هذه هى واحدة من الحكايات التى قصدها طارق قاسم المذيع السابق بقناة الشرق فى البوست الذى كتبه عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" مؤخرا، وطالب فيه بمبادرة للسماح للشباب "المشرد" فى تركيا بالعودة إلى مصر، دون أن يتعرضوا للحبس، وفى تفاصيل دعوته كثير من الحكايات، فيقول: "كتب صديق صحفى من الإخوان أنه راغب فى العودة لمصر إذا لم يكن ذلك معناه اعتقاله".
بعدها بأقل من ساعة التقيت أصدقاء صحفيين وبالصدفة قابلنا أخا مصريا سنه يقترب من الخمسين أو تجاوزها بقليل، كان منهكا وحدثنا عن شظف العيش فى تركيا بالنسبة له، وأنه غير قادر على العمل بسبب حالته الصحية وقسوة ظروف العمل هنا وقلة الراتب، وكيف أن ابنه لديه مشكلة فى إكمال تعليمه الجامعى لعجزه عن تدبير المصروفات، وأن ابنه لما جرب العمل بجوار الدراسة لم يستطع المواصلة لأنه يعمل ساعات طويلة بأجر قليل ويعود منهكا لا يستطيع المذاكرة، واليوم جمعتنى دردشة تليفونية مع صديق إعلامى ؛ بدوره حكى لى عن صعوبة ظروفه"، اللافت أن الجميع يشتركون فى التأكيد على عدة أمور: "أهمها النقمة على من ورطونا فى هذا الوضع".
أضاف: " لماذا لا يتبنى بعض عقلاء مصر فى الداخل حتى لو كانوا من أنصار النظام مبادرة للسماح للشباب المشرد هنا بالعودة إلى الوطن وألا يعتقلوا أو ينالهم أذى؟ هؤلاء فعلا غرر بهم وصدقوا كبراءهم والآن نفضوا أيديهم منهم ومن أتباعهم ولا يحلمون بأكثر من العودة لمصر".
وراء هذه الدعوى عدد ليس بالقليل من العاملين بقنوات الإخوان يجلسون فى منازلهم بدون عمل منذ عدة أشهر، طرقوا أبواب قيادات الجماعة لم يجدوا إلى التهرب منهم، القائمة طويلة تضم إلى جوار طارق قاسم صاحب الدعوى، عبد الله الماحى، محمد طلبة رضوان، حسام الغمرى، سامى كمال الدين، عزة الحناوى، ومؤخرا هشام عبد الحميد بالإضافة لآخرين.
وبحسب مصادر فإن هؤلاء الذين أبعدوا عن العمل فى قنوات الإخوان لأسباب أو لأخرى تلقوا وعودا بإنشاء قناة آخرى، لكنهم اكتشفوا زيف هذه الوعود، واضطر بعضهم للعمل فى مهن آخر ى بعيدا عن إعلام الإخوان، بينما لجأ البعض الآخر إلى كتابة مقالات فى مواقع تصرف عليها المخابرات القطرية نظير أجر شهرى.
من ناحيته قال رامى جان مقدم البرامج السابق فى قناة الشرق، إنه لابد من إعداد خطة لاستعادة الهاربين فى إسطنبول الذين لديهم استعداد للعودة إلى مصر، مشيرا إلى أن عودة أى شخص من تركيا إلى مصر أمر يصيب الإخوان بالجنون- بحسب تعبيره-، كما قال: "أغلب العاملين فى قنوات الإخوان لديهم تخوف من العودة إلى مصر تحسبا لإلقاء القبض عليهم، وبعضهم زعم أننى لم يلقى القبض على لأنى كنت أتعامل مع أجهزة الأمن المصرية قبل عودتى، رغم أن هذا الكلام غير صحيح بالمرة".
وأشار جان إلى أنه لابد من العمل على كسر الحاجز النفسى لديهم، لاسيما أنهم أدركوا خطأهم وعلموا أن وجودهم فى تركيا أضر بهم ولم يفيدهم فى شئ.