#فيديوغرافيك... #روحاني أخفق في أول جلسة مساءلة أمام البرلمان، وأجوبته لم تقنع النواب pic.twitter.com/cNEQly6HB5
— صحيفة الشرق الأوسط (@aawsat_News) ٢٩ أغسطس ٢٠١٨
الرئيس أغضب التيار الإصلاحى
اليوم بعد مساءلة الرئيس بات سؤال واحد مثار فى ذهن الإيرانيون وتصدر المشهد الإيرانى الداخلى، وهو "اين مكاشفة الحقائق؟". عدم كشف روحانى للحقائق -على عكس ما صرحت مساعدته لشئون المواطنة شهيندخت ملاوردى قبل يوم من المسائلة والتى قالت انتظروا من روحانى المكاشفة-، أدى إلى صدمة لم تنتاب التيار الاصلاحى فحسب بل الشعب الإيرانى الذى ارتفع سقف طموحاته من المصارحة، وعلق المنظر الإصلاحى مصطفى جلال زادة "كتمان الحقائق جرأ المنافسين على الرئيس وخيب أمل الإيرانيين، كان بامكان الرئيس أن يشرح أسباب المشاكل التي تعاني منها البلاد، والقيام بخطوة كبيرة نحو زيادة الوعي العام ويشارك الشعب فى حل المعضلات". ورغم أن روحانى قد فقد دعم كتلة (اميد) الأمل الإصلاحية فى البرلمان إلا أن كوادر هذا التيار لم تكف عن مساندتها له، وقال سعيد شريعتى الناشط السياسى الإصلاحى أن ائتلاف روحانى مع التيار الاصلاحى لازال قائما وفى حال أجريت انتخابات الأن سيمنح هذا التيار صوته للرئيس رغم اخفاقاته والانتقادات التى يوجهها له" خلال مقابلة مع صحيفة "آرمان" الاصلاحية.
الرئيس الإيرانى حسن روحانى
توظيف التيارات السياسية للمساءلة أمس
قبل إبداء سبب عدم المكاشفة، ينبغى القول أن مساءلة روحانى كانت مادة خصبة استغلتها التيارات السياسية الإيرانية لتحقيق مصالح سياسية ضيقة، فالتيار المتشدد حاول توظيفها لتصب فى مصلحة النظام لتلميعه دوليا، ويمكن قراءة التعليقات من خلال رصد الصحف المختلفة، وجائت تعليق الصحف الاصلاحية لتناقشت ردود روحانى على النواب وأبرزت غضب التيار الإصلاحى والنقاط التى أخفق فيها الرئيس وما كانت يتوقعه الشعب من روحانى، بينما لعبت الصحف المتشددة والمنتمية للتيار المحافظ على وتر عدم اقتناع النواب بالردود، إضافة إلى توظيف موضوع الإستجواب من أجل إستعراض ما اعتبرته "ديمقراطية دينية داخل النظام" فى إيران من خلال مسائلة أعلى سلطة فى البلاد بعد سلطة الولى الفقيه.
ورأت صحيفة "ابتكار" الإصلاحية، أن روحانى لم يتحدث، وكتبت تحت عنوان "روحانى لم يتحدث"، رغم أن التيار الاصلاحى كان يتوقع من روحانى حديث لاذع وثورى والافصاح عن أسماء بعض مراكز السلطة وغيرها لكن الرئيس لم يتحدث بحدة، ويبدو أن روحانى كان يرغب فى اقناع النواب بينما هم لم يألوا اهتماما بإجاباته". ورأت الصحيفة أن روحانى لم يقدم اعتذار للشعب على بعض القرارات والإجراءات الخاطئة التى اتخذتها الحكومة، ولم يتناول فى حديثه مراكز القوى فى السلطة ومن يعرقلون عمل حكومته. وقالت أن الرأى العام كان ينتظر من روحانى أن يتحدث بصراحة أكبر فى بعض النقاط، ورأت أنه هرب من الحديث الصريح بخطاب عام، وهو ما اعتبرته ضربة جديدة لحكومته.
وكان يتوقع التيار الاصلاحى والإيرانيون بشكل عام أن يقول روحانى "الحقائق"، لكنه اكتفى بالحديث عن القضايا التى كررها فى أغلب لقاءاته الصحفية والتلفزيونية، ويمكن الإستدلال على أسباب عدم بيان روحانى للحقائق من تصريحيه الذى قال فيه "أن المرشد الأعلى أوصاه خلال اجتماعه به"، وعليه لا يجب أن يتوقع الإيرانيون إفشاء للحقائق، ورأت صحيفة "آرمان" الإصلاحية أنه حتى لو لم يوصى المرشد روحانى، فلن يتحدث عن الحقائق نظرا لشخصيته التى تميل إلى التحفظ، وعدم إفشاء الأسرار بسهولة.
