وأصدر الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون نهاية الأسبوع الماضى مرسومًا نشر فى الجريدة الرسمية يرفع بمقتضاه رتبة عدد من الحركى الجزائريين الذين قاتلوا ضمن الجيش الفرنسى فى حرب تحرير الجزائر التى استمرت 8 سنوات بين العامين 1954 و1962.
ورفّع ماكرون بموجب المرسوم رتبة ستة حركيين سابقين ومؤسسة جمعية لهم إلى درجة جوقة الشرف برتبة فارس، أعلى رتبة تكريم تمنحها الدولة الفرنسية. كما تم ترفيع أربع أشخاص إلى درجة الاستحقاق الوطنى برتبة ضابط و15 آخرين إلى رتبة فارس وغالبيتهم ممثلين لجمعيات أو هيئات. ويأتى التكريم قبل بضعة أيام من اليوم الوطنى للحركيين المصادف 25 سبتمبر الجارى.
وكانت مجموعة عمل شكلها ماكرون دعت فى يوليو إلى تشكيل "صندوق للتعويض والتضامن" بقيمة 40 مليون يورو لهؤلاء المقاتلين السابقين وأبنائهم. لكن هذا المبلغ أدنى بكثير من مطالب الجمعيات.
ويأتى قرار التكريم بعيد مبادرة ترتدى رمزية عالية لماكرون عندما تقدم فى أواسط سبتمبر بالاعتذار من أرملة موريس أودان الناشط الشيوعى الذى مات تحت التعذيب وكان ضحية "النظام الذى أُقامته فرنسا آنذاك فى الجزائر" على حد تعبير الرئيس.
بعد تكريم الحركيين الجزائريين، قال وزير المجاهدين الجزائرى الطيب زيتونى، أن بلاده بدأت فى إحصاء كل الجرائم التى ارتكبها الاحتلال الفرنسى بحق الشعب الجزائرى فى الفترة بين 1830 حتى 1962، وذلك من خلال فريق الدراسات والبحث فى الحركة الوطنية وثورة التحرير، بحسب موقع "أوبزرف ألجيرى" الناطق بالفرنسية.
وأكد الوزير أنه تم إشراك علماء ومؤرخين وباحثين تابعين لقطاع التعليم العالى والبحث العلمى فى هذه العملية، موضحا أن الهدف من هذا الأمر ليس التباهى لكنه يهدف إلى تعريف الشعب الجزائرى بما ارتكبه الاحتلال الفرنسى بحقهم خلال الفترة المذكورة.
وأشار زيتونى إلى أنه تم اتخاذ خطوة أخرى وهى تشكيل فريق لرصد مخلفات الاحتلال الفرنسى والضحايا جراء القنابل والألغام المزروعة والأسلاك الشائكة التى ظلت تخلف ضحايا حتى عام 2016.
وأضاف أن الحديث عن فرنسا يقوده بلاده حتما للتحدث عن "جبال من الجماجم ووديان أو بحور أو محيطات من الدماء"، مؤكدا أن الجزائر لا تزال تبحث عن شهداء فى المغارات لإعادة دفنهم.
وفى ذلك الصدد رصدت صحيفة لو جورنال دو ديمونش الفرنسية تراجع ملحوظ فى شعبية الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون، وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة "إيفوب" لصالح الصحيفة ذاتها" تراجع شعبية الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون مجددا خلال شهر سبتمبر الجارى.
وأشار الاستطلاع - الذى بلغت عينته نحو 1964 شخصا، إلى انخفاض نسبة الأشخاص الذين أعربوا عن رضائهم عن قرارات ماكرون، حيث مثلت 29% بعدما كانت 34% خلال الشهر الماضى، و39% خلال الشهر الذى يسبقه.
والجدير بالذكر أن الحركيين هم الفئة الأولى من الجزائريين الذين كانوا مجندين فى صفوف الجيش الفرنسى إبان الثورة الجزائرية 1 نوفمبر 1954- 5 يوليو 1962 استعملتهم فرنسا من أجل قمع المجاهدين الجزائريين والتجسس عليهم، حيث عند انطلاق الثورة التحريرية كانوا ملزمين بإتمام الخدمة الوطنية فى الجيش الفرنسى، والفئة الثانية هم مجموعة من الجزائريين اختاروا الانضمام إلى الجيش الفرنسى طواعية، أى دون إكراه وكان معظمهم قد شارك فى الحرب العالمية الأولى أو الثانية أو حرب الهند الصينية إلى جانب فرنسا.
لكن تعريف الحركى اليوم عند العامة من الشعب الجزائرى هو الشخص الذى خان بلاده وتآمر ضدها وهذا التعريف خاطئ لماذا ببساطة كلمة حركى كانت تطلق على جماعة مصالى الحاج الذى كان فى خلاف مع جبهة التحرير بل فى حالة حرب حول طريقة القيادة والحرب مع فرنسا ثم أن الحركى الذين جندتهم فرنسا قد استلهمت الاسم من اسم حركة مصالى الحج فالحركى هم جزء من الجيش النظامى الفرنسى والذى كان فى صفوفه ما يقارب من 100000 فرد مجند ومنهم عديد من الأشخاص الذين حكموا الجزائر بعد الاستقلال بعد أن انفصلوا عن الجيش الفرنسى ودخلوا مع الجبهة لكن الحركى كان عددهم 63000 لم تكن لهم نفس مزايا المنخرطين فى الجيش النظامى لكن فرنسا جلبت الكثير منهم معها عندما انتهت الحرب خاصة الذين خافوا على انفسهم من التصفية من طرف جبهة التحرير وإذا جمعنا الحركى الجزائريين مع الجزائريين فى الجيش النظامى يبلغ عددهم 163000 فأحداث الجزائر كانت معقدة فى ذاك الوقت.