الجمعة، 22 نوفمبر 2024 02:06 م

مرشح المعارضة: الانتخابات غير نزيهة بداية من الدعوة إليها.. مشاهد التزوير تلاحق السفاح.. وأنصار أردوغان يقتلون سياسيا معارضا لتمرير التلاعب فى الأصوات

ديكتاتور تركيا ينصب نفسه رئيسا بعد ليلة الدم والنار

ديكتاتور تركيا ينصب نفسه رئيسا بعد ليلة الدم والنار الديكتاتور القاتل
الإثنين، 25 يونيو 2018 02:02 م
كتب : محمود محيى ـ إسراء أحمد فؤاد

ـ الداخلية ترفع شعار "الشرطة فى خدمة الحزب".. وتشارك فى تسويد بطاقات الاقتراع

ـ إدانات واسعة لاعتقال مراقبين ألمان وفرنسيين للتعتيم على تجاوزات يوم الانتخاب

 

بعد سلسلة مفضوحة من التزوير الممنهج، وإدانات من الجمعيات الحقوقية والمراقبين الدوليين تواصلت على مدار ساعات التصويت التى شهدتها تركيا أمس الأحد فى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبكرة، أعلن حزب العدالة والتنمية التركى الحاكم فوز رجب طيب أردوغان بولاية رئاسية جديدة بواقع 52.6% بعد فرز غالبية أصوات الناخبين، فضلا عن تصدر التحالف الذى يقوده الحزب لمقاعد البرلمان بواقع 53.65%.

 

 

الانتخابات التى بادر الأتراك بالتظاهر ضد نتائجها فى العديد من المدن التركية وفى مقدمتها إسطنبول تخللتها العديد من الخروقات والتجاوزات بدءا من التزوير الذى رصده نشطاء بمقاطع فيديو وصور على مواقع التواصل الاجتماعى فيس بوك وتويتر، وصولا للتعدى على أنصار المرشحين المنافسين للديكتاتور العثمانى.

 

دماء على بطاقات الاقتراع

وفيما احتفل أردوغان بفوزه الباهت، قائلا إن "النتائج غير الرسمية واضحة ووفقا لها عهدت أمتنا إلى بمسئولية رئاسة الجمهورية"، وشكك المرشح الرئاسى عن حزب الشعب الجمهورى المعارض محرم انجه فى النتائج، مؤكدا أن النتائج وعملية التصويت والفرز بها الكثير من التلاعب.

 

وقال إنجه فى تصريحات له صباح اليوم الاثنين، إن الانتخابات غير نزيهة من الدعوة إليها وحتى إعلان النتائج، إلا أنه دعا أردوغان لأن يكون رئيسا "للجميع"، مشيرا إلى أن النظام الذى سيطبق فى تركيا اعتبارا من الآن خطير جدا ويقوم على حكم الفرد.

 

وبحسب صحيفة "زمان" التركية المعارضة، شهدت مدينة أرضروم شرق تركيا اشتباكات بالأسلحة تعدى خلالها أنصار الحزب الحاكم على الناخبين وأنصار مرشحى المعارضة، وهو ما أسفر عن وفاة محمد صديق دورماز القيادى بحزب "الخير"، واثنين من المواطنين متأثرين بجراحهم، بعد الاعتداء عليهم.

 

وفى الساعات الأولى من صباح الاثنين، أكد رئيس فرع الحزب بمدينة أرضروم إبراهيم دوملو فى تصريح لصحيفة "ينى تشاج"، حادثة وفاة رئيس فرع حزب الخير ببلدة كاراتشوبان محمد صديق دورماز، موضحا أن جثمان دورماز ينقل إلى المستشفى.

