الجمعة، 22 نوفمبر 2024 05:07 م

قيادات جماعة الإخوان بأنقرة حددوا ساعة الصفر للتحرك على الأرض بالدعوة لمظاهرة واحتشاد ثم اعتصام بميدان التحرير.. ومبادرة معصوم مرزوق تمت صياغتها بمكتب عزمى بشارة

شلة معصوم مرزوق وتفاصيل مخطط 31 أغسطس

شلة معصوم مرزوق وتفاصيل مخطط 31 أغسطس شلة معصوم مرزوق وتفاصيل مخطط 31 أغسطس
الأحد، 26 أغسطس 2018 04:00 م
كتب يوسف أيوب
- غادة نجيب إحدى أذرع عزمى بشارة.. مسؤولة عن تجنيد وتمويل الحقوقيات والناشطات للترويج للفوضى

- مجموعة العمل بالقاهرة ضمت رائد سلامة ونرمين حسين ويحيى القزاز وعبدالفتاح سعيد وسامح سعودى تحت قيادة معصوم

- الإخوانى المحبوس عمرو محمد جمال فضل يخصص عائد «مدرسة فضل الحديثة» لتمويل أنشطة المجموعة
 
بنظرة سريعة على المتهمين السبعة فى القضية رقم 1305 لسنة 2018، حصر أمن دولة عليا، المتهمين بالمشاركة مع جماعة إرهابية لتحقيق أهدافها، وتلقى تمويل أجنبى لتنفيذ غرض إرهابى، وهم معصوم مرزوق، رائد سلامة، نرمين حسين، يحيى القزاز، عمرو محمد، عبدالفتاح سعيد، سامح سعودى، ستتأكد لنا النظرية الجديدة التى يعتمدها تنظيم الإخوان الإرهابى، بالاستعانة بوجوه جديدة وغير محروقة إعلاميًا، لتكون الواجهة الخفية للجماعة.
معصوم مرزوق
 
 
كما تسعى الجماعة لاختيار عناصر تنتمى ظاهريًا إلى تيارات سياسية مختلفة، من اليسار إلى الناصريين، مرورًا بالحركات المسماة بالثورية، وكذا من العاملين بالمراكز الحقوقية الأجنبية والمصرية، ومن لهم علاقة بالمنظمات الخارجية بشكل عام، وهدفها باختصار عدم قصر العناصر التى تروج لشعاراتها وأهدافها فى نشر الفوضى والشائعات فى مصر على أعضاء الجماعة المعروفين، أو حتى على عناصر الصفين الثانى والثالث، ولا حتى على الحركات المنبثقة عن الجماعة، مثل «حسم» و«لواء الثورة» وغيرهما، لأنه من السهل إيجاد المعلومات والصلات بين هذه العناصر والجماعة الأم.
 
يحيى-القزاز
 
 
أما الأعضاء فى التيارات السياسية المختلفة، وأصحاب الخلفيات المهنية، والعاملون السابقون بمؤسسات الدولة، فهم المعبرون عن النخبة المصرية، الذين يمكن المتاجرة بهم، وتصوير أنشطتهم المشبوهة على أنها نضال من أجل الوطن، أو معارضة مشروعة، لكن الدولة المصرية تضيق بها وتضيّق عليها، ثم تصنع التقارير المزورة عن مطاردات الأمن لهم، ويتم إرسالها إلى الصحف الغربية المتكاسلة عن التدقيق أو التحقق من المعلومات الواردة إليها، وكذا إرسالها إلى المنظمات الحقوقية الموجهة أصلًا، والمترصدة لكل ما يجرى فى مصر، وتدور العجلة التى تعرفونها، لنجد منظمة مثل «هيومان رايتس ووتش»، الوثيقة الصلة بدوائر الاستخبارات الغربية، تتباكى فى تقرير لها على الحريات فى مصر، كما نجد صحيفة بريطانية تنشر تقريرًا يعتمد على حسابات إخوانية على مواقع التواصل، تتحدث عن موجة جديدة من الاعتقالات فى مصر، ثم تبدأ «الجزيرة» وقنوات الجماعة الإرهابية فى تركيا إعادة بث ما تنشره الميديا الغربية، ونصب سرادق اللطم والنواح على ما يجرى للمصريين، وهكذا يستمر السيرك السياسى للإخوان وألاضيشها فى استعراضات الفوضى والشائعات، بهدف واحد وحيد، ضرب الاستقرار فى المجتمع المصرى، ومحاولة التأثير سلبًا على عملية التنمية.

