وسبق لعامل نيبالي يبلغ من العمر 29 عاما، أن توفي في الموقع ذاته في أكتوبر 2016، بعد تعرضه للصدم من قبل شاحنة، وحادثة الوفاة الجديدة هي الأولى منذ الإعلان عن وفاة العامل البريطاني زاك كوكس لدى سقوطه في ورشة استاد خليفة في يناير 2017.
تجهيز ملاعب كأس العالم
وعود متكررة بالسلامة تزامنا مع وفاة العمال
ولقيت ظروف العمال الأجانب في المشاريع المرتبطة بمونديال 2022، انتقاد العديد من المنظمات الحكومية، لاسيما لجهة الظروف التي يعملون فيها والحقوق التي ينالونها، ونفت الدوحة بشكل متكرر هذه الانتقادات، مؤكدة العمل بشكل مستمر على تحسين ظروف العمالة الأجنبية.
وأكدت اللجنة المنظمة في سبتمبر 2017 التزامها "بحماية العمال في مواقع بناء استادات بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 وضمان صحتهم وسلامتهم"، ولم يحدث ذلك حتى الآن.
من ناحية أخرى، سلطت صحيفة "الاكونوميستا" المكسيكية الضوء على الأخطاء الكارثية فى ملف تنظير قطر لكأس العالم بعد ارتفاع عدد الضحايا إلى أكثر من 400 عامل مؤكدة أن إسناد ملف التنظيم للدوحة يشوبه فساد لا يمكن إنكاره، حيث تطالب العديد من الدول الأوروبية بسحب الملف من الدوحة لاستحالة استضافتها للبطولة بشكل جيد لأسباب من بينها المناخ والطبيعة الجغرافية لقطر، وكذلك الأزمة القائمة بينها وبين الدول العربية والتى تحول دون وجود خطوط طيران ملائمة، بالإضافة إلى الظروف الصعبة التى يعيشها عمال الملاعب والتجهيزات لاستضافة البطولة.
انتقادات إلى قطر وكأس العالم 2022
وقالت "ايكونوميستا" فى تقريرها إن قطر تنفق المليارات فى عالم الساحرة المستديرة للتعتيم على جرائمها من جهة، وتجميل صورتها من جهة أخرى، موضحة أن الدوحة تخصص صندوق استثمارى للأحداث الرياضية وشراء نوادى كرة القدم، وحقوق نقل البطولات الأوروبية والتعاقدات مع اللاعبيين، والاستثمار فى ألعاب القوى العالمية وغيرها الكثير مثل كأس العالم فى 2022، وتقدر استثمارات قطر فى هذا المجال بـ211 مليار يورو، لا لشىء إلا لتعزيز وجودها فى المنطقة التى يتفوق عليها جيرانها من الدول العربية الأخرى، ولذلك فإن قطر لا يوجد لديها ما يفوقها عن غيرها فى المنطقة العربية سوى الأموال.
أعمال بناء ملاعب كأس العالم 2022
ويقول جيمس دورسى، باحث وخبير مكسيكى فى قضايا الشرق الأوسط: "استثمارات قطر الضخمة فى الألعاب الرياضية كأداة من أدوات القوة الناعمة لن تصمد طويلا، خاصة أن التكلفة تكون أعلى من الفوائد التى تعود عليها، فى محاولة لتجاوز الأزمة القائمة من عزلتها بسبب تمويل الإرهاب ودعم المنظمات الإرهابية".
وأشار الباحث إلى أن كأس العالم 2022 سيقام للمرة الأولى فى فصل الشتاء، وذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة داخل قطر فى الصيف، وهو أول ما يثير استياء مسئولي الأندية من تنظيم كأس العالم 2022 فى قطر، بجانب الرشاوى التى تم دفعها من الأساس للحصول على شرف التنظيم.
وأضاف الخبير السياسى أن "ظروف العمل للعمال خلال السنوات الأربع الماضية خلقت العديد من الانتقادات من المنظمات الدولية التى قدرت أن أكثر 400 عامل قد يموتون أثناء العمل بسبب خطر الظروف المناخية واستغلال العمالة، ومع ذلك فليس هذا هو العامل الأكثر حسماً أيضاً، فبالإضافة إلى ذلك فإن بعض المسئولين القطريين يواجهون اتهامات بالفساد، مثل محمد بن همام الذى تم طرده نهائياً من الفيفا، وبالتالى لابد من سحب التنظيم وإسناده لدولة أخرى."