Ebtekaar
تقرير الصيحفة يمكن اعتباره اعترافا ضمنيا وتلويحا بتدخل المرشد الأعلى ومنعه من إفشاء الحقائق التى وعد بها، وينظر إلى اجتماعه بالمرشد قبل المساءلة بأنه كلمة السر فى ذلك، وخلال خطابه أمس قال روحانى "آمل أن أتمكن من أخذ التوصیات التی قدمها لی قائد الثورة (على خامنئى) حول هذا الاجتماع بدقة"، كذلك يمكن الإشارة إلى أن المرشد الأعلى أيد بقاء روحانى وعدم عزله رغم قرع المتشددون طبول العزل السياسى لروحانى، ومطالبة الرئيس السابق المتشدد أحمدى نجاد بالتنحى، فمازال يحظى الرئيس الإيرانى بدعم خامنئى الذى يلعب دورا حساسا لإحداث توازنا بين التيارات السياسية الإيرانية، وقال المرشد الأعلى ألأسابيع الماضية، إنه يتعين أن يبقى روحانى فى منصبه لمنع المزيد من الفوضى، فى الوقت نفسه ألقى باللوم أيضا على سوء إدارة الحكومة فى الملف الاقتصادى، وقال "من يطالب بتغيير الحكومة فى هذا التوقيت يلعب فى أرض الأعداء.. يجب أن تبقى الحكومة وأن تمارس واجباتها بقوة فى حل المشكلات".
فى السياق نفسه حاولت الصحيفة الاصلاحية التماس الأعذار لروحانى وأن تعزوا سبب ذلك إلى أن الرئيس فضل الأمن والهدوء فى البلاد على إبعاد الشبهات والتهم عن حكومته، واعتبرت أن القاء الكرة فى ملعب الولايات المتحدة، وحديثه عن احتجاجات ديسمبر العام الماضى والمتظاهرين تنصل روحانى من مسؤوليته، وهو الأمر الذى قوبل برد فعل حاد من قبل النشطاء السياسيين، وصفه السياسيون بأنه رئيس جمهورية "سلبى".
وعلى صعيد الصحف المتشددة، كتبت صحيفة "وطن امروز" التابعة للتيار المتشدد، تحت عنوان "البطاقة الصفراء لروحانى"، أن النواب هذه المرة قرروا ألا يشاركوا حكومة روحانى فى أخطاء واخفاقاتها.. وقالت أنه استنادا لقوانين الداخلية الجديدة للبرلمان فانه ينبغى على النواب ارسال التساؤلات التى لم يقتنعوا باجاباتها إلى السلطة القضائية.
أما صحيفة "كيهان" المتشددة، كتبت على غلافها "نواب الشعب لم يقتنعوا.. إذا كانت حكومة شعبية فعليها تغيير طريقها"، معتبرة أن مسائلة روحانى أمس تمتعت بـ 5 خصائص منها أنها –بحسب تفسيرها- كانت تجلى للديمقراطية الدينية للنظام، وكتبت صحيفة "هدف اقتصاد" "هزيمة روحانى فى بهارستان" وهو المكان الذى يقع فيه المجلس.
الرئيس الإيرانى حسن روحانى
مساءلة أم استجواب للرئيس
لكن الأمر الملفت للنظر أن الصحف لم تتناول الموضوع وكأنه استجواب فعليا، بل وصفت اجتماع الرئيس بالنواب أمس بالمساءلة، مصادر إيرانية تحدثوا لبرلمانى، وأوضحت أن استجواب الرئيس فى البرلمان مرحلة أخيرة فى عملية من 4 مراحل تبدأ بتنبيه النواب للرئيس، التى تعد الكارت الأصفر الأول تجاه سياسياته، ثم المسائلة وهى الخطوة التى اتخذها البرلمان أمس، ثم الإستجواب والدراسة والفحص قبل إصدار النتائج، وهى المرحلة الأخيرة قبل اطلاق حكم عزل الرئيس أو منحه الثقة مجددا، وبحسب المصادر فإن البرلمان من شأنه أن يحيل تساؤلات الرئيس إلى القضاء بعد دراسته من قبل هيئة رئاسة البرلمان وإبداء قراراها فى الإحالة من عدمها، استنادا للمادة 213 من قانون مجلس الشورى الداخلى، لتتبع بعد ذلك مسارين، فى حال لم يجيب الرئيس فانه على المجلس اللجوء لتنص المادة 89 من الدستور الإيرانى التى تمنح المجلس حق الإستجواب الرسمى، أما حال أجاب الرئيس ولم يقتنع النواب باجاباته فان الهيئة الرئاسية للبرلمان تدرس التساؤلات ويحال بقرار منها إلى القضاء.