الجمعة، 22 نوفمبر 2024 01:44 م

رئيس دينية البرلمان: الإسلام لا يدعو للتطرف الفكرى.. وأسامة الأزهرى يحذر من صفحات التيارات المتطرفة: ويؤكد:تنظيمات الإرهاب استلهمت أفكارها من "ظلال القرآن"لسيد قطب..وارتباك المفاهيم السبب

الإلحاد على مائدة الاتحاد البرلمانى العربى

الإلحاد على مائدة الاتحاد البرلمانى العربى
الإثنين، 17 سبتمبر 2018 07:00 ص
كتبت نورا فخرى - تصوير حازم عبد الصمد

فتحت الندوة البرلمانية العربية للاتحاد البرلمانى العربى فى جلستها أمس الأحد، برئاسة الدكتور أسامة العبد، رئيس لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، ملف من أخطر الملفات التى تواجه الأمة العربية، حيث التطرّف الفكرى وظاهرة الإلحاد، وآليات مواجهة الجماعات المتشددة من خلال التعليم والثقافة وسيادة القانون، وذلك فى حضور ممثلى 10 برلمانات تضم كلا من اليمن والأردن والكويت والإمارات والبحرين، والمغرب والجزائر وفلسطين والصومال والسودان، وسط غياب ممثلى قطر.

 

بداية قال الدكتور أسامة العبد، رئيس لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، إن الدين الإسلامى الذى ارتضاه الله سبحانه وتعالى للبشرية لا يمكن أن يكون دينا يدعو للتطرف والإرهاب، مشيراً إلى أن الأفكار المتطرفة لها تأثير مباشر على الفرد والأسرة والمجتمع، قائلا: "رسول الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم لا يأمر أبدا بالقتل والتطرف ويضيع الدين".

 

 

أسامة الأزهرى: يوجد 100 ألف صفحة للتيارات المتطرفة على السوشيال ميديا

 

من جانبه، حذر الدكتور أسامة الأزهرى، مستشار رئيس الجمهورية وعضو مجلس النواب، من استخدام التيارات المتطرفة "السوشيال ميديا" لنشر مضمونهم التكفيرى عبر التدوينات المختلفة والمحتوى التكفيرى الذى ينتشر كالنار فى الهشيم، لافتا إلى رصد أحد المراكز البحثية نحو 60 ألف صفحة تتبع هذه التيارات منشأة باللغة العربية ثبت محتوى تكفيريا، بالإضافة إلى 40 ألف بلغات مُختلفة، قائلاً: "لو تمكنت كل صفحة من اختطاف عقل شاب لأصبحنا أمام 100 ألف إرهابى وهذا أمر كارثى".

 

وأضاف الأزهرى أن التيارات المتطرفة تبلور نفسها بسرعة فائقة، حيث دخلت إلى عالم السوشيال ميديا لنشر محتواهم التكفيرى، مشيرا إلى أن إدارة موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" قامت بإغلاق 10 آلاف حساب لداعش عام 2015، قائلاً: "غلق حساب يسهل أمامة إنشاء أضعافه".

 

وتابع المستشار السياسى لرئيس الجمهوريّة أن عدد الكتب المعبرة عن هذا الفكر المتطرف تصل إلى نحو 1000 كتاب تنتشر على الفضاء الإلكترونى، بالإضافة إلى الكتب اليومية التى تصدر عن التنظيمات الإرهابية مثل "داعش"، "أحرار ليبيا"، "أنصار بيت المقدس".

 

 

أسامة الأزهرى: تنظيمات الإرهاب استلهمت أفكارها من "ظلال القرآن" لسيد قطب

 

وأشار مستشار رئيس الجمهورية إلى أن جماعة الإخوان المسلمين لها دستورها الفكرى الذى يتمثل فى عدد من الكتابات أبرزها "حس البنا"، بجانب كتاب "ظلال القرآن" لسيد قطب الذى استلهم منه العديد من الإرهابيين والمتشددين أفكارهم، مثل تنظيم القاعدة وتنظيم الفنية العسكرية وجماعة التكفير والهجرة وجماعة "بوكو حرام" وأعضاء "جماعة داعش" وغيرها، الأفكار المسمومة التى تتضمنها نحو 400 صفحه من الكتاب.

 

وأضاف الأزهرى أنه بمراجعة كتاب "ظلال القرآن"، الذى يعد ركيزة لتيارات التطرف وحاملى السلاح، ويتضمن 6 مجلدات من 4500 صفحة، منها 400 صفحة موزعة على الكتاب كله فيها السم الزعاف، ينظر إلى تكفير المجتمعات جميعا، وانقطاع الدين على الوجود، مشيرا إلى الرجل الثانى فى داعش الذى قتل منذ عدة شهور محمد العدنانى، ذكر أنه عكف على مدار 20 عاما يقرأ لسيد قطب.

