القرامطة فعلوا الكثير بالحجاج وقوافلهم، فقطعوا الطرق عليهم، ويروى لنا التاريخ أن القرامطة تعرضوا للأفواج الأولى من القوافل منذ سنة 294 هجريا، فكانوا يعملون فيها السيف، ويقتلون الرجال، ويغنمون الزاد والمال ويسبون النساء، ويأسرون الشيوخ والأطفال، ويسدون الآبار التى على الطرق بالجيف والرمال والأحجار فلا تجد القوافل المتابعة على الطريق ماء، فيحاربونها وأصحابها على غير ماء، فيضطرون للتسليم من شدة العطش، فيفعل القرامطة بهم مثل فعلهم بمن سبقهم من الحجيج، وها هو النظام القطرى فى عصرنا هذا يسير على خطى القرامطة، ويغير "أبرهة القطرى" بجيشه على حجيج البيت، فأعمل الإعتقالات فى صفوفهم، وشهد العام الماضى واقعة اعتقال سلطات الدوحة للحاج القطرى حمد المرى بمجرد عبوره منفذ سلوى الحدودى، عائدا إلى العاصمة، بسبب إشادته بترحيب السلطات السعودية بالحجاج، الواقعة التى كان لها مردودا واسعا ولاقت إدانات كبيرة على المستوى العربى والعالمى.
وهكذا وصف القرآن من يصدون عن سبيل الله "الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة كافرون".. وللعام الثانى على التوالى يواصل "إبرهة القطرى" تميم بن حمد تعنته المتعمد وفى حرمان مواطنيه من الذهاب للمملكة العربية السعودية لآداء فريضة الحج، بعد أن قام بحجب رابط إلكترونى خصصته السعودية لاستقبال طلبات القطريين الراغبين فى أداء الفريضة، الأمر الذى أدى لتصاعد الغضب تجاه "تنظيم الحمدين" الذى يحكم الدوحة.
ومع اقتراب موسم الحج، نددت المعارضة بمساعى حكام آل ثانى، لمنع القطريين من الذهاب للحج، على نحو ما قال الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني ، نجل أول وزير خارجية لدولة قطر، والمعارض للنظام، "أن منع نظام الحمدين القطريين من الحج، أثبت أكثر عدم أحقيته فى حكم البلاد".
وجدد المعارض القطرى، هجومه على النظام الحاكم فى قطر، متوعدا إياه بـ"المحاسبة"، حسبما جاء فى حسابه الرسمى على موقع "تويتر". وكتب سلطان بن سحيم، عبر حسابه الرسمى على تويتر:" كلما أمعنوا فى منع القطريين من الحج..أثبتوا أكثر عدم أحقيتهم في حكم بلادنا..عندما يتخلص شعبنا من ظلمهم وجورهم..سنحاسب نظام الحمدين على جرائمهم ولا نستثنى منهم أحد".
وأضاف قائلاً:" كل كوارثهم فى دعم الفوضى والتخريب فى كفة.. وحرمان المسلمين من حقهم فى بيت الله فى كفة.. القرامطة الجدد لا يخافون الله ورسوله.."لَهُمْ فِى الدُّنْيَا خِزْىٌ وَلَهُمْ فِى الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ".
تغريدات بن سحيم لم تكن الأولى فقد علق على منع القطريين فى مناسبة آخرى قائلا: "بينما تفتح المملكة قلبها قبل حدودها لمئات الآلاف من الحجاج، ها هو النظام القطري يمنع مواطنيه من الحج للعام الثاني، ذنب القطريين فى رقاب من لا دين ولا مروءة تردعهم".
وأضاف فى سلسلة تغريدات تنتقد تعنت النظام القطرى:"بلغت فيهم الدناءة منع مواطنيهم من بيت الله، وصلت فيهم الخصومة عقاب المسلمين إذا ما أدوا فريضتهم، ستنتهى الأزمة وتنجلى الغمة وسيحاكمكم القطريون على إجرامكم واستبدادكم".
وتابع "كل من عرفتهم من القطريين حجوا واعتمروا رغما عن النظام ولم يجدوا سوى الترحيب منذ وطأت أقدامهم أرض المملكة، وخونة الأوطان مدمري البلدان يعاقبون من أدى الفريضة وعاد سالما، التاريخ سينصفكم في صفحاته السوداء".
تسهيلات المملكة للحجاج القطريين
ورغم تعنت قطر، رحبت وزارة الحج والعمرة فى المملكة العربية السعودية فى بيان أصدرته يوليو الجارى، بقدوم القطريين الراغبين فى أداء مناسك الحج لهذا العام، وذلك عبر تخصيص رابط لاستقبال طلبات الحجاج القطريين، وقالت "نظرا لعدم تجاوب مكتب شؤون حجاج قطر مع الجهات المعنية لإنهاء ترتيبات شؤون ومتطلبات الحجاج القطريين، وإضاعة الوقت دون تحقيق أى تقدم بإنهاء الإجراءات اللازمة لتمكين المواطنين القطريين من أداء فريضة الحج، فإن وزارة الحج والعمرة ترحب بقدوم الأشقاء القطريين الراغبين فى أداء مناسك الحج لهذا العام".
ونوهت الوزارة إلى أنه بإمكان القطريين الراغبين فى أداء فريضة الحج التسجيل عن طريق الرابط الذى سيتم تخصيصه فى موقع وزارة الحج والعمرة الإلكترونى الذى سيكون متاحا خلال شهر ذى القعدة لهذا العام.
وعبر ذلك الرابط الإلكتروني يمكن للحجاح القطريين التعاقد على الخدمات التى يحتاجونها من (سكن ونقل وإعاشة) فى مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة مع المؤسسة الأهلية المعنية بخدمة الحجاج القطريين وحسب رغباتهم كغيرهم من الحجاج القادمين من مختلف دول العالم، وسيكون قدوم ومغادرة الحجاج القطريين عبر مطار الملك عبد العزيز الدولى بجدة، وعن طريق أى من شركات الطيران ماعدا الخطوط الجوية القطرية.