وفى جلسة الاستجواب التى عقدت صباح اليوم، الثلاثاء، وعقب خطاب روحانى وجه رئيس البرلمان على لاريجاني تساؤل للنواب حول إجابات الرئيس، حيث أعلنوا أنهم لم يقتنعوا وطلبوا التصويت علنيا، وبحسب وكالة فارس الإيرانية لم يقتنع النواب بإجاباته حول قضايا البطالة والعملة الأجنبية والركود الاقتصادى والتهريب، وعليه رفعت التساؤلات إلى السلطة القضائية للبت فيها.
وجاءت جلسة استجواب الرئيس الإيرانى بعد يوما من إقصاء البرلمان رجلين من فريق روحانى الاقتصادى وحلفاءه فى شهر واحد، وهم وزير الاقتصاد والمالية مسعود كرباسيان الذى تم عزله الأحد الماضى، بعد استجوابه حول أدائه تجاه الظروف الاقتصادية وصوت 137 نائبا لصالح قرار حجب الثقة عنه، والثانى كان وزير التعاون والعمل والشئون الاجتماعية علي ربيعي تم إقصاءه فى الـ 8 من أغسطس الماضى، وصوت 129 نائبا على عزله.
استمالة البرلمان بالهجوم على الولايات المتحدة
وخلال خطابه فى البرلمان حاول روحانى توجيه رسائل للداخل الإيرانى والخارج، إذ حاول استمالة البرلمان بتصعيد الهجوم على الولايات المتحدة الأمريكية والتخلى عن نبرة الاعتدال التى اعتاد عليها، على نحو ما قال، "أنه من الخطأ تماما التصور بأن اليوم سيكون البداية لحدوث شرخ بين الحكومة والبرلمان، مؤكدا بأن الولايات المتحدة، ستصاب بخيبة الأمل فى ختام اجتماع اليوم"، مشددا على أنه لن يسمح لواشنطن تمرير مؤامراتها. معربا عن اعتقاده بأن "الكثير من أبناء الشعب يطرحون مثل هذه التساؤلات حول أوضاع المصارف والتهريب والركود ونمو أسعار العملة الصعبة.
هاجم المتظاهرين محملهم مسئولية انسحاب واشنطن من الاتفاق النووى
وأضاف "ليكن الشعب على ثقة بأننا لن نسمح لشلة مناهضة لإيران اجتمعت فى البيت الأبيض بأن تتآمر علينا"، وتابع "على البيت الأبيض ألا يتصور بأنه سيشعر بالسرور فى ختام هذا الاجتماع، وليعلم بأنه سيشعر بالحزن الشديد فى نهاية الاجتماع؛ لأن السلطات الثلاث، المجلس والحكومة والسلطة القضائية، متضامنة ومتحدة مع القوات المسلحة تحت إشراف وقيادة قائد الثورة الإسلامية. إننا لا نخشى أمريكا ولا المشاكل وسنتجاوز المشاكل جيدا".
وفى محاولة منه لتوجيه رسائل للداخل الإيرانى، هاجم روحانى المتظاهرين محملهم إياهم مسئولية انسحاب واشنطن من الاتفاق النووى مايو الماضى، قائلا "المظاهرات ضد الحكومة التى اندلعت فى أوائل يناير الماضى، شجعت الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على اتخاذ قرار الانسحاب من الاتفاق النووى وتابع "الاحتجاجات أغرت ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووى"، وأكد أن إيران ستتغلب على العقوبات الأمريكية التى فرضت حديثا على طهران والتى لن تسهم سوى فى توحيد الأمة. كما قال الرئيس الإيرانى إن حكومته ستتغلب على التحديات الاقتصادية وستظهر "للمسئولين فى البيت الأبيض المعادين لإيران" بأن العقوبات ستفشل.