 

وتابع الأزهرى أن فكر التطرف والإرهاب يدور حول 8 مفاهيم محورية هى التى يبنى عليها أفكار التطرف على اختلاف أفكارها ورايتها وأسمائها، مشيرا إلى أن العالم يواجه 40 تيارا وتنظيما متطرفا، ومهما اختلفت شعاراتهم لكنهم يتفقون جميعاً فى حمل السلاح ونقض الوجود وترويع الآمنين وحمل فكر التكفير وتشويه صورة الدين والتنكر لقيمة الوطن والبلدان.

 

واستطرد الأزهرى أن "التكفير" أو ما يسمى فى أدبياتهم "الحاكمية"، هى القضية المركزية التى ينطلق منها فكر التطرف وتنبثق منها كل المفاهيم والأفكار الأخرى، مشيراً إلى أنها ولدت على يد هذه التيارات لتعيد فكر الخوارج من جديد، حيث يقومون من خلالها إطلاق وصف الكفر على المجتمعات والدول حتى بلغ الشطط للبعض منهم إلى أنهم لا يقفون فى التكفير للوقت الحالى بل يرجعون إلى الماضى.

 

ولفت الأزهرى إلى أنه من المنطلق التكفيرى بدأت تولد لديهم نظرية غاية فى الغرابة نطق بها زعيم تنظيم داعش وهى "انقطاع الدين على الوجود"، وفى ضوء ذلك يعطون لأنفسهم مسوغة الحركة ويرون أنفسم وحدهم من ينفذون هذا الدين، مشيرا إلى أن أصحاب التيار المتطرف يلجأون إلى تفكيك فكرة الانتماء إلى الأوطان، مشيرا إلى أنه رصد 7 أفكار بمتابعة المواقع الخاصة بالجماعات التكفيرية على السوشيال حول نظيراتهم عن الوطن، ومنها أن الوطن لا قيمة له وأن الحدود صنعها الاستعمار، وحب الوطن سخيف، وأن الوطن هو البديل عن "فكرة الأمة"، بالإضافة إلى أنهم أيضا يسعون إلى لتشكيك فى المرجعيات العلمية المؤمنة على الدين. 

 

وأشار الأزهرى إلى أن التنظيمات الإرهابية تلجأ للترويج لفكرة أنهم من الفرق الناجية يوم القيامة كذريعة لحذب الشباب، ثم تحول هذا الشباب المُختطف تدريجياً من التطرف إلى الإرهاب بإقناعة على حمل "السلاح" ليتحول من متطرف إلى إرهابي.

 

وأكد وكيل لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب أهمية التنسيق بين الدول العربية وتبادل الخبرات فيما بينها لمواجهة الإرهاب والأفكار المتطرفة، ومواجهة الإرهاب بالتعليم فى مجتمعاتنا العربية، والتى تقتضى بأن يكون لدينا دليل إرشادى لأهم القضايا التى نحتاجها فى نظامنا التعليمى، مثل مادة التربية الوطنية التى يجب أن تعيد التأصيل لفكرة الوطن.

 

وأوصى الأزهرى بضرورة عرض المفهوم الدينى الصحيح فى الدول العربية وإبراز المقاصد العليا للدين والشريعة وأهمها حفظ الأنفس، مطالبًا بترسيخ 5 قيم فى وعى الإنسان المسلم، وهى احترام حقوق الأكوان وهى أوسع وأشمل من مفهوم حقوق الإنسان، وازدياد العمران، وإكرام الإنسان، وحفظ الأوطان، وزيادة الإيمان.

 

ولفت الدكتور أسامة الأزهرى إلى أهمية بناء الشخصية الوطنية فى المجتمعات العربية، مع الاهتمام بالتعليم والثقافة وسيادة القانون.

 

وكيل "دينية البرلمان": الإلحاد يولد مع التطرف.. وارتباك المفاهيم السبب

وأشار أسامة الأزهرى إلى الارتباط الوثيق بين الإرهاب والألحاد، مشيراً إلى التطرف اللادينى "الإلحاد"، يولد مع التطرف والغلو والإرهاب، مشيراً إلى أن نفوس العباد إذا قدم لها محتوى دينى صادم وتكفيرى وشلالات من الدماء سترفضها.

 

وكشف الأزهرى عن إحصائية نفذها من عام 2012 وحتى الآن، بشأن فكر التطرف الدينى من جهة، والتطرف الإلحادى من جهة أخرى، وتبين أن هناك نحو 70 قضية بمفهوم مغلوط تطرحها التيارات الدينية المتطرفة، وتمثل ارتباكا عنيفا لدى الشباب، يلحدون بسببها، وفى 2013 بدأت تظهر مواقع إلكترونية تُعبر عن الإلحاد، وفيديوهات على يوتيوب، موضحا: "هؤلاء تحولوا من قناعة بالإلحاد إلى التلحيد، من خلال استراتيجية مدروسة".

