من جديد تحاول إيران شرعنة تواجدها العسكرى فى الأراضى السورية عقب الرفض الإقليمى والدولى لتدخلها فى الشئون الداخلية للدول العربية، وأعلن الحرس الثورى الإيرانى عن استهدافه مقرات تابعة لتنظيم داعش الإرهابى شرقى الفرات فى محافظة دير الزور.
القصف الإيرانى لمواقع فى مدينة دير الزور السورية وتحديدا فى بلدة البوكمال يكشف نوايا طهران بعدم الانسحاب العسكرى من سوريا، عقب مطالبات وضغوطات عربية وأجنبية لإخراج القوات الإيرانية من البلاد للبدء فى حل سياسى للأزمة التى تعصف بالبلاد منذ 7 سنوات.
كان الحرس الثورى الإيرانى قد أعلن فجر أمس الاثنين استهدافه جماعات إرهابية فى شرق الفرات في سوريا بصواريخ باليستية، ثأرا لهجوم الأهواز الذى شنه مسلحون فى 22 الشهر الجاري، واستهدف عرضا عسكريا جنوب غربى إيران، مخلّفا عشرات القتلى والجرحى فى صفوف الحرس الثوري الإيرانى والمدنيين.
وعلى الرغم من تبنى المقاومة الوطنية الأحوازية حادث استهداف عرض عسكرى للحرس الثورى الإيرانى فى إقليم الأحواز غرب إيران، وأسفر عن مقتل وجرح العشرات، إلا أن طهران تمسكت برواية استهداف داعش للعرض العسكرى لتوظيف ذلك فى شرعنة وجود مقاتلين للحرس الثورى الإيرانى فى سوريا.
يأتى القصف الإيرانى لدير الزور بعد أيام من إعلان الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، ان الجامعة العربية ترفض لتدخل الإيرانى فى سوريا ولبنان والعراق، مضيفا "سمح لإيران بعد اتفاق عام 2015 باستعادة الكثير من الأموال المجمدة، مما ساعدها على الاستحواذ على قوت البشر لتمويل الحرس الثورى، وهذا خطأ كبير".
وأكد أبو الغيط أن سوريا فقدت الكثير من أرضها خلال الصدام الدائر منذ 7 سنوات، مشيرا إلى رفض الجامعة العربية للتدخل الإيرانى فى سوريا ولبنان والعراق.
وتزامن القصف الإيرانى لدير الزور مع تحركات تقوم بها أطراف عربية لإخراج مقاتلى الحرس الثورى من المدن والبلدات السورية، وذلك فى إطار توجه عربى ودولى بضرورة اخراج القوات الأجنبية التى كانت سببا رئيسيا فى إطالة الحرب والأزمة السورية.
وتشير بعض المواقف الرسمية السورية عن عدم رضا حكومة دمشق عن الأفعال الإيرانية داخل البلاد، وذلك بسبب المحاولات المستميتة لقوات الحرس الثورى الإيرانى للاشتراك فى كافة المعارك العسكرية التى يخوضها الجيش السورى ضد الجماعات الإرهابية.
ولم تكشف حكومة دمشق عن موقفها من القصف الإيرانى لبلدة البوكمال فى دير الزور، وهو ما يرجح رفض سوريا للهجمات الصاروخية الاستعراضية التى قامت بها إيران ، فجر أمس الاثنين، ضد مواقع شرق الفرات وتحديدا فى دير الزور.
فيما أكد مراقبون رفض روسيا لبعض التحركات العسكرية التى تقوم بها إيران فى سوريا ودفعها نحو تأجيج الصراع الطائفى، فضلا عن رغبة موسكو فى الحفاظ على سيادة واستقلالية ووحدة الأراضى السورية بعيدا عن المحاولات الإيرانية لاعتماد التقسيم الطائفى للمدن السورية، وكان آخرا صفقة تهجير المدن الأربع فى سوريا بالتعاون مع النظام القطرى.
كان وزير الخارجية السورى وليد المعلم قد أكد أن سوريا تتطلع لعلاقات حسنة مع الدول المجاورة، داعيا الدول التى أخطأت فى حق سوريا أن تراجع مواقفها، مؤكدا وجود تغير فى مزاج الجامعة العربية من سوريا، ومسؤولون عرب يتساءلون عن إعادة عضويتها.
وباتت الأراضى السورية والعراقية ساحة للصراع بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران التى تسعى لترسيخ نفوذها فى تلك الدول، وسط رفض امريكى لهذا الدور الإيرانى التوسعى الخطير الذى يؤثر على أمن واستقرار الدول العربية، ويعزز الصراع الطائفى بسبب سلوكيات طهران التى تسعى لتصدير الثورة إلى كافة الدول العربية وهو ما ترفضه واشنطن.