عملية 31 أغسطس

اجتماعات مكثفة تمت فى مكتب عزمى بشارة بأنقرة، وطبعًا عزمى بشارة هو العضو السابق بالكنيست الإسرائيلى، والمستشار الخاص لأمير قطر تميم بن حمد، والمسؤول عن الدائرة الإعلامية لجماعة الإخوان الإرهابية، ولا يمكن فصله أو التعامل معه بعيدًا عن التوصيفات الملحقة باسمه، فهو منذ غادر تل أبيب بحركة استعراضية متوجهًا إلى قطر مع بدايات الألفية الثالثة، كان موفدًا فى مهمة استخباراتية جليلة بالنسبة لدولة إسرائيل، وهى التمهيد لمشروع الفوضى الخلاقة لضرب البلاد العربية بالميليشيات والحركات الثورية المسلحة، لتفتيت الدول المتماسكة، وبدء عصر الدويلات المتناحرة على أساس عرقى ودينى، وبزوغ العصر الإسرائيلى الذى تتحول فيه إسرائيل إلى القوة الأكبر فى المنطقة العربية، والتى تحل محل الولايات المتحدة فى الفوز بثرواتها والتحكم فيها.

 
عزمى-بشارة

ضم هذا الاجتماع الخطير مجموعة من قيادات التنظيم الدولى بلندن، وقيادات الجماعة بأنقرة، وكان موضوعه هو مواجهة الفشل المتكرر الذى يلاحق الجماعة، وعجزها عن إثارة الفوضى بمصر، رغم مرور البلاد بلحظات صعبة ترافقت مع إجراءات الإصلاح الاقتصادى، وتحرير الجنيه، ومعاناة فئات كثيرة من المواطنين من موجات الغلاء المصاحبة لعملية الإصلاح، وكان أهم سؤال مسيطر على الاجتماع هو: هل انتهى عصر الثورات فى مصر؟، وهل يظل المصريون صامدين ومتحملين لكل الإجراءات المرتبطة بعملية الإصلاح؟، وكيف يمكن استغلال الظروف الحالية لتعطيل عملية التنمية وإثارة الفوضى من خلال الدعوة إلى مظاهرات فى أكثر من منطقة بالقاهرة والمحافظات، مع إحياء دور ميدان التحرير من جديد فى عملية الحشد والتظاهر؟

كما دعا عدد من قيادات الإخوان إلى لم شمل الحركات السياسية السابقة، والسياسيين المعارضين، ورموز الأحزاب الدينية الذين التزموا الصمت، من خلال البحث عن نقطة انطلاق بموعد محدد، وتتم الدعوة فيه إلى الخروج والتظاهر فى ميدان التحرير، مع تكثيف الدعاية الإعلامية لتصوير يوم التظاهر على أنه مليونية ثورية ضد النظام والمؤسسات بالدولة، كما راهن المجتمعون على أمرين، الأول نجاح المتظاهرين فى الوصول إلى ميدان التحرير، والتظاهر بالأعلام، مع رفع بعض المندسين أعلام رابعة، وشعارات الإخوان، ووجود بث مباشر لـ«الجزيرة» من خلال الموبايلات المجهزة، فإذا تغاضت أجهزة الأمن عن المتظاهرين يتم إعلان الاعتصام فى الميدان، ودعوة رموز القوى السياسية والنشطاء وأعضاء النقابات المهنية من جماعة الإخوان إلى الانضمام للاعتصام.
 
أما إذا تعاملت قوات الأمن مع المظاهرات، ومنعت وصولها لميدان التحرير، فسنكون أمام مشهد ثان يمكن أن تسيل فيه دماء، وأن يتم استخدامه لتدشين تحالف ثورى وطنى يضم مجموعة من القوى المعارضة، مع المطالبة باستفتاء عام على استمرار الحكم الحالى، وفى جميع الأحوال نكون أمام حدث كبير، ونجاح يحسب لجماعة الإخوان فى مصر.
 
وجرى الاستقرار من المجتمعين على معصوم مرزوق، ومجموعته المساعدة فى القاهرة، لتتولى إعلان المبادرة، والدعوة إلى التظاهر فى ميدان التحرير، وكذلك الدعوة لاستفتاء عام، كما تم تكليف معصوم مرزوق ومساعديه الأساسيين، يحيى القزاز ورائد سلامة، بالتواصل مع جميع القوى المعارضة والسياسيين الذين يمكن أن يشاركوا فى المظاهرات ليتصدروا الصفوف الأولى، على أن يكون أعضاء الجماعة فى القاهرة والمحافظات هم الجمهور العريض.
 
