من جديد عادت الحياة تدب فى مياه "بحيرة البردويل" بشمال سيناء، الممتدة على ساحل منطقة غرب العريش وصولا لبئر العبد، والتى تعتبر مصدر دخل قرابة 7 الاف أسرة من سكان أكثر من 15 قرية تتوزع بمناطق غرب العريش والروضة وسالمانة والسادات ومدينة بئر العبد والقرى الملاصقة لها، يستفيدون من نشاط الصيد بالبحيرة، وهم مابين صيادين وعمال يومية وسائقين وفنيين وصنايعية فى أعمال إصلاح وصيانة المراكب ومواتير الصيد.
صياد بالبحيرة
عودة الحياة للبحيرة، بدأت مستهل الأسبوع الجارى، بعودة الصيادين لاستقلال مراكبهم والإبحار فى عرضها والتقاط رزقهم من أنواع مختلفة من أسماك، تعتبر هى الأنقى عالميا، وهى عودة جاءت بعد 5 شهور من التوقف خلال فترة الموسم المقرر سنويا من أواخر أبريل حتى مطلع يناير، نظرا لظروف العملية الأمنية سيناء 2018.
صياد
" أحمد العنيزى"، و" رابح الكحلوت"، صيادان يستقلان يوميا مركبهم الصغير ويبحران به من مرسى اغزيوان على ساحل البحيرة يلتقطان الرزق، " العنيزى " هو صاحب المركب وصياد فى البحيرة منذ 25 سنة، بينما " الكحلوت " شاب لم تسعفه شهادة الدبلوم الصناعى التى حصل عليها فى الحصول على وظيفة، وقرر ركوب الأمواج بحثا عن الرزق وكان نصيبه العمل على مركب العنيزى، مساعدا فى الصيد حتى أصبح يعلم كل أسرارة التى قضى فى تعلمها 10 سنوات.
فرحة الصيادين
الصيادان رفيقا رحلات البحث عن الأسماك فى عمق بحيرة البردويل، عبرا فى مستهل حديثهما لـ"برلمانى"، عن سعادتهما الغامرة بعودتهم لحيث عشقهم وحياتهم وهى مياه البحيرة، وأوضحا أنهما مرا خلال فترة المنع بظروف صعب وصفها نظرا لانقطاع مصدر الرزق تماما، وعدم وجود دخل فهما غير موظفين ولا مؤمن عليهم فى أى جهة وما تردد عن تعويضات للصيادين لم تصلهم.
وبدوره أعرب " يحيى على " أحد الصيادين فى بحيرة البردويل، عن فرحته بالعودة لممارسة الصيد، وكسب رزق أسرته المكونة من 7 أفراد، مشيرا أنه قضى حياته منذ طفولته فى البحيرة مابين عامل يومية، حتى استطاع أن يمتلك مركب صيد هى مصدر دخله.
الصياد العنيزى
وأشار سالم أبوسلمى أحد الصيادين، إلى أنهم يقومون بنقل إنتاجهم من الأسماك لتجار يبيعونه فى الأسواق أو يصدرونه لمحافظات أخرى، مضيفا أن صيد الأسماك بالنسبة لهم ليس فقط حرفة بقدر ما هو مصدر معيشة للجميع صغار وكبار.
ينتظر بداية اليوم
ولفت " عيد حسن " أحد الصيادين، إلى معاناة للصيادين فى توفير مستلزمات الصيد مشيرا إلى أن كل مركب يلزمها كميات من الغزل والرصاص والفلين وغيرها، وقال:" وصل سعر الغزل الف جنيه لـ 40 كيلو "، ونحتاج للكثير لتأمين حركة الصيد بشكل ملائم، وكل هذه مصاريف وإضافات على كل صائد رغم التوقف عن العمل"، معربا عن أمله أن يتم وضع آلية دعم مناسبة للصيادين فى البحيرة أو فتح منافذ لتوفير الغزل والرصاص وغيرها من ضروريات الصيد اليومية.
وقال الصياد مسعد محمد، أنه يعمل فى الصيد منذ 10 سنوات، وهو من أبناء مدينة بئر العبد، وأصبح أمله أن تعود البحيرة لسابق عهدها بعد زوال كل أسباب توقف الصيد فى عرضها وعودته بألية جديدة يعتبرها الصيادين أفضل من لا شئ فى هذا الوقت بعد أن انقطعت أرزاقهم مع وقف حركة مراكبهم.
ومن جانبه قال "يوسف سليمان " الذى يعمل فى الصيد بالبحيرة منذ 20 عاما: " كانت فترة المنع أصعب فترة مرت على الصيادين ولم يسبق لهم التعرض لها "، مضيفا أنهم مع ذلك كانوا متفهمين للأوضاع الطارئة التى أدت لذلك وما يأملونة هو أن تأخذ مطالبهم واحتياجاتهم بعين الاهتمام والرعاية، لافتا أن فترة منع الصيد كشفت الحاجة لوجود مصادر بديلة للدخل لكل صياد.
عائد للبحيرة
وقال سالم الحك أحد الصيادين أن أهم الأنواع التى يصطادونها من البحيرة، هى أسماك البورى والدنيس السوبر والموسى والقاروص وأنواع القشريات وأخرى من الأسماك.
فرص عمل للجميع
وبدورهم أعرب عدد كبير من عمال اليومية وسائقو سيارت النقل عن تيمنهم بالخير بعودة موسم الخير كما وصفوه، من بينهم " ياسر على وسامح السيد، ومحمود حسن "، وهم شباب بعضهم فى المرحلة الثانوية وآخرين أنهوا دراسة متوسطة، حيث أكدوا أنهم اعتادوا كسب رزقهم من العمل بنظام اليومية فى المراكب أو نقل الأسمك والثلج والتعبئة بعائد يتراواح مابين 50 إلى 75 جنيها فى اليوم.
يترقب البحيرة
كما أكد أصحاب ورش الصيانة الخاصة بمراكب الصيد والمواتير التى تنشر على شاطئ البحيرة عن فرحتهم بالعودة للعمل فى ورشهم التى توقفت عن العمل، وقال " حمدى ياسين "، إنه صاحب ورشة خراطة وصيانة، ومهامهم هى إجراء أعمال الصيانة اللازمة لكل مركب، والورش التى تنتشر اكثر من 15 ورشة بالمرسى فضلا عن ورش أخرى خارج نطاق البحيرة ويعمل بها أكثر من 200 شخص مابين صنايعى ومساعدين.
صياد بالبحيرة