شعرية تحمل الاسم نفسه عام 2007.
وها هى تشن قطر حملة تشويه جديدة لبرنامج شاعر المليون، ولنظام تميم بن حمد تاريخ طويل من القمع والاستبداد حيال المواطنين القطريين خاصة أبناء القبائل والعشائر العربية حيث جردت السلطات آلاف من أبناء تلك القبائل من جنسياتهم ردا على معارضتهم سياسات وممارسات الحكومة القطرية.
التنكيل ببن سحيم
عانى بن سحيم من قمع قوات الأمن القطرية لأسرته ففى 17 أكتوبر العام الماضى، اقتحمت قوات تميم قصر بن سحيم آل ثانى فى الدوحة، وقامت بمصادرة نحو 137 حقيبة وعددا من الخزائن الحديدية تحوى جميع وثائق ومقتنيات الشيخ سلطان، وكذلك مقتنيات والأرشيف الضخم لوالده سحيم بن حمد آل ثانى وزير الخارجية السابق الذى يشكل ثروة معلوماتية وسياسية رفيعة القيمة، واقتحم الأمن الغرفة الخاصة للشيخة منى الدوسرى أرملة الشيخ سحيم ووالدة الشيخ سلطان، وبعثروا محتوياتها وصادروا كل صورها الشخصية والعائلية الخاصة بالإضافة إلى نهب كل المجوهرات والمقتنيات والأموال. وخلال العمليات الثلاث تعرض العاملون فى القصر إلى التعدى والضرب والاعتقال.
نهب أموال عبد الله بن على
الشيخ عبدالله بن على آل ثانى هو أحد عقلاء قطر الذين وقفوا لعبث تميم بالمرصاد، لكنه تعرض فى أكتوبر العام الماضى، لسرقة حساباته البنكية على يد آل ثانى، بعد أن نجحت وساطته مع السعودية لإيفاد الحجيج القطريين، وسطع نجمه ولقب ببديل تميم وارتفعت شعبية، حيث عمل النظام على استهدافه، ومنذ أن سطع نجم الشيخ عبد الله وهو يحظى بشعبية طاغية فى الدول العربية والخليجية، تلك الشعبية التى رأى تنظيم الحمدين الإرهابى الذى يحكم قطر أنها تهدد عرش أمير الإرهاب "تميم"، وأمعن النظام فى استهداف الرجل، لاسيما وأن التقارير الخليجية أشارت مؤخرا إلى أن مجلس التعاون الخليجى يبحث عن تسليم مقعد دولة قطر إلى المعارضة القطرية.
التنكيل بقبيلة "آل مرة"
قبيلة آل مرة، إحدى القبائل القطرية الأصيلة، وتم سحب الجنسية من شيوخ قبائلها المعارضين للحكومة، حيث قررت السلطات القطرية سحب الجنسية عن شيخ القبيلة ونحو 50 من أفراد أسرتهم، ومصادرة أموالهم، كما قررت إسقاط الجنسية عن شيخ قبيلة آل مرة "طالب بن لاهوم بن شريم"، بالإضافة إلى شيخ قبيلة بنى هاجر، ومصادرة أموالهم سبتمبر 2017. واجتمع الشيخ طالب بن لاهوم فى منتصف يونيو 2017، برفقة عدد من أعيان قبيلة آل مرة القطرية، فى اجتماع مع ولى العهد السعودى، الأمير محمد بن سلمان، جرى فيه الحديث عن الأزمة الخليجية.
إسقاط الجنسية عن أبناء آل غفران
تعرض 6 آلاف شخص من أبناء قبيلة "آل غفران" لانتهاكات مستمرة منذ أكثر من 20 عاما، من قبيل التهجير القسرى ومصادرة الأموال، وإسقاط جنسياتهم دون وجه حق، لكن حالفهم الحظ إلى طرح مأساتها أمام المنظمات الدولية فى "جنيف" مارس الماضى، حيث تم إسقاط الجنسية عن أبنائها وتهم تهجير أبنائها قسريا ومصادرة أموالهم، ونظم عددا من أبناء القبيلة مؤتمرات ووقفات احتجاجية، للفت أنظار المجتمع الدولى إلى قضيتهم.