تتبع الولايات المتحدة الأمريكية استراتيجية ثابتة لمكافحة التطرف والإرهاب والمشروعات الفكرية القائمة على الكراهية، ويمكن تحرى تلك الإستراتيجية من تحليل السياسات تجاه تلك الملفات أو من خلال المواقف الأمريكية المتراصة أو حتى من خلال كلمات وخطابات المسؤولين الأمريكيين فى هذا الصدد.
إستراتيجية مكافحة الإرهاب
ألقت الممثلة الدائمة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة السفيرة نيكى هايلى، كلمة مهمة فى اجتماع لمجلس الأمن الدولى بشأن التهديدات للسلم والأمن الدوليين والتى تتسبب بها الأعمال الإرهابية، موضحة من خلالها إستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية المستدامة للتعامل مع التحديات ذات الصلة.
وقالت هيلى، إن تنظيم داعش كان فى حالة من الجنون قبل مجرد ثلاث سنوات، حيث كان إرهابيو التنظيم قد استولوا على ثانى أكبر مدينة فى العراق ويهددون العاصمة بغداد واستخدم التنظيم شمالى سوريا كملاذ آمن للتخطيط للهجمات وتحويل المجندين الجدد إلى متطرفين، لافتة إلى أن التنظيم كاهن يمثل تهديدًا لا يمكن لأى أمة متحضرة أن تتجاهله، لكن واشنطن تقدمت الصفوف لمواجهة هذا التحدى ولم "نواجهه لوحدنا"، وفقا لقولها "بل جمعنا التحالف الدولى لهزيمة داعش، وهو شراكة بين دول ومنظمات متشابهة التفكير لمواجهة هذا الشر"، بحسب نص كلمتها فى اجتماع مجلس الأمن.
تحالفات دولية ضد الإرهاب
وأوضحت السفيرة أن صفوف التحالف نمت وأصبح هذا التحالف الدولى يضم اليوم 77 عضوًا مذهلًا، قبل أن يحرز تقدمًا كبيرًا، ما مكن العراق من إعلان تحرير أراضيه من داعش وطرد التحالف داعش من معظم الأراضى التى كان يسيطر عليها فى سوريا.
ولكنها مع ذلك شددت على أن "هذه المعركة لم تنته بعد"، ولا يزال ثمة نواة ملتزمة من مقاتلى داعش فى العراق وسوريا. التنظيم عدو مرن لذا يجب أن "نظل متيقظين".
وقالت السفيرة، "نحن نعرف ما هى الأدوات التى ستكون حاسمة فى هذه المعركة. لقد قادت الولايات المتحدة التفاوض على قرار مجلس الأمن رقم 2396 الذى يحدد أعلى المعايير للدول لتعطيل سفر المقاتلين الإرهابيين الأجانب. بحيث يجب على كل دولة عضو تنفيذ هذا القرار بالكامل لتفكيك الطرق التى يستخدمها الإرهابيون للانتقال من ميدان معركة إلى آخر".
تقنيات أسماء المسافرين
وأضافت قولها: "يعنى ذلك التأكد من استخدام الدول الأعضاء أحدث التقنيات ومشاركتها، على غرار سجلات أسماء المسافرين وقوائم المراقبة والبيانات الحيوية لتحديد التهديدات التى تحاول عبور حدودنا. يمثل فحص كافة المسافرين من خلال هذه الأدوات خطوة أساسية. تحتاج الدول الأعضاء إلى وضع استراتيجيات للتصدى للمقاتلين الذين قد يحاولون العودة إلى ديارهم".
واختتمت السفيرة الأمريكية قولها: "إذن عندما نستعرض ما مضى من الحملة ضد داعش، يجب أن نستعد لتحديات الغد. يجب أن نحافظ على عزمنا وسننتصر. لا شك فى الكيفية التى ستنتهى بها هذه القصة. لن تنتصر قوى الإرهاب يوما. ستتخذ محاربة الإرهاب أشكالا مختلفة ولكن النتيجة مؤكدة. ستظل الولايات المتحدة قوة فى هذا الجهد ضد داعش والقاعدة حتى نقضى على هذا التهديد".
ونوهت نيكى هيلى فى لاخلال كلمتها بمجلس الأمن فى جلسة خصصت للحديث عن مكافحة الإرهاب فى العالم، إلى أنه لا يجب أن يمنح التنظيم الإرهابى بأى فرصة لأن يعود خاصة بعد الهزائم المتتالية التى تلقها، وتابعت بالقول: "لن نسمح بأى مجال يسمح للتنظيم الإرهابى بالعودة.. 150 ألف سورى عادوا إلى الرقة التى كانت عاصمة دولة داعش".
على هذا النحو يبدو أن دحر تنظيم داعش فى سوريا والعراق هو المحدد الرئيس لإستراتيجية امريكا لمكافحة الإرهاب مع إقرار واشنطن بأن هزيمة داعش ليست نهاية المطاف كون هناك أيدلوجية تحض على الكراهية فى مناطق أخرى من العالم مثل نيجيريا وأفغانستان وليبيا والصومال وسيناء، وهو ما يمكن استشرافه من كلمة نيكى هيلى التى اختتمت بها قولها: "الدرس هنا أن داعش عدو يتكيف ويتسلل إلى الأماكن التى تخلو من السيطرة".