بعد إسدال الستار على الانتخابات النصفية الأمريكية، وما سبقها من أجواء ساخنة فى الحملات الانتخابية هيمن عليها خطاب ترامب الموجه نحو الهجرة، تعود قضية التحقيقات فى التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية إلى دائرة الضوء مجددا بعد قرار الرئيس دونالد ترامب بإقالة وزير العدل جيف سيشنز، الذى كان قد عزل نفسه عن الإشراف على هذه التحقيقات وعين محققا خاصا لها، واختيار ماثيو وايتاكر بديلا مؤقتا ليقوم بأعماله، مما أثار المخاوف بشأن مصير تحقيقات روبرت مولر نظر لتعرض الأخير لانتقادات من قبل وايتاكر الذى أصبح له الآن سلطة الإشراف عليه.
وفى تحليل نشرته شبكة "سى إن إن"، تقول إن الشخصيات الرئيسية فى الدراما المتعلقة بالتدخل الروسى يواجهون خيارات مصيرية فى الأيام والأشهر المقبلة، والتى يمكن أن تدفع أمريكا نحو هاوية سياسية ودستورية. حيث يقترب المحقق الخاص روبرت مولر من إكمال الانتهاء لكتابة التقرير النهائى بينما يسعى ترامب إلى فرض رقابة عليه. والآن فإن وايتاكر، ونانسى بيولسى، الأفر حظا لتولى منصب رئيس مجلس النواب بعد فوز الديمقراطيين، يجب أن يتكيفوا سريعا للظروف والصلاحيات الجديدة التى جعلتهم أطرافا أساسية فى لحظة حاسمة، فقد بدا الآن أن هؤلاء الأربعة ترامب ومولر ووايتاكر وبيلوسى، سيتحدد بهم مصير تحقيقات التدخل الروسى.
أما عن ترامب، فقد أشار فى المؤتمر الصحفى الذى أجراه عقب انتخابات الكونجرس إلى أنه برغم اعتقاده بأن تحقيق روسيا سىء جدا للبلاد، إلا أنه لم ينهيه حتى الآن. وتابع قائلا إنه كان يستطيع أن ينهيه فى أى وقت كما يريد لكنه لم يفعل، مضيفا أنه لم يكن هناك تواطؤ. لكن هناك تكهنات الآن بأنه يستطيع أن يستخدم وايتاكر كأداة للتدخل فى نحقيق مولر او خنق نتائجه أو حتى محاولة إقالة المحقق الخاص. وأى خيار من هذه الخيارات يمكن أن يشعل نارا دبلوماسية.
وترى "سى إن إن" إن ترامب سيكون فى خطر لو قرر الضغط على التحقيق لأنه بذلك سيقدم دليلا على أنه مذنب فى عرقلة سير العدالة.
وفيما يتعلق بوايتاكر، القائم بأعمال وزير العدل، فقد رفض فكرة تدخل روسيا فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016 من قبل، وناقض العديد من الاتهامات التى أعلنها مولر. والآن يدخل فى قلب المواجهة السياسية القانونية الأشد خطورة منذ ووتر جيت والتى تشمل أفرع مختلفة للحكومة. فهو يملك سلطة التضييق على التحقيق والحد من ميزانية فريق المحقق الخاص، وبإمكانه أن يرفض طلبات مولر لاستدعاء الرئيس للشهادة. وقد يحاول عرقلة نشر التقرير النهائة أو يبعده عن الكونجرس. ويطالب الديمقراطيين وايتاكر بعزل نفسه فى ظل انتقاداته السابقة لمولر، وهو أمر غير مرجح لأن سبب انجذاب ترامب له هو أنه ليس محظورا من الإشراف على التحقيق.
أما مولر، فتوضح "سى إن إن" أن صمته كان أقوى دفاع من جانبه فى مواجهة محاولات ترامب والإعلام المحافظ لجره للصراع السياسة. لذلك سيكون من المستحيل معرفة ما يعتقده الآن بشأن القيادة الجديدة فى وزارة العدل.
وأخيرا، فإن بيلوسى التى من المرجح أن تتولى رئاسة مجلس النواب سيكون لديها سلطة المراقبة المؤسسة على الإدارة وسيكون لديها سلطات على لجان المجلس التى تشرف على ترامب ووزارة العدل، وهو ما سعنى أنه سيكون لها دور كبير فى الفترة المقبل وستواجه ضغوطا من كافة الأطراف فيما يتعلق بالتحقيقات.