الأخطر فى هذا الاجتماع أن قيادات الإخوان قررت البدء فى عمليات إرهابية تسبق عملية 31 أغسطس، بحيث تبدو الدعوة للحشد والتظاهر، ثم الاستفتاء المزعوم، هى الوجه السلمى للنخبة المدنية، والبديل عن الانزلاق مرة أخرى إلى الإرهاب والعنف، لكن الله رد كيدهم فى نحورهم، وأعلنت الشرطة عن إحباط أكثر من عملية نوعية، وضبط خلايا إرهابية فى الصعيد والدلتا والقاهرة قبل تنفيذها التكليفات الإرهابية.

 

نساء الجماعة والناشطات بالأجرة!

الجديد فى استراتيجية الجماعة الإرهابية أيضًا، فيما يتعلق بمخططات إثارة الفوضى بمصر، هو اللعب على العنصر النسائى، خاصة من يطلقن على أنفسهن وصف ناشطات، فمثلما استخدمت الجماعة الإرهابية النساء فى حمل حقائب المتفجرات، والتواصل مع العناصر الإرهابية، وحمل الأموال والتكليفات إليها، وكذا توفير الملاذات الآمنة لها، فإنها تستعين بالناشطات الحقوقيات من أطياف اليسار والناصريين، ومن الحركات المسماة بالثورية والحقوقية، ضمن الديكور الجديد للجماعة، فى محاولة للإيهام بوجود تيار عريض من السياسيين والتيار المدنى يقف إلى جانب قضيتهم غير العادلة، ومن ضمن هؤلاء نرمين حسين، المتهمة فى القضية رقم 1922/2013 لإثارة الشغب والتعدى على مؤسسات الدولة، والمتهمة فى القضية الأخيرة رقم 1305 لسنة 2018، حصر أمن دولة عليا، بتلقى تمويل بغرض إرهابى، والاشتراك فى اتفاق جنائى الغرض منه ارتكاب جريمة إرهابية، ومعها صديقتها غادة نجيب، زوجة الإرهابى الهارب، الممثل هشام عبدالله، التى اختارت هى وزوجها الاصطفاف خلف الجماعة الإرهابية، بحثًا عن الأموال السهلة، حتى لو كان مصدرها الشيطان نفسه.

غادة نجيب
 
«نرمين» و«غادة» ظهرتا فى المشهد الإخوانى بعد فشل تجربة آيات عرابى، التى دخلت فى صدام شديد مع قيادات الجماعة الإرهابية، لرغبتها فى فرض سيطرتها، وخروجها بتصريحات إعلامية تنتقد خلالها تصرفات بعض قيادات الإخوان أو المتحالفين مع الجماعة، وكانت غادة نجيب هى الخيط الذى ربط الإخوان بنرمين حسين، العضو بحركة 6 إبريل، والتى كانت تربطها علاقات قديمة بالإخوان، لكنها توثقت بالمال على يد غادة نجيب.
 
غادة نجيب هى إحدى أذرع عزمى بشارة، العضو السابق بالكنيست الإسرائيلى، المستشار الخاص لأمير قطر تميم بن حمد، المسؤول عن الدائرة الإعلامية لجماعة الإخوان الإرهابية، ورسم خريطة تحركاتهم السياسية، واستخدمها «عزمى» فى عدد من المهام، منها تأليب بعض العاملين فى قناة «الشرق» على أيمن نور، لوجود خلافات مالية بين الاثنين.
 
غادة صابونى أو غادة محمد نجيب من مواليد فبراير 1972، هى سورية الأصل، وحصلت على الجنسية المصرية بعد زواجها من هشام عبدالله فى 13 مارس 1999، واستطاعت أن تقنع زوجها الذى كان ينتقد حكم جماعة الإخوان بالسفر إلى تركيا، والانضمام إلى عصابة «الإرهابية»، لتظهر ما بداخلها من «دعشنة» ظلت تخفيها عشرات السنين، ولم تكتفِ غادة نجيب بتحريض زوجها على الفرار من مصر، بل أنها تستخدم ألفاظًا بذيئة على وسائل التواصل الاجتماعى، وغالبًا يستخدمها عزمى بشارة كواجهة جديدة غير محروقة بالنسبة له، وفى الوقت نفسه العمل على تجنيد أصدقاء لها تثق بهم، ومن هنا جاء انضمام نرمين حسين لمجموعة عزمى بشارة، وهو ما يفسر وجودها ضمن قائمة المقبوض عليهم فى شلة معصوم مرزوق.
 