 

 

بدوره، كشف رئيس فرع حزب الشعب الجمهورى بالبلدة نفسها حسنى يلان، أن الاشتباكات المسلحة اندلعت فور وصول مرشح حزب العدالة والتنمية، قائلا "وصل 24 شخصا مكلفين من قبل وزارة الداخلية إلى هنا. ولم نقبل هذا الأمر، وأعربنا عن اعتراضنا.. بعد ذلك وصل مرشح شاب عن حزب العدالة والتنمية فى مدينة أرضروم. ولم نوافق على تواجده فى اللجنة الانتخابية، وعلى الفور اندلعت الاشتباكات. وأسفرت عن مقتل رئيس فرع حزب الخير محمد صديق دورماز ومواطنين اثنين آخرين حضرا للتصويت".

 

وسياسة الترويع والترهيب لم تقتصر على رموز المعارضة التركية وفقط، وإنما طالت وفود المراقبين الأوروبيين، حيث أكدت وزارة الخارجية الألمانية اعتقال 3 ألمان كانوا يراقبون العملية الانتخابية، فيما كشف الحزب الشيوعى الفرنسى أن السلطات التركية اعتقلت كذلك وفدا فرنسيا يضم أحد أعضاء مجلس الشيوخ أثناء محاولتهم مراقبة الانتخابات.

 

وقال الحزب فى بيان الاثنين، إن "السلطات التركية تريد خنق أى انتقاد للتزوير الواسع الجارى"، مضيفا أن السناتورة كريستين برونو بين المحتجزين.

 

 

تهديدات مفضوحة

وخلال اليوم الانتخابى الملئ بالتجاوزات، هدد كبير مستشارى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، الذى تم تعيينه بالأمس عضوا بمجلس إدارة التلفزيون التركى مصطفى أكيش، معارضى الرئيس بالقتل عبر تغريدة بحسابه بموقع التواصل الاجتماعى "تويتر" قال خلالها إنه مستعد لإطلاق النار على معارض الرئيس من أجل الوطن، الأمر الذى اعتبره مراقبون تهديدا للمعارضة.

 

ونشر أكيش وهو نائب برلمانى عن حزب "العدالة والتنمية" الحاكم عن مدينة "قونيا" فى التغريدة صورة ضابط الصف عمر خالص دمير الذى توفى أثناء تصديه لعملية الإطاحة بأردوغان ليلة 15 يوليو عام 2016 وعلق عليها قائلا: "قد لا نستشهد مثلك وقد لا نكون من الشهداء الشرفاء مثلك أبدا، ولكننا اليوم سنطلق النار من أجل الوطن مثلما فعلت أنت. هيا، بسم الله نبدأ".

 

وأثارت تغريدة أكيش، انتقادات رواد مواقع التواصل الاجتماعى فى تركيا بينما علق البعض على التغريدة بقولهم إن أنصار أردوغان يستعدون لحرب أهلية فى حال عدم فوزه بالانتخابات.

 

اسطنبول تنتفض لرفض التزوير.. وطوارئ أمنية لتأمين عرش الدكتاتور

وفور إعلان النتائج، شهدت مدينة اسطنبول مظاهرات حاشدة عبر خلالها الأتراك عن رفضهم لنتائج الانتخابات مرددين عبارات نددوا خلالها بأردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم فى وقت رفعت فيه الأجهزة الأمنية التركية حالة الطوارئ حول مقار الحكومة والرئاسة وقصر الرئيس التركى خوفا من احتدام حالة الغضب الشعبى على غرار المحاولة السابقة للإطاحة بنظام حكمه.

وفى محاولة لامتصاص الغضب الشعبى، شدد رئيس المجلس الأعلى للانتخابات التركية، سعدى جوفين فى تصريحات للصحفيين ظهر الاثنين، إن النتائج الرسمية للانتخابات سيتم إعلانها خلال 10 أيام أو 11 يوما على أقصى تقدير.

 

وتناقل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى فى تركيا صورا تظهر تدابيرا أمنية عالية فى الطرق المؤدية إلى القصر الرئاسى وكذلك اللجنة العليا للانتخابات التركية حيث انتشرت سيارات الشرطة بكثافة.

 


الأكثر قراءة



print