روحانى حاول التمسك بتأييد المرشد
واستنجد روحانى ضمنيا بالمرشد الأعلى الذى يؤيد بقائه فى الحكم حتى نهاية ولايته فى 2021 ، وخلال خطابه قائلا "آمل أن أتمكن من أخذ التوصیات التی قدمها لی قائد الثورة (على خامنئى) حول هذا الاجتماع بدقة"، فرغم قرع المتشددون طبول العزل السياسى لروحانى، ومطالبة الرئيس السابق المتشدد أحمدى نجاد بالتنحى، محمله مسئولية تدهور الوضع الاقتصادى، لا يزال يحظى الرئيس الإيرانى بدعم خامنئى الذى يلعب دورا حساسا لإحداث توازنا بين التيارات السياسية الإيرانية، وقال المرشد الأعلى ألأسابيع الماضية، إنه يتعين أن يبقى روحانى فى منصبه لمنع المزيد من الفوضى، فى الوقت نفسه ألقى باللوم أيضا على سوء إدارة الحكومة فى الملف الاقتصادى، وقال "من يطالب بتغيير الحكومة فى هذا التوقيت يلعب فى أرض الأعداء.. يجب أن تبقى الحكومة وأن تمارس واجباتها بقوة فى حل المشكلات".
وبحسب وكالة فارس شهد مجلس النواب الإيراني التصويت على الأسئلة وجاءت النتائج كالتالي:
1-لماذا لم تنجح الحكومة فى السيطرة على التهريب الذى يعد أحد أهم عوامل شلل الإنتاج الوطنى؟ حيث اعتبر 138 نائبا رد الجمهورية غير مقنع فيما اعتبر 123 نائبا الرد مقنعا وامتنع 6 عن التصويت.
2-ما هو السبب فى استمرار الحظر المصرفى على إيران رغم مضى أكثر من عامين على تنفيذ جميع تعهدات الاتفاق النووى؟ حيث اعتبر 137 نائبا رئيس الجمهورية مقنعا فيما اعتبر 130 نائبا الرد غير مقنع وامتنع 3 عن التصويت.
3-لماذا لا تقوم الحكومة باتخاذ إجراء مناسب لخفض البطالة المفرطة؟ حيث اعتبر 190 نائبا الرد غير مقنع و74 مقنعا وامتنع 8 عن التصويت.
4-السبب فى الركود الاقتصادى الممتد أعواما رغم الوعود والإعلان عن تجاوز الركود؟ أعلن 150 نائبا عدم اقتناعهم بالرد فيما أعلن 116 نائبا الرد مقنعا فيما امتنع 6 عن التصويت.
5-السبب فى الارتفاع المتسارع لأسعار العملة الأجنبية والانخفاض الشديد لسعر العملة الوطنية؟ أعلن 196 نائبا عدم اقتناعهم بالرد فيما أعلن 68 نائبا الرد مقنعا وامتنع 8 عن التصويت.
ويأتى استجواب روحانى وفريقه الاقتصادى بعد أشهر من الغضب المتصاعد بسبب إخفاق حكومته فى معالجة الأزمة الاقتصادية التى تفاقمت مع إعادة فرض العقوبات الأمريكية، وهروب الشركات الأوروبية من إيران، ففى ديسمبر بدأت احتجاجات على تردى الوضع الاقتصادى فى البلاد وامتدت المظاهرات إلى أكثر من 80 مدينة وبلدة وقتل فيها 25 شخصا، وتشهد البلاد منذ ذلك الوقت احتجاجات متفرقة لسائقى الشاحنات والمزارعين والتجار وتخللتها من حين لآخر مواجهات عنيفة مع قوات الأمن.
ويعانى الاقتصاد الإيرانى من ارتفاع معدل البطالة وانخفاض قيمة العملة إلى النصف، وتواجه طهران مشاكل اقتصادية منها تباطؤ الاستثمارات، وارتفاع معدل التضخم وارتفاع جنونى فى الأسعار، ولم يتمكن الفريق الاقتصادى الحالى من تقديم حلول لها.
وإثر ذلك تجددت الاحتجاجات فى الأشهر الماضية والتى أطلقت عليها "احتجاجات الفقراء"، وبينما رفع المتظاهرون شعارات تطالب طهران بالنأى جانب والخروج من سوريا، وتقليص الدعم المقدم من خزانة الدولة للفصائل والجماعات السياسية الموالية لطهران فى المنطقة، نصح العديد من السياسيين روحانى بالقيام بتغيرات فى فريقه الاقتصادى للحفاظ على ما يمكن وسط نزيف اقتصادى وتهاوى قيمة العملة غير أنه فى أواخر يوليو الماضى، عين محافظا جديدا للبنك المركزى.