السبت، 23 نوفمبر 2024 06:51 ص

انضمام روسيا للجانب الصينى.. وكندا ترد بالمثل على إدارة "ترامب".. والاتحاد الأوروبى يهدد بالتصعيد حال فرض رسوم أمريكية على السيارات الأوروبية.. ومصير مجهول لاتفاقية "نافتا"

الحرب التجارية الباردة تتصاعد

الحرب التجارية الباردة تتصاعد
الثلاثاء، 10 يوليو 2018 08:00 م
كتبت: دانه الحديدى
تصاعدت الحرب التجارية التى اندلعت، الجمعة الماضية، بإعلان فرض الرسوم المتبادل على الواردات بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وذلك بعد انضمام كندا وروسيا، حيث أعلنتا فرض رسوما من جانبهما على بضائع أمريكية، وهو الأمر الذى يضرب حركة التجارة العالمية فى مقتل ويهدد عدد من الاتفاقيات التجارية السارية حول العالم، أبرزها اتفاقية منظمة التجارة العاملية بشأن تسيير التجارة، واتفاقية "نافتا" التى تجمع دول أمريكا الشمالية الثلاثة.
 
انضمام "روسيا"  و"كندا" للجانب الصينى
 
27102016_trudeau_canada_ceta_0
 
رئيس الوزراء الكندى
 

بشكل غير معلن انضمنت روسيا وكندا للجانب الصينى فى تلك الحرب التجارية الباردة، فبعد يوم واحد فقط من تطبيق الرسوم الأمريكية - الصينية المتبادلة، والتى بموجبها تم فرض رسوم على الواردات الصينية للسوق الأمريكى بقيمة 36 مليار دولار، وهو ما ردت عليه الصين بفرض رسوم مماثلة على الواردات الأمريكية فى نفس التوقيت، أعلنت روسيا فرض رسوم جمركية إضافية على واردات الصلب والألومنيوم الأمريكية، تتراوح بين 25% و40%، بما تصل قيمته إلى حوالى 87.6 مليون دولار تصب فى صالح الخزانة الروسية.

فى الوقت نفسه أعلنت كندا فرضت رسوما بقيمة 16.6 مليار دولار كندى، وهو ما يعادل 12.6 مليار دولار أمريكى، على مجموعة متنوعة من المنتجات الأميركية، تتضمن "الفولاذ والألومنيوم والويسكى وعصير البرتقال والسفن الشراعية والمحركات واجهزة جز العشب"، خاصة مع وجود بدائل لتلك المنتجات مصنعة فى كندا، أو مستوردة من دول أخرى.

ولا يعد الإجراء الكندى مجرد انضماما لتلك الحرب التجارية، ولكنه يعتبر أيضا رد مباشر على فرض الحكومة الأمريكية رسوما جمركية على واردات الفولاذ والألومنيوم الكنديين، وهو القرار الذى تم تطبيقه اعتبارا من  1 يونيو 2018".

ترقب الجانب الأوروبى
download (1)
 
الاتحاد الأوروبى

فى الوقت الذى اتخذت فيه الصين وروسيا وكندا إجراءات تصعيدية واضحة ضد الولايات المتحدة الأمريكية، يقف "الاتحاد الأوروبى" فى موقف المشاهد المترقب، خاصة فى ظل إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب نيته بفرض رسوم جمركية بنسبة 20% على السيارات المستوردة من الاتحاد الأوروبى، وهو الأمر الذى فى حالة حدوثه سينتهى بكارثة اقتصادية عالمية، نظرا للإجراءات التصعيدية التى من المتوقع ان يتخذها الاتحاد الأوروبى تجاه الولايات المتحدة الأمريكية، والذى تشير إليه التصريحات الأخيرة لوزير المالية الفرنسى برونو لو مير، والذى أشار فيها إلى أن الرد الأوروبى على فرض رسوم الأمريكية على الواردات الأوروبية يسكون حازما ومعبرا عن قدر أوروبا كقوة اقتصادية، محذرا من الاتجاه الأمريكى للفصل بين فرنسا وألمانيا فى مسألة التجارة.

وشهدت الفترة الماضية صدور تحذيرات عديدة من قبل مسئولى الاتحاد الأوروبى من تسبب الاتجاه الأمريكى لفرض رسوم على الواردات من الصين ودول أخرى، لاندلاع حرب تجارية، وهو ما شهده بوضوح الاجتماع الذى ضم وزراء مالية مجموعة "الدول السبع"، والتى تضم 5 دول أوروبية وهى "فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، المملكة المتحدة"، بجانب اليابان والولايات المتحدة الأمريكية، يونيو الماضى، فى منتجع ويسلر الكندى، وانتهى بتحذير من أن تلك الرسوم يمكن أن تؤدى إلى نشوب حرب تجارية تقضى على نظام التجارة العالمى، كما أنها لن تحقق النتائج المرجوة منها خاصة وأن الرسوم الجمركية التى فرضها رؤساء أمريكيون سابقون لم تنجح فى حماية الاقتصاد الأمريكى.

مصير الاتفاقيات التجارية العالمية
201711180251435143
 
اتفافية نافتا

ويبقى مصير الاتفاقيات التجارية العالمية مجهولا، على رأسها الاتفاقية الخاصة بمنظمة التجارة العالمية، واتفاقية النافتا التى تجمع دول أمريكا الشمالية (كندا والولايات المتحدة والمكسيك)، والتى نجحت فى زيادة حركة التجارة بين الدول الثلاثة بمقدار ثلاث أضعاف منذ بدء سريانها عام 1994، بجانب  توقف اتفاقية الشراكة عبر الأطلسى، والهادفة إلى رفع التبادل التجارى بين الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة الأمريكية، بعد إعلان الرئيس الأمريكى انسحابه من تلك الاتفاقية، الأمر الذى يزيد من غموض مستقبل العلاقات التجارية بين الجانبين الأمريكى والأوروبى.

 


print