«شلة معصوم» لم تكن سوى ورقة جديدة حاولت جماعة الإخوان الإرهابية استخدامها وفق الخطة التى وضع تفاصيلها عزمى بشارة، الذى حدد لهم ساعة الصفر والتحرك، فبعد الإعلان عن «مبادرة معصوم» التى تمت صياغتها فى مكتب «بشارة» فى أنقرة بحضور قيادات إخوانية، تم تشكيل مجموعة العمل بالقاهرة، تحت قيادة معصوم مرزوق، وضمت هذه المجموعة رائد سلامة، ونرمين حسين، ويحيى القزاز، وعمرو محمد جمال فضل، وعبدالفتاح سعيد، وسامح سعودى، ولكل من هؤلاء دور كان يقوم به، واختارت قيادات أنقرة يوم 31 أغسطس الجارى للتحرك على الأرض من خلال الدعوة إلى مظاهرة واحتشاد ثم اعتصام فى ميدان التحرير.
 
معصوم دوره كان الأساسى، فهو الواجهة الجديدة التى اختارتها الجماعة الإرهابية، بعدما ضمنت ولاءه الكامل، ومن خلفه كان يقف أساتذته فى العمل السياسى، خاصة حمدين صباحى، وبجانب «معصوم» كان لكل شخص من أعضاء الشلة دور مرسوم له بدقة، ومن هؤلاء «نرمين»، التى كانوا يعولون عليها فى الحشد، وعلاقاتها بشباب 6 إبريل، بالإضافة إلى سامح سعودى، الناشط فى التيار الشعبى، أحد المرتبطين بمعصوم مرزوق.
 

محاولات استعادة عام 2011من بين الأسماء أيضًا يبرز اسم عمرو محمد جمال فضل، مالك مدارس «فضل الحديثة»، ومن خلاله كانت تأتى الأموال من الخارج لـ«شلة معصوم»، ولم يكن «عمرو» هو مصدر التمويل الوحيد، فهناك أيضًا شركة «المدينة للتجارة والمقاولات»، المملوكة لشخصية إخوانية، لذلك فإن «عمرو» الوحيد من بين السبعة المتهمين الموجهة له تهمة الانضمام لجماعة إرهابية، فهو عضو بجماعة الإخوان الإرهابية، بينما الستة الباقون مشتركون فى الجريمة، لكنهم ليسوا أعضاء بالتنظيم.
 
خطة عزمى بشارة أن يتم تشكيل «شلة معصوم»، وتكون البداية بالمبادرة المزعومة فى محاولة لخلق رأى عام مؤيد، وتهيئة الأرض لطرح فكرة الاعتصام والاحتشاد فى الميادين، وتكرار ما حدث فى يناير 2011، وأحسنت الجماعة الإرهابية اختيار من يمثلها، فهى تريد الفوضى، وهو نفس ما يحتاجه «معصوم» وشلته، ممن لديهم شغف للعيش فى «المراحل الانتقالية»، لأنها تشهد ازدهارهم، كما تمنحهم رصيدًا وهميًا وفرصة للخروج على الشاشات، فمن واقع التصريحات المتتالية لـ«معصوم» سنجد أنه من عاشقى «المراحل الانتقالية»، ويأمل فى أن تعود حالة الفوضى وعدم الاستقرار للبلاد مرة أخرى، حتى يظهر نجمه، ومن هنا تلاقت الأهواء، تحمس «معصوم» لمبادرة عزمى بشارة وقيادات التنظيم الدولى للإخوان بتركيا، والتى تدعو لحل كل مؤسسات الدولة، سواء البرلمان أو الحكومة، لتبقى مصر بلا مؤسسات، وتمر البلاد بمرحلة انتقالية- ثالثة هذه المرة- تعاد فيها كتابة الدستور للمرة الثالثة، على أن يحكم البلاد مجلس انتقالى للحكم يتشكل من الأحزاب والقضاء وغيرهم.
 
 

وللحديث بقية فى الحلقة الثالثة

 



 


الأكثر قراءة



print