يعد الأرز أحد الأطعمة التى يتناولها المصريون بشكل أساسى على مدار الأسبوع، حيث أصبح ندا قويا وبديلا رئيسيا للخبز على الموائد المصرية، لكن تلك السلعة الهامة وبعد تردد شائعات حول انخفاض المتداول منها بالأسواق، خلال الشهر الكريم، فاضطر معدومى الضمير لاحتكار كميات كبيرة منها، وقام بعضهم بترويج كميات هائلة فاسدة.
تمكنت شرطة التموين من ضبط عدد كبير من القضايا، وعشرات الأطنان قبل ترويجها بالأسواق، وكان لمحافظة القاهرة نصيب الأسد من تلك الضبطيات خلال رمضان فقط، حيث تم ضبط مركز تعبئة مواد غذائية، بمنطقة روض الفرج، بدون ترخيص، وبه 2 طن أرز، مجهولة المصدر ومنتهية الصلاحية وغير مصحوبة بأى مستندات تدل على مصدرها، وبمواجهته مدير المركز اعترف بارتكاب الواقعة لتحقيق أرباح غير مشروعة.
كما تم استهداف مركز آخر بمنطقة مصر الجديدة، وعثر بداخله على 18 طن أرز،، وجميعها مجهولة المصدر وغير مصحوبة بأى مستندات تدل على مصدرها، وبمواجهته اعترف بحيازته للمضبوطات بقصد طرحها بالأسواق لتحقيق أرباح غير مشروعة، وفى حملة أخرى تم ضبط مخزن بمنطقة الساحل، وعثر بداخله على كمية من المواد الغذائية بلغت 6 أطنان أرز مجهولة المصدر وغير مدون عليها تاريخ الإنتاج ومدة الصلاحية وغير مصحوبة بأى مستندات تدل على مصدرها، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة لتحقيق أرباح غير مشروعة.
وفى حملة أخرى بمنطقة الساحل، تم ضبط 16 طن أرز، مجهولة المصدر وغير مدون عليها تاريخ الإنتاج ومدة الصلاحية وغير مصحوبة بأى مستندات تدل على مصدرها، وبمواجهة صاحبها اعترف بتخزينه لتحقيق أرباح غير مشروعة.
وفى باقى المحافظات تم ضبط 3 أطنان أرز غير مطابق للمواصفات بسوهاج، و2 طن أرز معبأ بأجولة تستخدم لتعبئة الأعلاف الحيوانية بمدينة ساقلتة، كما أنه فى الغربية تم ضبط 15 طن أرز شعير بقصد حجبه عن التداول لبيعه بأسعار مرتفعة، وفى حملة أخرى تم ضبط صاحب مضرب أرز وبحوزته 20 طن أرز شعير، وتوقفه عن الإنتاج بقصد حجبه وحبسه عن التداول لرفع أسعاره، أما فى الإسكندرية تم ضبط حوالى 4 أطنان أرز بسمتي غير صالح للاستهلاك الآدمى.
وقال رجب شحاتة، رئيس شعبة الأرز باتحاد الغرف التجارية، إن الاحتكار كلمة مفهومها أوسع مما يقوم به أصحاب المضارب والمخازن الصغيرة، حيث إن المحتكرين يقومون بتخزين كميات ضخمة من الأرز بقصد بيعها عند الوقت المناسب لهم، مؤكدا أن جميع التجار يقومون حاليا ببيع الأرز نظرا لقرب الموسم الجديد، والذى سيبدأ بعد العيد مباشرة.
وأضاف" شحاتة"، لـ"برلمانى"، أن سعر كيلو الأرز حاليا 9 جنيهات، مؤكدا أنه طبيعى فى ظل ارتفاع كافة الأسعار، مؤكدا أن الأرز الذى تقوم بعض الشركات والمراكز بتعبئته لبيعه بـ14 جنيها هو نفسه الأرز الذى يبلغ سعر الكيلو منه 9 جنيهات قائلا: "أبو 14 اللى بيجرى المواطن علشان يشتريه هو نفسه أبو 9 جنيه، والمواطن نفسه هو اللى بيساعد على زيادة الأسعار".
وأكد، أن الأرز الجديد سيطرح بالأسواق بعد 15 يوما فقط من عيد الفطر، مشيرا إلى أن تقليص مساحات زراعة الأرز أدى إلى ما يحدث من محاولات البعض السيطرة على السوق وبيع بأعلى الأسعار، نظرا لانخفاض الكميات التى ستطرح خلال الموسم الجديد.
عقوبات القانون جاءت واضحة بالنسبة لاحتكار السلع المختلفة، حيث قالت مصادر قانونية، إن عقوبة محتكرى السلع ومنع تداولها عن المواطنين، حددها القانون بالسجن من 3 إلى 5 سنوات، أما بيع السلع بأعلى من قيمتها، فيعاقب القانون المتهم بالحبس لمدة تتراوح ما بين 5 و7 سنوات.
وأوضحت المصادر، أن قانون العقوبات، نص على أنه يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تتجاوز الخمس سنوات وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه، ولا تتجاوز 30 ألف جنيه أو ما يعادل قيمة السلعة موضوع الجريمة، كل من غش أو كل من شرع فى أن يغش شيئًا من أغذية الإنسان والحيوان أو من العقاقير والنباتات الطبية، مشيرة إلى أن مدة العقوبة تشدد وتكون الحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تتجاوز السبع سنوات، وغرامة لا تقل عن 20 ألف جنيه ولا تزيد عن 40 ألف جنيه، إذا كانت المواد التى تستعمل فى الغش تضر بالصحة.