ولكن يبدو أن هوس السوشيال ميديا والثراء السريع لم يعد قاصرا على فئة الشباب والبالغين فحسب، بل طال أيضا الأطفال وخير دليل على ذلك ما تنشره الطفلة ساندى ابنة الستة أعوام والتى خصصت صفحة لها على موقع التواصل الاجتماعى facebook وقناة خاصة بها على youtube تنشر من خلالهما مقاطع مصورة لها أشبه باليوميات مع جدتها وتجذب آلاف الأنظار إليها وحققت شهرة واسعة فى بضعة أشهر فقط.
ويختلف مضمون تلك المقاطع ما بين مواقف حياتيه للطفلة مع جدتها أو قيامها بأداء استعراضى لعدد من الأغانى الشعبية، إلا أنها لاقت هجوما كبيرا جراء ما تقدمه من رواد تلك المقاطع والذين رأى عددا كبيرا منهم أن هذا يعد استغلال وانتهاك لطفولتها.
ساندى لم تكن الأولى وربما لن تكون الأخيرة، حيث سبقها أطفال كثر سمحوا لمواقع التواصل الاجتماعى أن تخترق خصوصيتهم التى مازالت طور التكوين بمساعدة أولياء أمورهم بغرض تحقيق أرباح جراء الضغط على زرار الــ like و الـ share ، مثلما حدث مع طفلة أخرى قامت بالترويج لإحدى منتجات فرد الشعر على صفحات السوشيال ميديا.
وفى دراستان استقصائيتان من مكتب الإحصاءات الوطنية، أجريتا بفارق خمس سنوات بين عامى 2011/2012 و 2015/2016 ، لتقييم العادات على الإنترنت لأطفال تتراوح أعمارهم بين 10-15 سنة فى المملكة المتحدة، فقد لوحظ ارتفاع عدد الفتيات اللواتى يقضين أكثر من ثلاث ساعات فى اليوم على وسائل التواصل الاجتماعى من 8.7 فى المئة إلى 17.4 فى المئة.
قانون الطفل والحماية من الاستغلال:
وفى الوقت الذى يعتبر البعض ما يحدث للأطفال عبر صفحات السوشيال ميديا استغلالا من أولياء أمورهم ودفع لهم داخل هذا العالم من أجل لفت الأنظار وتحقيق الشهرة، تنص المادة الثالثة من قانون الطفل المصرى القانون رقم حق الطفل فى الحياة والبقاء والنمو فى كنف أسرة متماسكة ومتضامنة وفى التمتع بمختلف التدابير الوقائية، وحمايته من كافة أشكال العنف أو الضرر أو الإساءة البدنية أو المعنوية أو الجنسية أو الإهمال أو التقصير أو غير ذلك من أشكال إساءة المعاملة والاستغلال.
ويقول النائب محمد أبو حامد وكيل لجنة التضامن الاجتماعى بمجلس النواب: "علينا أولا أن نحدد أشكال الاستغلال التى يتعرض لها الطفل باستخدام وسائل التواصل الاجتماعى، وهل الأمر مجرد تصوير مقاطع فيديو لمناسبات اجتماعية خاصة به أم يتم استغلاله لتحقيق شهرة ولفت أنظار بشكل دائم أو للترويج لمنتجات وسلع بعينها وهذا ما يجرمه القانون .
وأضاف: "المشكلة الحقيقية التى تواجهنا لمحاربة مثل تلك الظواهر، هى أن اللائحة التنفيذية الخاصة بقانون الطفل عام 2008 لم توضع بعد لنتمكن من تطبيقه بشكل حاسم، حيث إنه تم وضعها فى المرة الأولى عام 2010 ولكنها كانت معيبة وتم رفضها ولم يتم تعديلها مرة أخرى، وبالتالى إذا صدرت اللائحة التنفيذية الآن سيتم تطبيق القانون ومنع استغلال الأطفال .
السوشيال ميديا تخلق أطفال مضطربين نفسيا:
ومن جانبه يقول الدكتور أحمد هارون، مستشار العلاج النفسى، وعضو الجمعية الأمريكية لعلم النفس، إن الجمعية سبق وأن طرحت مبادرة من قبل لتوعية وتحذير أولياء الامور من استغلال واستخدامهم أطفالهم للترويج لمنتجات بعينها أو حتى فى الترفيه عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعى وذلك بسبب الأضرار النفسية التى تعود على الأطفال وتتسبب فى إصابته باضطرابات نفسية فيما بعد، ويضيف: هؤلاء الأطفال لن يعيشوا طفولتهم بشكل عفوى وتلقائى بل وسط مزيد من الاصطناع وسيتحولون مع مرور الوقت لشخصيات هيستيرية يرفضون أن تتجنبهم الأضواء ويفضلون البقاء تحت أنظار الناس طوال الوقت، وقد أثبتت الدراسات أن هناك أطفال سيطرت عليهم السوشيال ميديا وسيطرت عليهم الأفكار الانتحارية.