فى خطوة تاريخية أولى فى الولايات المتحدة حيث الخطاب المعادى للمسلمين فى تصاعد خلال الفترة الأخيرة وخاصة بعد اعتلاء الجمهورى دونالد ترامب، اختار الناخبون الأمريكيون امرأتين مسلمتين تنتميان إلى الحزب الديمقراطى لدخول الكونجرس.
فقد فازت إلهان عمر وهى لاجئة صومالية بمقعد فى مجلس النواب عن منطقة ذات غالبية ديمقراطية فى ولاية مينيسوتا، حيث ستخلف كيث اليسون الذى كان بدوره أول مسلم تم انتخابه فى الكونجرس.
كما تمكنت رشيدة طليب العاملة فى مجال الحقل الاجتماعى والمولودة فى ديترويت لأبوين فلسطينيين مهاجرين من الفوز ايضا بمقعد فى مجلس النواب، دون أن تتواجه مع منافس جمهورى فى منطقتها.
وسيضفي فوز إلهان، ذات الأصول الصومالية على الكونجرس، ورشيدة ذات الأصول الفلسطينية، لوناً ديمقراطياً وخاصة أن نسبة النساء في الكونجرس ما تزال عند حدود الـ 20 % ونسبة الأقليات لا تتجاوز الـ 19 %.
من هى إلهان عمر؟
انتقلت إلهان للعيش في مينيسوتا مع أسرتها عندما كانت في سن المراهقة. وفقدت والدتها عندما كانت صغيرة، لذا تولى جدها ووالدها تربيتها، وهي أصغر إخوتها البالغ عددهم سبعة.
كان جميع أفراد أسرتها في الصومال من المتعلمين، فقد كان والدها مديرا للنقل البحري الوطني، بعد الحرب الأهلية في الصومال عام 1991، هربت أسرتها كلها من البلاد وعاشت لسنوات طويلة في معسكرات اللاجئين في كينيا.
وفي عام 1995، هاجرت إلهان مع أسرتها إلى مينيسوتا، وكانت متفوقة وتعلمت الإنجليزية في غضون ثلاثة أشهر، وعملت أثناء دراستها كمترجمة وهي في سن الـ 14 فقط.
وبحسب "بي بي سي" واجهت إلهان هجمات عنصرية بسبب إسلامها، واتهمتها لورا لومر، وهي صحفية من اليمين المتطرف بصلتها بـ "الإرهابيين المسلمين".
وقضت إلهان أربع سنوات في مخيمات اللجوء بعدما اضطرت إلى الانتقال مع أهلها إلى كينيا بسبب اشتعال الحرب الأهلية في بلادها، قبل ان تهاجر في عام 1995 مع عائلتها إلى الولايات المتحدة.
وتخرجت من كلية العلوم السياسية والدراسات الدولية في جامعة "نورث داكوتا" الأمريكية في عام 2011، وبدأت حياتها المهنية كمعلمة تغذية في جامعة مينيسوتا من عام 2006-2009.
وبعد إنهاء دراستها، عملت مديرة حملة إعادة انتخاب "كاري دزييدزيتش" لمجلس الشيوخ بولاية مينيسوتا لعام 2012، ثم عملت منسقة للتوعية بتغذية الأطفال في وزارة التعليم بين عامي 2012 - 2013.
وفي عام 2013، أدارت حملة المرشح "أندرو جونسون" لمجلس بلدية مدينة مينيابوليس. وبعد فوز الأخير، عملت مساعدة سياسية له.
وتعرضت عمر لهجوم من قبل خمسة أشخاص في أواخر عام 2015 في اليوم السابق لحضورها أحد مؤتمرات حزبها، وفي عام 2015، أصبحت مديرة السياسات والمبادرات الخاصة بشبكة تنظيم النساء التي نادت فيها عمر النساء المهاجرات من شرق أفريقيا لتولي أدوار القيادة المدنية والسياسية في البلاد.
من هى رشيدة طليب؟
رشيدة طليب (42 عاما) هي الأكبر من بين 14 اخ وأخت، ولدوا جميعاً لأبوين مهاجرين من الضفة الغربية في فلسطين، بحسب ما كتبت على صفحتها في مواقع التواصل الاجتماعي ، وهي من جناح بيرني ساندرز في الحزب الديمقراطي، وتدعو إلى إصلاحات مثل الرعاية الصحية الشاملة، وتحديد الحد الأدنى للأجور، وحماية البيئة، ورسوم مقبولة للتعليم الجامعي.
وباعتبارها محامية ، فهي تسعى للدفاع عن فقراء مقاطعة ديترويت التي ولدت وتعيش فيها، واتهمت أحد رجال الأعمال الكبار بتلويث أحياء المقاطعة في الحملة الانتخابية، وكانت قد قاطعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثناء خطابه في الحملة الانتخابية عام 2016، منتقدة تأثير " المال الكبير" على سياسة البلاد.