والأيام الماضية نشرت صحيفة "الفايننشيال تايمز" البريطانية ما وصفته بـ"كواليس الصفقة السرية" والمتعلقة بالإفراج عن القس الأمريكى، التى أدى إلى تداعيات خطيرة على الاقتصاد التركي.
وقالت الصحيفة البريطانية: "أمضى المسؤولون الأمريكيون شهورا من العمل مع الدبلوماسية التركية لحل مشكلة القس الأمريكي، أندرو برونسون، لكن أفسدها أردوغان فى اللحظة الأخيرة".
وأشارت إلى أن " الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، سعى بصورة شخصية على حل الخلافات مع تركيا، وتدخل من أجل تأمين الإفراج عن امرأة تركية محتجزة فى إسرائيل، بتهمة غسل أموال إيرانية، حكم عليها بالسجن 32 شهرا، لتقضى باقى عقوبتها فى تركيا حاليا".
وقالت صحيفة "الفايننشيال تايمز" إن المفاوضات السرية، وفقا لمعلومات ذكرتها 3 مصادر مختلفة مطلعة على المفاوضات، كان يتولاها من الجانب الأمريكي، ماثيو برايزا، الدبلوماسى الأمريكى السابق الذى يعيش فى تركيا.
أما من الجانب التركى فكان يتولى المفاوضات إحسان أرسلان، السياسى التركي، الذى يوصف بأنه "كاتم أسرار" أردوغان، على حد قول الصحيفة.
وبعد نحو عامين قضاهما بين السجن والإقامة الجبرية، قرر القضاء التركي، إطلاق سراح القس الأمريكى أندرو برانسون، مما يمثل انفراجة نسبية فى أزمة عكرت العلاقة بين أنقرة وواشنطن، وزادت عمق الأزمة الاقتصادية التى عرفتها تركيا خلال الأشهر الأخيرة.
وقالت وسائل إعلام تركية، إن محكمة الجنايات الثانية فى ولاية إزمير، أمرت بسجن برانسون 3 أعوام وشهرا و15 يوما، بموجب المادة 220/7 من القانون التركي، غير أنها أمرت بإطلاق سراح القس بعد الأخذ بالحسبان الفترة التى قضاها فى الحبس، بالإضافة إلى رفع "الإقامة الجبرية وحظر السفر" عنه.
وفور صدور القرار التركى قدم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، التهانى للقس برانسون، بعد قرار القضاء التركى إطلاق سراحه اليوم الجمعة.
وكتب ترامب على تويتر: "أفكارى وصلواتى مع القس برونسون ، ونأمل أن يعود إلينا بأمان فى وقت قريب".
وكتب ترامب على تويتر الأسبوع الماضى: "لن ندفع شيئا من أجل إطلاق سراح رجل بريء (القس الأمريكى أندرو برانسون)، لكننا سنعمل على تخفيض النفقات على تركيا"، مشيرا إلى أن "تركيا استخدمت الولايات المتحدة لفترة طويلة لمصالحها الخاصة".
من جانبه قال محامى القس الأمريكى أندرو برانسون، إن موكله سيعود على الأرجح إلى الولايات المتحدة بعد أن أصدرت محكمة فى تركيا أمرا اليوم الجمعة بالإفراج عنه.
وأوضح المحامى إسماعيل جيم هالافورت لدى سؤاله عما إذا كان برانسون سيذهب للولايات المتحدة، قائلاً: "سيغادر على الأرجح".
وتم توقيف برانسون من قبل السلطات التركية فى ديسمبر عام 2016، واتهمته بالتجسس وارتكاب جرائم لمصلحة منظمتى "جولن" و"بى كا كا" تحت غطاء رجل دين مسيحى.