ترامب وترودو
كما دفعت الولايات المتحدة الاتحاد الأوروبى إلى طاولة المفاوضات بتهديدها بفرض التعريفات على السيارات الأوروبية، ووضعت رسوما قياسية تبلغ 250 مليار دولار على الواردات الصينية إلى الولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة، إلى أن الرئيس الأمريكى يعكف على إعادة صياغة واقع عالم التجارة من خلال تبنيه نهجا مغايرا يعتمد على العلاقات الثنائية.
وتساءلت الصحيفة البريطانية عن مدى نجاح الدول الكبرى الأخرى فى أن تحل محل الدور الأمريكى التقليدى باعتباره مرساة نظام التجارة العالمى.
وتابعت الصحيفة، أنه بعد أن تخلى ترامب عن الشراكة عبر المحيط الهادئ التى تضم 12 دولة، وهى الصفقة الإقليمية الرئيسية للولايات المتحدة، سعى إلى استبعاد الشركاء التجاريين فى جميع أنحاء العالم واحدا تلو الآخر، مطالبا بتقديم التنازلات فى الوقت الذى فرض فيه التعريفات الجمركية مهددا بالمزيد من الإجراءات.
وأوضحت الصحيفة، أن قرار كوريا الجنوبية بتعديل الاتفاق التجارى مع الولايات المتحدة للحد من صادرات الصلب واستيراد المزيد من السيارات جعلها من أوائل الدول التى استطاعت اتخاذ قرارات حاسمة تحت الضغط. وفى المقابل، تم منح سول إعفاءات من التعريفات الأمريكية على واردات الصلب والألمنيوم.
ولفتت الصحيفة، إلى أن تكتيكات ترامب فيما يتعلق باتفاق النافتا شملت إرغام المكسيك على كسر وعدها إلى كندا بأنها ستحتفظ بجبهة مشتركة مع أوتاوا فى إعادة التفاوض، حيث وافقت على تنازلات فى محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة. وسمحت تلك التغييرات لترامب بزيادة الضغوط على كندا للموافقة على التعديلات أو استبعادها من الصفقة الأمريكية المكسيكية.
وأشارت الصحيفة، إلى أن حتى الاتحاد الأوروبى تخلى عن تعهده بضرورة رفع تعريفات ترامب للصلب والألومنيوم قبل استعداده للتفاوض مباشرة مع الولايات المتحدة. تعمل بروكسل وواشنطن الآن على التوصل إلى اتفاق حول تعريفات السلع باستثناء الزراعة والسيارات، مثل هذا الاتفاق من شأنه أن ينتهك قواعد منظمة التجارة العالمية، التى تنص على أن الصفقات الثنائية يجب أن تشمل "كل التجارة بشكل كبير"، وتعهد الاتحاد الأوروبى نفسه بعدم التفاوض قبل رفع تعريفات الصلب والألمنيوم - كل ذلك لمنع القيود الجديدة على صناعة السيارات، بحسب "فايننشال تايمز".
بينما حاولت اليابان الحفاظ على روح التعددية، ومع ذلك وجدت طوكيو نفسها الآن مضطرة لتبنى نهج المسار الثنائي.
من بين القوى التجارية الكبيرة، رفضت الصين فقط، التى بدأت محادثاتها مع واشنطن وانهارت عدة مرات، تقديم تنازلات على الرغم من التعريفات الأمريكية الضخمة الأحادية والمتوسعة.
وأكدت تقارير، على أن الاتفاقية الأمريكية المكسيكية الكندية تتضمن فتح سوق الألبان الكندية بشكل أكبر أمام الولايات المتحدة ووضع حد أقصى لصادرات كندا من السيارات إلى الولايات المتحدة.
وكان الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، يسعى منذ وقت طويل إلى تغيير اتفاقية "نافتا"، التى كانت تحكم عمليات تجارية تتجاوز قيمتها تريليون دولار، كما كان يبدو حتى وقت قريب أنه يمكن استبعاد كندا من الاتفاقية النهائية.