أغلب المواقع الخاصة بالتكنولوجيا والاقتصاد تلقى باللوم على أداء مارك زوكربيرج وطريقة تعامله مع الفضائح المتوالية من تسريب لبيانات المستخدمين عبر شركة كامبريدج أناليتيكا إلى فضيحة الأخبار المزيفة.
ولكن هذه التقارير تتناقض مع ما تم نشره حولها بعد جلسة استماع الكونجرس لزوكربيرج والتى بدا واضحا فيها أنه مؤسس فيسبوك لم يلق أى صعوبة فى تفادى أسئلة صعبة من الأعضاء الذين بدا الكثير منهم لا يعرفون الفارق بين فيسبوك وواتساب والإيميل وكانت أسئلتهم سهلة باستثناء القليل.. بل أن هذه الجلسة التى تم التباحث فيها حول أمن معلومات المستخدمين نتج عنها ارتفاع قيمة مارك زوكربيرج التسويقية حتى زادت ثروته 4 مليارات بعدها فى أيام معدودة بحسب "بيزنس انسيدر".
علما بأن هذه الجلسة بحسب محللين فى "فوربس" و CBS أظهرت بوضوح أن زوكربيرج لم يتمكن من الإجابة على سؤال واحد محرج من السيناتور ديك دوربان والذى سأل زوكربيرج "هل تفضل أن تخبرنا باسم الفندق الذى أقمت به الليلة الماضية؟" عندها قال زوكربيرج أنه لا يفضل هذا وأنه لا يريد حتى الكشف عن أسماء الأشخاص الذين راسلهم فى ذلك الأسبوع أو محتوى تلك الرسائل.. عندها قال له السيناتور أن هذا هو لب الأزمة الحد الخاص بسرية وأمن معلومات زوكربيرج الخاصة مقابل كشفه بيانات مستخدميه.
وقبل 3 أسابيع ارتفع ترتيب زوكربيرج فى قائمة أغنى أغنياء العالم ليحل فى المركز الثالث متفوقا على وارين بافيت أكبر مستثمر فى أمريكا وأصبحت ثروة مؤسس فيسبوك 81.6 مليار دولار.. لكن الآن تراجعت ثروته فجأة لنحو 20 مليار دولار ليتراجع ترتيبه فى قائمة الأثرياء إلى المركز الثامن.
الخسائر المتوالية تركت أثرها على موظفى فيسبوك حيث دخل العديد منهم بأسماء وهمية على موقع "بليند" ليعبروا عن حزنهم وصدمتهم وقال البعض منهم فى منشورات "اشعر بالانهيار" فيما قال آخر ون إنهم على ثقة من أن الشركة سوف تخرج من الأزمة بسلام لأنهم اقوى موقع تواصل اجتماعى.
ولكن سرعان ما تحولت حالة التفاؤل هذه إلى تراشق اتهامات وإلقاء اللوم على بعض المديرين فى الشركة.
وقال البعض إن الأمر تتحمله قيادة فيسبوك كلها لأنها عينت الكثير من الأشخاص الذين لا حاجة للموقع بهم وأن الإدارة العليا لم تعد تتخذ قرارات جيدة فى السنوات الأخيرة.
ربما لم يدخل موظفى فيسبوك بأسمائهم الحقيقية لكنهم تركوا ما يدل على مكان عملهم حيث أن "بليند" يمكنك من إخفاء اسمك الحقيقى لكنه يظهر الشركة التى تعمل بها.
وزاد الأمر سوء أن موظفى جوجل المشتركين فى نفس الموقع بدأوا فى نشر رسائل السخرية من موظفى فيسبوك حيث كتب أحدهم "أتسائل ما هو الحال لديهم الأن؟".
وكأن المشاكل السابقة لا تكفى جاءت تقارير أخرى تفيد بأن هناك حالة من الضجر العام لدى المسئولين الكبار بفيسبوك وأن هناك محاولة لاستغلال الأزمة من أجل الإطاحة بمارك زوكربيرج وأن هذه المحاولات كانت رأى منتشر لدى الكثيرين فى مجلس الإدارة والمستثمرين فى الموقع بحسب "ديلى ميل".. حيث أن شركة "تريليوم" التى تملك أسهم بقيمة 11 مليون دولار دعت لتفكيك صلاحيات زوكربيرج وتوزيعها على عدد من المسؤولين فى إشارة واضحة إلى لقب زوكربيرج المنتشر الآن فى وادى السيليكون وهو "الديكتاتور" لأنه يمتلك 60% من أسهم التصويت كمؤسس ورئيس تنفيذى.
وحتى مجلة "فانيتى فير" قالت فى تقرير لها "لو كان زوكربيرج مديرا فى شركة آخر ى لتم فصله منذ زمن.. لكن جدير بالذكر أن الحديث عن خروج زوكربيرج كان ظهر على السطح منذ فترة منذ بداية أزمة كامبريدج أناليتيكا وحتى فى أواخر يونيو الماضى أيضا.