قبل أيام من دخول حزمة العقوبات الأمريكية الثانية على إيران والتى توصف بأنها الأكثر صرامة في تاريخها حيز التنفيذ فى 4 نوفمبر المقبل، وسط أزمة اقتصادية خانقة، باتت تعوّل طهران على اللجوء إلى خيارات غير معلومة النتائج، لتفادى تأثير العقوبات على الداخل الإيرانى، لاسيما وأنها تستهدف القطاع النفطى والمصرفى.
الخيار الأول، يعد أكثر حساسية لطهران، كونها تعتمد بشكل رئيسى على عائداته من مبيعات النفط والغاز، وحرمانها من هذه الأموال سيشكل ضربة قاضية لإقتصادها، كما أنها ستخرج طهران من من نظام "سويفت" المصرفى العالميى وفقا لمستشار الأمن القومى الأمريكى جون بولتون.
ومع اقتراب الموعد، تسلك طهران مسارين، الأول فى الداخل تحاول الدولة الإيرانية تهدأة مخاوف الشارع والتهوين من تأثير العقوبات على معيشة الإيرانيين، ورغم أن الخيارات أمام طهران أصبحت محدودة للهروب من تأثيرها، إلا أنها لا تكف السعى للجوء لآلية منحها إياها الأوروبيين، وحيل للالتفاف على العقوبات وهو مسار ثان لطهران، كما أن إحدى الخيارات التى تهدف طهران هى خيار عزل الولايات المتحدة، واعتبارها بلد انسحب من اتفاقية دولية سداسية الأطراف، على نحو ما قال اليوم، السبت، الرئيس الإيراني حسن روحاني، إن الولايات المتحدة معزولة وسط حلفائها التقليديين في مواجهتها مع إيران، وإن أوروبا نفسها تقف إلى جانب طهران ضد إعادة فرض العقوبات الأمريكية.
وأضاف روحاني، أمام البرلمان في كلمة نقلها التلفزيون الإيراني على الهواء مباشرة خلال جلسة لمناقشة تعديل وزارى، "لا يحدث كثيرا أن تتخذ أمريكا قرارا وينبذه حلفاؤها التقليديون، لم يكن أحد ليتصور قبل عام أن تقف أوروبا مع إيران في وجه أمريكا".
واعتبر روحانى أن بلاده انتصرت فى محكمة العدل الدولية بـ"لاهاى" علي أمريكا مرتين خلال الأشهر الأخيرة، مرة عندما فشلت أمريكا في رأيها بأن المحكمة لا تملك الاختصاص للبت في الدعوي الايرانية والثانية عندما أصدرت المحكمة قرارا لصالح إيران.
وقال أن رئيس محكمة العدل الدولية، كان قد ندد بصراحة بأمريكا قبل ايام أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وتابع أن المرة الثالثة حصلت خلال الأسابيع الماضية خلال قضية قانونية، احتجزت فيها اموال إيرانية تقدر بـ 6 مليارات دولار، في ايطاليا. وقد انتصر ممثلو إيران علي أمريكا في المحكمة العليا، وتم تحرير هذه الاموال.
وتعول طهران على الآلية مالية جديدة التى حددتها أوروبا قبل أسابيع والتى تشبه نظام المقايضة، لمواصلة تجارتها مع إيران، والالتفاف على العقوبات الأمريكية، ورغم أن مدى فعالية هذه الآلية لمواجهة العقوبات غير واضح حتى الأن، إلا أن طهران لا تجد خيارا آخر أمامها، وأعلن محافظ البنك المركزي الايراني عبد الناصر همتي بان خط التبادل المالي مع اوروبا سيفتتح قريبا.
وكتب همتى على حسابه الشخصى على إنستجرام، أن تفاصيل الخط المالي للقيام بالنشاطات التجارية بين إيران والاتحاد الأوروبي تم بحثه فى بروكسل الأسبوع الماضي.
وأوضح، أن هذا الخط المالي يقوم على تفهم مشترك حول رغبة الشركات والناشطين الإقتصاديين الإيرانيين والأوروبيين لإقامة واستمرار العلاقات التجارية، رغم الانسحاب الأحادي للولايات المتحدة من الاتفاق النووي.
وتابع، في هذا السياق وبهدف معالجة المشاكل ذات الصلة بالمدفوعات المالية فان فتح خط مالي أوروبي وضع على جدول أعمال الجانبين حيث ان هذا الخط سيمنح المجال للمصدرين الأوروبيين والإيرانيين لإستلام العملة الأجنبية للسلع المصدرة، ومن المتوقع وضع اللمسات النهائية على تفاصيل وطرق استخدام هذا الخط واطلاع المواطنين والناشطين الاقتصاديين عليه.
ومع تصعيد التوتر بين واشنطن وطهران، قالت تقارير أجنبية أن زورقان إيرانيان ألقيا سريعان بظليهما على بارجة USS Essex الأمريكية في الخليج، حيث اقتربا منها لمسافة أقل من 300 متر، وعلى متنها قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال جوزيف فوتيل.وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم السبت عن هذا الحادث الذي وقع الجمعة، مؤكدة أن الزورقين اللذين اقتربا لمسافة 270 مترا تقريبا، تابعان للحرس الثوري الإيراني.
وقال مسؤولون إن قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال جوزيف فوتيل، كان وقت الحادث على متن البارجة التي تعد أكبر قطعة بحرية أمريكية في الخليج، واعتبر فوتيل أن النشاط الإيراني هذا لم يرتفع إلى مستوى ما يعتبره المسؤولون البحريون "غير آمن وغير محترف" وقال إن طاقم البارجة رد بطريقة تقلل إلى أدنى حد من مخاطر التصعيد. وأضاف: "إيران دائما مصدر قلق، ولذا سنكون يقظين دائما، ليس فقط هنا في البيئة البحرية ولكن في الحقيقة في كل مكان".