 

وتابع الأزهرى أن أسباب الإلحاد أولها الخطاب الدينى الصادم، وقبح الخطاب الصادر عن التيارات الإسلامية، وعدم قدرة الشباب للوصول لحقائق دينية فينصرف عنها، كذلك الفجوة الحضارية التى تعانيها عدة دول من أوطاننا تؤدى لحالة نفسية عند الشباب، والسرعة فى عالم الاتصالات والسماوات المفتوحة.

 

ولفت وكيل لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب إلى أن كتاب "وهم الإله" للبريطانى ريتشارد دوكنز، والذى يتناول الإلحاد، أصبح "موضة العصر" لدى الشباب والجامعات الأجنبية.

 

وبدوره قال على مرابط، رئيس الوفد البرلمانى الجزائرى، إن هشاشة الأنظمة السياسية العربية كانت سببا رئيسيا فى انتشار الإرهاب، وجعل الدول العربية مطمع للإرهابيين، وذلك بخلاف قوة الأنظمة العربية فى فترات ماضية مثل فترة عهد رئاسة جمال عبد الناصر لمصر.

 

وأضاف مرابط أن الجزائر كانت من أوائل الدول التى اكتوت بنار الإرهاب، وعملت على مواجهته بشكل سلمى، وليس بالأفكار الأمنية التى تعقد الأمور، مشيرا إلى أن المجتمع الجزائرى وصل لمرحلة الأخ يقاتل أخيه، والأسرة تفككت بسبب الأفكار التطرفية المختلفة، ومن ثم كانت الرؤية بضرورة التدخل الحكومى من قبل رئيس الدولة والعمل على تقديم رؤى وأفكار مختلفة من شأنها أن تواجه الأفكار المتطرفة.

 

ولفت مرابط إلى أن الإرهاب يتمركز فى بيئات الإقصاء والتهميش التى تولد بطبيعتها الأفكار المتطرفة، مشيرًا إلى أن هشاشة الأنظمة السياسية فى الدول العربية ساعدت أيضا على انتشار الإرهاب والترويج لمثل هذه الأفكار المتشددة، حيث أتاحت هذه الأنظمة التواجد لهم والفوز فى الانتخابات، والمشاركة فى الحياة السياسية، مما نتج عن وجودهم تيارارت متشددة عملت على نشر الإرهاب والتطرف، قائلا: "هشاشة الأنظمة العربية فى فترات ماضية ساعدت على انتشار الإرهاب.. ولم تكن حاسمة وقوية مثل الرئيس عبد الناصر فى مصر فى الخمسينات".

 

ولفت مرابط إلى أن مصارحة الشعوب العربية لبعضها البعض ضرورة، والعمل على مواجهة إشكالياتها ضرورة، خاصة أن الوضع خطير وتعانى منه الأمر العربية بأكملها، وإن كان هناك تحسن ملحوظ ويراها العالم أجمع فى مصر ومكافحتها للإرهاب بطرق مختلف، مشيرا إلى أن الابتعاد عن الحلول الأمنية يساعد كثير على مواجهة هذه الظاهرة بشكل حاسم مثلما فعلنا فى الجزائر.

 

فيما حذر السفير محمد صبيح، الأمين العام المساعد للأمين العام لجامعة الدول العربية الأسبق ممثل دولة فلسطين، من قيام إسرائيل بهدم المسجد الاقصى، مشيرا إلى أنه محمل برسالة من فلسطين شعبا وحكومة ورئيسا للبرلمانيين العرب، مفادها أن المسجد الأقصى فى خطر، حيث تم الإعلان فى إسرائيل عن ولادة بقرة حمراء فى إسرائيل.

 

واللافت أنه حسب المعتقدات اليهودية فإنه سيكون بإمكان اليهود، فى اليوم الذى تظهر فيه البقرة الحمراء، بناء ما يسمى بالهيكل الثالث، فى موقع المسجد الأقصى بالقدس. ويعجل بناء الهيكل، بقدوم ملك اليهود المنتظر. فيما تعتبر النصوص المقدسة اليهودية، ولادة بقرة حمراء، إيذانا بقرب يوم القيامة.

 

وأضاف صبيح أن المسجد الأقصى الآن فى خطر داهم، ونحن فى حاجة ماسة إلى الدعم والمساندة، وأن يتم العمل من خلال خطبة الجمعة فى كل المساجد على التذكير بأول القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلق الدكتور أسامة العبد رئيس لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، قائلا: "رسالتك على رؤسنا جميعا". 

 

 

 


الأكثر قراءة



print