كما باع 8 من المساهمين فى موقع فيس بوك ما مجموعه 3.9 مليار دولار من الأسهم، وما زاد الوضع سوءا هو أن الرئيس التنفيذى لفيس بوك وزوجته بريسيلا تشان تعهدا بأنهما سيبيعان معظم أسهمهما مع مرور الوقت حتى يتمكنوا من الاستثمار فى المؤسسات الخيرية.
خسارة رغم المكسب
ورغم أن الشركة لا تزال لديها قيمة سوقية تقترب من 511 مليار دولار، وهو ما يفوق الناتج المحلى الإجمالى السنوى لبلدان مثل بولندا وبلجيكا وإيران، ورغم أنها حققت إيرادات 13.23 مليار دولار فى الربع الثانى من 2018، إضافة إلى صافى ربح 5.1 مليار دولار، إلا أن هذه الأرقام تعد أقل مما كان يتوقعه المحللين، الأمر الذى اعتبروه معدل ضعيف لنمو فيس بوك ونتائج مخيبة للآمال.
الانهيار ليس مفاجئا:
ورغم اعتبار البعض أن هذه النتائج مفاجئة وأنها مخيبة للآمال، لكن الحقيقة أنها لم تكن مفاجئة على الإطلاق، حيث كان كل من مارك زوكربيرج والمستثمرين يعرفون هذا الأمر، حيث حذر كل من مارك زوكربيرج، ومديرة العمليات "شيريل ساندبرج"، والمدير المالى "ديفيد فاينر" الجميع قبل ثلاثة أشهر أن الأخبار السيئة قادمة، ولم يستمع أحد، لكن لفهم ما حدث فى نتائج أرباح فيس بوك، يجب العودة لإعلان أرباح الربع الأول لعام 2018 وقراءة ما قاله زوكربيرج وآخرون بالفعل.
أولاً: ما حدث منذ ثلاثة أشهر فى إعلان نتائج المالية للربع الأول Q1حذر زوكربيرج الجميع مما كان على وشك القيام به وهو كالتالى:
التركيز على السلامة والأمن والخصوصية، ومنع الضرر، المنشورات التى تحض على الكراهية، وتقييد المطورين، وزيادة شفافية المعلنين، والتركيز على المشاركة "النافعة" والتقليل من تأثير المشاركات غير المجدية، إضافة إلى حظر التفاعل السلبى، وبشكل حاسم، لم تكن أى من تلك الأولويات تتعلق بالجمهور أو نمو الإيرادات، فمعظمها سلبية بشكل واضح لكلا القضيتين.
أما "شيريل ساندبرج" فقالت:
سيحصل المستخدمون على خيار لخفض الإعلانات، كما سيحصل المستخدمون على مزيد من التحكم فى الإعلانات، وهو ما يعنى فى النهاية مزيد من العقبات للمعلين، حيث نجد أنهم لا يتحدثون عن النمو، لكنهم يتحدثون عن التغلب على الخطابات المسيئة وغيرها من الامور المتعلقة بالمحتوى المنشور.
نتائج الربع الثانى من 2018 فنجد أنه:- ركز زوكربيرج فى حديثه على:
مزيد من الأمن حول الانتخابات، والاعتماد بشكل أكبر على الذكاء الاصطناعى لمواجهة المحتوى السيئ، إضافة إلى التركيز على الأمن والخصوصية، كما تعرض الأن خلاصات الأخبار تقتصر على الأصدقاء والعائلة، حيث يركز زوكربيرج على التفاعلات الإيجابية فقط، وليس التفاعلات الشاملة أو النمو، وهذا لا يتعلق بالإيرادات أو نمو الجمهور.
المدير المالى لفيس بوك يحذر:
فيما حذر "ديفيد وينر" المسئول المالى الرئيسى فى فيس بوك، فى مناقشة التوقعات المالية للشركة، من تباطؤ نمو إيراداتها وتراجع هوامش الربح خلال الفترة المقبلة، بدأ السهم فى الانهيار ومعه قيمة الشركة، وقال إن هناك ثلاثة عوامل رئيسية أدت إلى تراجع نمو عائدات فيس بوك، أولاً الحرب التى يخوضها فيس بوك بسبب العملة، ففى العام الماضى ارتفعت عائداتها فى الخارج بسبب ارتفاع الدولار مقابل العملات الأخرى، لكن انخفاض الدولار هذا العام قلل من عائدات فيس بوك الخارجية.
إضافة إلى أن الشركة تركز بشكل أكبر على القصص، التى تختفى عادة بعد 24 ساعة، ولا تجنى الشركة حتى الآن الكثير من الأموال من القصص، وأضاف "فاينر" أن هناك زيادة فى التركيز على الخصوصية والأمان، والتى حذر زوكربيرج سابقاً من أنها قد تضر بربحية الشركة، وقال "يمكن أن تؤدى الخيارات الجديدة التى يوفرها فيس بوك للمستخدمين فى تقليل العائدات الإعلانية".
استمرار التباطؤ خلال الأرباع المقبلة:
من جهته كشف المسئول المالى بفيس بوك "دايفيد وهمر" أن الإيرادات تباطأت فى الربع الثانى من العام، وستتابع التباطؤ فى الربع الثالث والرابع من عام 2018، ثم أشار إلى أن الإعلانات بالصيغ الجديدة على "إنستجرام ستورز" لم تجلب الإعلانات التى كانت متوقعة، حيث كان المستثمرون يتوقعون أن الإعلانات الجديدة ستكون ناجحة مثلما هى على البث الرئيسى لفيس بوك وإنستجرام.