يبدو أن التصعيد العسكرى فى سوريا سينتقل إلى الجنوب السورى عقب فشل جولة المفاوضات الأخيرة بين المعارضة المسلحة وروسيا لوقف إطلاق النار فى المنطقة التى ترتبط بحدود مع الأردن، وذلك بسبب رفض الفصائل تسليم أسلحتها الثقيلة إلى الجانب الروسى وإقرار اتفاق خفض تصعيد فى المنطقة.
وأكدت مصادر دبلوماسية عقد أعضاء مجلس الأمن الدولى لاجتماعا، غدا الخميس، لبحث الوضع في جنوب غرب سوريا، مشيرة إلى أن الهجوم الذى تخوضه القوات الحكومية السورية، بدعم من العسكريين الروس، فى المنطقة تسبب بنزوح حوالى 300 ألف مدنى.
كان متحدث باسم المعارضة السورية، قد أكد أن المحادثات بين وفدها وضباط روس فى جنوب سوريا فشلت.
وطالبت المعارضة السورية، بوقف إطلاق نار شامل فى الجنوب السورى بوجود ضامن دولى وإمكانية نشر قوات عربية مع الشرطة العسكرية الروسية، مطالبة بعودة قوات الحكومة السورية إلى خطوط ما قبل الهجوم الأخير على درعا.
بدوره، قال وزير خارجية الأردن أيمن الصفدى، اليوم الأربعاء، إن الوضع فى جنوب سوريا مبعث قلق بالغ، وأضاف: "علينا تقديم العون لتفادى كارثة إنسانية هناك".
وأكد أن الحوار السياسى ووقف إطلاق النار أولوية فى جنوب سوريا، وضرورة تسوية الوضع فى جنوب سوريا فى أسرع وقت ممكن.
وتعليقا على ضربات مدفعية من سوريا، قال الصفدى إن القوات المسلحة الأردنية مستعدة للدفاع عن مصالح البلاد، وأن عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية تنتظر إذن سوريا بالعبور.
فيما أعلنت جمانة غنيمات، وزير الدولة لشئون الإعلام الناطق باسم الحكومة الأردنية، أمس الثلاثاء، أنه اعتباراً من يوم غد سيتم فتح 3 معابر إنسانية مع سوريا لتسهيل تمرير المساعدات والإعانات للنازحين، مؤكدة استمرار الدور الإنسانى الذى يقوم به الأردن لمساعدة الأشقاء السوريين.
وقالت غنيمات -فى تصريح لها- إن عدد شاحنات المساعدات والإعانة التى عبرت الحدود إلى سوريا اليوم بلغ 36 شاحنة، لافتة إلى أن الهيئة الخيرية الهاشمية مستمرة باستلام التبرعات للأشقاء السوريين.
يذكر أن عدد الشاحنات التى عبرت من الأردن لمساعدة النازحين السوريين على الحدود بين البلدين بلغ خلال الأيام الأربعة الماضية نحو 122 شاحنة.
وحققت وحدات الجيش السورى تقدما فى حربها على الإرهاب باستعادة السيطرة على قرية كحيل شرق مدينة درعا بنحو 30 كم بعد اشتباكات عنيفة مع التنظيمات الإرهابية المنتشرة فيها وانتهت الاشتباكات بمقتل عدد من أفرادها وفرار الباقين باتجاه بلدتى صيدا والجيزة المجاورتين.
بدورها، أبدت الأمم المتحدة قلقها العميق إزاء أعمال العنف فى جنوب سوريا، التى تجبر الأسر على الفرار من ديارها وتتسبب فى مقتل المدنيين وإلحاق الضرر بالبنية التحتية المدنية.
وقال المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشئون الإنسانية فى الأردن أندرس بيدرسن -فى بيان اليوم الأربعاء حول أحدث المساعدات الإنسانية المقدمة من الأمم المتحدة إلى النازحين السوريين الفارين من العنف الشديد فى جنوب غرب سوريا- إن هذا النزوح هو أكبر نزوح للسكان فى جنوب سوريا منذ بداية الأزمة، وإن التقارير الواردة أفادت بأن ما لا يقل عن 270 ألف شخص قد نزحوا فى جنوب سوريا منذ 18 يونيو الماضى بسبب القتال والحملات العسكرية؛ ما يقرب من نصفهم أطفال.
وأضاف أن الاحتياجات الفورية للنازحين السوريين بالقرب من الحدود الأردنية تشمل المأوى والماء والغذاء والرعاية الطبية والصرف الصحى، والأطفال معرضون بشكل خاص لخطر الإصابة بالجفاف والإسهال.
وأكد مراقبون أن الحكومة السورية تسعى لبسط سيطرتها على الجنوب السورى لعدة أسباب أولها تأمين الحدود المشتركة مع الأردن، فضلا عن السيطرة على أحد أبرز المناطق الاستراتيجية التى تسيطر عليها المعارضة المسلحة، موضحين أن سيطرة دمشق على جنوب سوريا بمثابة رسالة غير مباشرة إلى الاحتلال الإسرائيلى بضرورة عدم التدخل فى الشأن السورى.
وأشار المراقبون، إلى أن النصر حليف القوات الحكومة السورية فى معركة الجنوب السورى ضد الفصائل المسلحة التى تسيطر على مدن الجنوب منذ سنوات، مرجحين تعزيز وتوثيق التعاون الأمنى والاستخباراتى بين الحكومة الأردنية ونظيرتها السورية، وذلك لتأمين الحدود المشتركة وتبادل المعلومات حول العناصر الإرهابية التى تتركز فى تلك المنطقة.