تحت القبة "سدّ"

لا صوت يعلو فوق صوت الحديث عن أزمة سد النهضة، ومواصلة إثيوبيا لأعمالها الإنشائية، وتحويل مجرى النيل الأزرق لبدء ملء خزان السد، والذى تمّت زيادة قدرته الاستيعابية من 14 مليار متر مكعب تقريبًا إلى أكثر من 70 مليار متر مكعب، ومع التطورات المتلاحقة والإخفاقات التى تشهدها المفاوضات الثلاثية الجارية بين مصر والسودان وإثيوبيا، يتجدّد الحديث عن أزمة سد النهضة بشكل يومى، وفى كل الدوائر والمستويات الاجتماعية والإعلامية والسياسية، وسط تصاعد حالة الغموض حول نتائج المفاوضات الدائرة حاليًا فى الخرطوم، ولهذا كان من المهم أن نعرف كيف يرى مجلس النواب، أو أعضاء المجلس الذى يعقد أولى جلساته خلال أيام، هذه الأزمة وحدودها وطريقة التعامل معها والخيارات المتاحة للإدارة المصرية فى معالجة الأمر والحفاظ على حصّة مصر وحقوقها التاريخية العادلة فى مياه النيل.

مصطفى بكرى: كل الحلول مطروحة للتعامل مع السد.. باستثناء الحل العسكرى

فى البداية، قال الكاتب الصحفى مصطفى بكرى، عضو مجلس النواب عن ائتلاف دعم مصر، إنه رغم الضجيج حول مفاوضات سد النهضة، إلا أن إثيوبيا ماضية فى استكمال الأعمال الإنشائية وملء الخزان، وسط تصريحات بفتحها لعيون جديدة فى جسم السد على النيل الأزرق.

وأوضح "بكرى" - فى تصريحات خاصة لـ"برلمانى"، اليوم الأربعاء - أن برلمان مصر مطالب بمناقشة قضية سد النهضة، لأن إثيوبيا تمضى فى طريقها غير عابئة بتأثير ذلك على دول حوض النيل الأخرى، مشيرًا إلى أن هناك 12 مليار دولار استثمارات عربية فى إثيوبيا، إضافة إلى دعم قوى كبرى تتحرك لاستغلال الأوضاع، وبدأ نشاطها فى 25 يناير 2011، فى ظل اهتمام الدولة وانشغالها بالأحداث والتطورات الداخلية.

وأشار الكاتب الصحفى والنائب مصطفى بكرى فى تصريحاته، إلى أن الخيار العسكرى غير مطروح، ولكن كل الحلول الأخرى واردة من ضغوط سياسية واقتصادية يجب التعامل معها وفق المعطيات الحالية.


وأكد عضو مجلس النواب عن قائمة فى حب مصر بقطاع شمال ووسط وجنوب الصعيد، أن البرلمان الجديد عليه دور كبير فى حماية أمن مصر المائى، ومواجهة التغول من الدول الكبرى فى المياه الإفريقية، عبر وسطاء، والتحركات المريبة لتقويض مصر فى امتدادها الطبيعى فى السودان ودول حوض النيل.

حاتم باشات: الزيارات الشعبية والدبلوماسية لها مردود إيجابى

فى السياق نفسه، أكد اللواء حاتم باشات، عضو مجلس النواب عن دائرة اليزتون والأميرية، أنه لا يوجد تقصير من الجانبين المصرى والسودانى خلال مفاوضات سد النهضة كما يُشاع، مشيرًا إلى أن الحل العسكرى لا يمكن اللجوء إليه، إذ إن مصر الآن تسعى لتحسين علاقاتها بقارة إفريقيا ودولها.


وقال "باشات" - فى تصريحات خاصة لـ"برلمانى" - إن الزيارة التى قام بها الوفد البرلمانى المصرى إلى السودان كانت ناجحة ومهمة جدًّا، وأثمرت بدرجة كبيرة فى التواصل بين الشعبين المصرى والسودانى، مشدّدًا على أن الشعب السودانى من الشعوب العاشقة للمصريين، والمتابعة الجيدة لكل ما يحدث فى مصر، ووصل بهم الحال إلى متابعة برامج "التوك شو" المصرية.

وأوضح "باشات" فى تصريحاته، أن الزيارات الشعبية والدبلوماسية لها أهمية كبيرة فى مد جسور الثقة بين الشعوب والحكومات، إذ إن الزيارة مهّدت للوفود الرسمية بين المسؤولين والنواب بين مصر والسودان، وخلق أجواء جيدة بين الشعبين، وتواصل الشباب المصرى مع الشباب السودانى.

فرج عامر: الأرض والمياه أساس قيام الدول

من جهته، أكد المهندس فرج عامر، عضو مجلس النواب عن قائمة فى حب مصر بقطاع غرب الدلتا وعضو ائتلاف دعم مصر، أن أى إجراء يمكن أن يفعله أعضاء مجلس النواب فى دعم قضية سد النهضة سيفعلونه، ولن يترددوا فى تقديم كل ما لديهم من أجل مصلحة الوطن.


وأوضح النائب ورجل الأعمال محمد فرج عامر - فى تصريحات خاصة لـ"برلمانى" - أن دول العالم لها شقان رئيسيان تعتمد عليهما فى قيامها واستمرارها وتطورها، هما: الأرض والمياه، وطالما توفر الاثنان سيعيش المواطن حياة كريمة، مستشهدًا بعبارة الدكتور مصطفى الفقى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، حينما قال: "الإنسان يحارب لأجل الوطن والمياه فقط"، مشدّدًا على أنه لا يدعم خيار الحرب فى التعامل مع الأزمة الحالية.

وأضاف عضو مجلس النواب عن الإسكندرية ورئيس نادى سموحة، أن مجلس النواب سيمارس الدور المنوط به فى نصرة قضايا الوطن، وعلى رأسها أزمة سد النهضة، وسيتواصل مع الجهات المسؤولة والمؤسسات السياسية والتنفيذية فى الدولة، للتواصل مع برلمانات دول حوض النيل لإجراء زيارات شعبية وبرلمانية، وشرح أهمية النيل للشعب المصرى، وكيفية التنسيق ومراعاة حقوق الشعوب المشتركة فيه.