وينتخب الشعب التركى برلمان جديد ورئيسا من بين عدة مرشحين أبرزهم أردوغان وينافسه كل من محرم اينجه وميرال اكشينار وصلاح الدين دميرتاش وتيميل كرم الله اوغلو ودوغو برينتشيك.
ووفقا لهيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" فإن أهمية تلك الانتخابات تأتى من كونها تكتب نهاية النظام البرلمانى والبدء بوضع النظام الرئاسى الذى أعده الرئيس التركى الحالى، وذلك بموجب الدستور الجديد الذى صوت عليه الأتراك ويمنح الرئيس صلاحيات واسعة بالمقارنة مع الدستور السابق له والذى يمنح الرئيس صلاحيات لا تتجاوز 50%، ومع دخول تركيا النظام الرئاسى سيتم إلغاء منصب رئيس الوزراء وبالتابعية تتحول صلاحياته للرئيس الذى سيعين نوابه.
قاطنو السجون والمفصلون من عملهم !
وفى ظل هذا الكم من الصلاحيات للرئيس المرتقبة فإن كثيرين يحلمون بخسارة أردوغان حتى لا يستكمل ممارساته الديكتاتورية ومنذ تحرك الجيش التركى ضده العام قبل الماضى لجأ رجب طيب للممارسات القمعية لإسكات كل معارضيه فى الداخل، ووفقا لما نشرته صحيفة زمان التركية فإن الإحصائيات الخاصة بأحوال حقوق الإنسان فى تركيا تشير إلى اعتقال 50 ألف مواطن بالمشاركة فى تلك الحركة، ذلك بخلاف حالة الاختطاف بداخل والخارج وترحيلهم داخل البلاد.
ووفقا للصحافة التركية المعارضة فإن هناك العديد من البلاغات تم تقديمها ضد نظام أردوغان منذ تحرك الجيش وتتمثل فى انتهاكات جسدية وحوادث تعذيب، بخلاف هذا فإن حزب التنمية والعدالة الحاكم حاليًا أدار حملة ممنهجة من أجل فصل المعارضين فقد تم فصل أكثر من 4500 قاض ومدع عام، واعتقل 3000 منهم، واستمرار اعتقال 1200 منهم، بينهم 768 طفلا فى السجن وغلق 49 مؤسسة صحية، و2300 مؤسسة تعليمية، و15 جامعة.
حرية الصحافة فى تركيا !
بالنسبة لأحوال الحريات فى عهد أردوغان، فإن هناك قطاع ليس بالقليل من الشعب التركى يرى فى رحيله متنفس لهم خصوصا أنه بالفترة الماضية اعتقل الكثير من الصحفيين وأغلق عدة صحف، وطبقا لما أوردته شبكة سكاى نيوز الإخبارية، فإن تقرير صادر عن منظمة تهدف إلى حماية حرية الصحافة، مشيرًا إلى أن تركيا تضم ما يقرب من ثلث عدد الصحفيين المحبوسين على مستوى العالم فى 2016.
بطش أردوغان لم يقتصر على عام 2016 فقط بل ظل مستمر حتى وقتنا هذا، وقد نقلت "بى بى سى" فى تقرير لها إدانة اللجنة الدولية لحماية الصحفيين إقرار محكمة تركية، بالحكم بالسجن على 25 صحفيا، بتهم تتعلق بالإرهاب ومناهضة الدولة، كما دعت اللجنة الحكومة التركية إلى إطلاق هؤلاء الصحفيين دون إبطاء. وللعلم فإن المحكمة قد حكمت على 25 صحفيا بالسجن لمدد متفاوتة، وصل بعضها إلى سبع سنوات ونصف، حسب ما نشرته وكالة رويترز للأنباء.
أعداء أردوغان فى الخارج
بالنسبة للسياسة الخارجية لنظام أردوغان الممتد حكمه على بلاد الأتراك منذ 17 عامًا فحدث ولا حرج، أولا على الصعيد الأوروبى فإنه هناك حالة من العداء الشديد بين الرئيس التركى الحالى وعدد من البلدان الأوروبية وقادتهم وأبرزهم ألمانيا والنمسا وهولندا.
وبحسب وكالة رويترز للأنباء فإن الخلاف التركى الأوروبى بلغ ذروته إبان الاستفتاء على التعديلات الدستورية بتركيا العام الماضى، ووقتها منعت هولندا وألمانيا السياسيين الأتراك من إجراء الحملة على أراضيهما.
ووفقا لوكالة الأنباء أيضًا أنه بهد إعلان أردوغان إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة يوم 24 يونيو الجارى فإن وزير الخارجية الألمانى هايكو ماس قال على هامش الاجتماع الوزارى لمجموعة "السبعة الكبار" في كندا، أن بلاده لن تسمح بإجراء الحملة على أراضيها، فيما شدد المستشار النمساوى سيباستيان كورتز بأنه سيتم منع أردوغان من "استغلال" الجاليات التركية في أوروبا.
أما على صعيد الوطن العربى والشرق الأوسط فإن أزمات الرئيس التركى لا تنتهى بسبب تدخله فى الأراضى السورية وإطلاق إذن بعمليات عسكرية فى منطقة عفرين ورغم وجود رفض دولى لهذه التحركات ووجود احتجاجات فى العاصمة التركية أنقر نفسها إلا أن أردوغان ظل مصر على قراره.
أيضًا رعاية أردوغان للتنظيم الدولى للإخوان وتوفير الحماية لقياداته على أرضه رغم تحريضهم على العنف والإرهاب فى عدد من البلدان العربية لكنه ظل متمسكا بموقف رغم التنديد الدولى وزاعماً أنه حامى حمى الإسلام والمسلمين فى العالم!.