الجمعة، 22 نوفمبر 2024 08:32 م

الطوارئ والأزمات السياسية أدت لعزوف السياح عن زيارة تركيا..تراجع الإيرادات أكثر من 30%وخسائر بالمليارات بسبب دعم الإرهاب..الديكتاتور العثمانى يطرق أبواب إسرائيل لتنشيط القطاع

كيف كان عهد أردوغان خرابا للسياحة؟

كيف كان عهد أردوغان خرابا للسياحة؟
الثلاثاء، 17 يوليو 2018 04:00 ص
كتبت إسراء أحمد فؤاد

دخلت تركيا نفق مظلم بعد أن تحولت إلى نظام رئاسى، تتركز السلطات فى يد الرجل الواحد وهو الرئيس رجب طيب أردوغان، وسط جدل واسع أثاره إقرار هذا النظام واعتراضات من قبل المعارضة وتجاذب سياسى يصضل حد التناحر بين التيارات السياسية، وفى خضم الصراع السياسى فى هذا البلد انهار قطاع السياحة.

وتكبدت السياحة فى تركيا على مدار الأعوام الثلاث الماضية خسائر فادحة، متأثرة بالأزمات السياسية والأمنية المتتالية التى تقف ورائها سياسات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان الذى ولا يزال يشن حملة قمعية ضد المعارضة، مستغلا محاولة الجيش التركى الأخيرة للإطاحة بنظام حكمه فى مايو 2016.

 

 

وبحسب تقارير لشركة "ForwardKeys" المختصة بتحليل معلومات السفر، إنهار عدد السياح الذين دخلوا تركيا عن طريق المطارات بنسبة 21%، إثر محاولة الإطاحة بحكم أردوغان والاعتداءات التى تبناها كل من "داعش" و"حزب العمال الكردستاني، وتراجعت حجوزات الفنادق من قبل السياح بنسبة 69% فى الأسبوع الذي تلى الاعتداء على مطار أتاتورك فى اسطنبول فى أواخر شهر يونيو 2016.

وتراجعت إيرادات قطاع السياحة التركى بواقع 27.2% بحسب تقرير نشره معهد الإحصاء فى عام 2017، ما دفع الحكومة للبحث عن تنشيط السياحة فى إسرائيل، وأعلنت المشاركة فى معرض السياحة المتوسطى الدولى الذى انعقد فى الـ 7 فبراير 2016 فى تل أبيب بعد قرابة شهرين من عودة العلاقات الدبلوماسية والتطبيع الكامل بين نظام أردوغان وحكومة الاحتلال الإسرائيلى، وفى تصريحات نشرتها وسائل إعلام تركية أكد كمال أوكم السفير التركى لدى تل أبيب إن بلاده تسعى لتعويض خسائرها فى قطاع السياحة من خلال المشاركة فى المعرض الإسرائيلى.

وبحسب تقرير معهد الإحصاء التركى، بلغت إيرادات قطاع السياحة فى عام 2016 بأكمله، 22.11 مليار دولار، فى انخفاض بلغ 31.46 مليار دولار عن العام 2015، نتيجة للاضطرابات الأمنية المتتالية التى يعيشها الأتراك وعزوف السائحين عن السفر إلى تركيا بسبب تزايد وتيرة العمليات الإرهابية وبسبب العنف المتبادل بين أجهزة الأمن والمحتجين ضد سياسات نظام حزب العدالة والتنمية الحاكم.

 

 

ووفقا للإحصائيات ساهم الأجانب بنسبة 72.8% من إيرادات القطاع السياحى للعام 2016، فى حين ساهم المواطنون الأتراك المقيمون في الخارج بنسبة 27.2%، كما أشارت بيانات مؤسسة الإحصاء إلى انخفاض عدد الزوار القادمين إلى تركيا عام 2016 بنسبة 24.6 %، مقارنة بالعام السابق، ليبلغ عددهم 31 مليون و365 ألف و330 زائرا، يشكل الأجانب ما نسبته 80.6 % منهم، فيما يشكل الأتراك المقيمون فى الخارج 19.4 %.

وشهدت تركيا منذ محاولة الجيش الإطاحة بحكم أردوغان 2016 حملة قمعية من قبل النظام التركى ضد المعارضة، شملت اعتقال عشرات الآلاف من الأتراك وفصل وعزل قيادات من الجيش وموظفين حكوميين وأساتذة جامعات بزعم ارتباطهم بالمعارض التركى فتح الله جولن، فضلا عن سياسات النظام فى دعم الارهاب وإيواء التنظيمات والجماعات المسلحة ومنحهم مظلة الحماية على الأراضى التركية، إضافة إلى العمليات الإرهابية المتتالية وشهدت تركيا أسوء هجوما هجوما إرهابيا وقع فى ملهى رينا بمدينة اسطنبول،فى ليلة رأس السنة لعام 2017، أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، ما أضرر ضررا بالغا بالسياحة فى هذا البلد خلال العام الماضى، ويبدو أنه الضرر مستمر فى ظل الأزمة السياسية والتجاذب بين النظام والمعارضة.

 

ويمثّل قطاع السياحة 5% من الاقتصاد التركي المتدهور أصلا بعد الهبوط الحاد الذى شهدته الليرة الأسابيع الأخخيرة، ويشكل مليوني وظيفة، أي 8% من الوظائف في البلاد، بحسب المجلس العالمي للسفر والسياحة. ويأتي غالبية الزوار من ألمانيا وروسيا والمملكة المتحدة، بحسب شركة "Euromonitor" المختصة بتحليل معلومات السفر، وتشير تقارير إلى أن امتناع السياح الروس عن قضاء عطلهم السنوية فى تركيا، خاصة بعد مقتل السفير الروسى فى أواخر عام 2016 على يد فرد أمن تركى، شكل ضربة قاصمة للسياحة، حيث كانوا يشكلون العدد الأكبر من السياح الأجانب.

 

 

 


الأكثر قراءة



print