منذ ثورة 30 يونيو التى أطاحت بحكم الإخوان عام 2013، وتصاعد مؤشر الانشقاق عن جماعة الإخوان المدرجة على قوائم الإرهاب من قبل الرباعى العربى – مصر والسعودية والإمارات والبحرين- وقد سجل هذا المؤشر أعلى مستويات خلال الفترة الراهنة، بعدما اقتنعت عناصر إخوانية أن التنظيم يحمل أفكارا شاذة ويتخذ الدين ستارا لتحقيق أهدافه الخبيثة، الأمر الذى انعكس على التنظيم بزلزال يضرب أركانه، إذ استمرار إقدام قياداتها فى السجون بالتوقيع على ما يسمى بإقرارات التوبة لإعلان الانفصال عن التنظيم بشكل كامل ورسمى، وهو ما يشير إلى استمرار موجات الانشقاقات عاتية تضرب أركان الجماعة التى لم يتبق منها سوى الركام.
قطار اقرارات التوبة وصل مؤخرا إلى محافظة البحيرة حيث شهدت إعلان عدد كبير من عناصر جماعة الإخوان الإرهابية تبرؤهم من التنظيم تماما، وإعلان توبتهم عن أفكار الجماعة بشكل واضح، إذ توافد العشرات من عناصر التنظيم على أقسام الشرطة لتحرير محاضر رسمية يعلنون رسميا ترك التنظيم، وأخرهم 5 قيادات بمراكز دمنهور وإيتاى البارود وشبراخيت.
القيادى الإخوانى محمد محمود النمر، 48 سنة، مدرس، يقيم بمدينة دمنهور قام بإعلان انشقاقه عن الجماعة، وحرر محضرا رسميا بذلك تحت رقم 3827 لسنة 2018، وكذلك القيادى الإخوانى الدكتور وجيه أبو حليمة، 55 سنة، طبيب، بمدينة دمنهور، الذى قام بتحرير محضر رسمى تحت رقم 3827 لسنة 2018، وتحرير القيادى الإخوانى يحيى محمود الخوالقة 50 سنة، موظف بشركة مياه، مقيم دمنهور محضر مماثل تحت رقم 1493 لسنة 2018.
كما قام القيادى الإخوانى يوسف عبد العزيز عطا، 48 سنة، مدرس، ومقيم بمركز إيتاى البارود بتحرير محضر رقم 5083 لسنة 2018 للتبرؤ من الجماعة، وكذلك تحرير القيادى الإخوانى عاشور إبراهيم عكاشة، 47 سنة، مقيم بمركز شبراخيت محضر رقم 32 43 لسنة 2018.
وفى السياق ذاته أكدت مصادر، أن هناك المئات من عناصر الإخوان الإرهابية قد أعلنت انشقاقها عن الجماعة خلال الفترات الماضية، وحرروا محاضر رسمية بذلك، وأن الكثير من قيادات جماعة الإخوان يقدمون على تلك الخطوة بإرادتهم الحرة اقتناعا منهم بزيف تلك الأفكار الظلامية التى اعتنقوها طوال السنوات الماضية، خاصة مع هروب الكثير من قيادات التنظيم إلى الخارج واستغلال شباب الجماعة فى أعمال العنف ضد مؤسسات الدولة.
وأوضحت المصادر أن من أبرز القيادات الإخوانية التى أعلنت انشقاقها عن التنظيم بمحافظة البحيرة النائب البرلمانى السابق محمد أحمد الجزار ومعتز شاهين - نجل شقيقة القيادى الإخوانى محمد جمال حشمت النائب البرلمانى السابق الهارب والذى يعتبر من أبرز القيادات الإخوانية الشابة بالبحيرة، وعاطف سعد السعدنى القيادى الإخوانى بمركز إيتاى البارود الذى حرر محضر رقم 8048 إدارى مركز شرطة إيتاى البارود، والقيادى الإخوانى سليمان فرج خاطر بمركز دمنهور والذى حرر محضر رقم 7571 إدارى قسم شرطة دمنهور.
مطالبات للخارجين عن جماعة الإخوان بإعلان التوبة أمام الشعب المصرى
خبراء فى الإسلام السياسى، طالبوا الخارجين عن الجماعة الإرهابية بإعلان تبرأهم من التنظيم علنا، إذ أكد طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن إقرارات التوبة التى يوقع عليها قيادات إخوانية فى السجون، سيكون لها تأثير كبير على صفوف الجماعة، وستزيد من معدل الانشقاقات داخل التنظيم خلال الفترة المقبلة.
ودعا القيادى السابق بجماعة الإخوان، فى تصريحات لـ"برلمانى"، أن يعلن الخارجين عن الإخوان، توبتهم بشكل إعلامى صريح، وأن يؤكدوا على هذا التبرؤ من الجماعة علنا أمام الشعب المصرى كله، وإلا ستعتبر توبتهم نوع من التقية، فإذا تم ذلك عندها ستكون تلك التوبة عامل مؤثر على التنظيم.
وأشار القيادى السابق بجماعة الإخوان إلى أن التنظيم انهار تماما ولم يعد له وجود سواء فى مصر أو فى الخارج، مؤكدا أن التنظيم لم يتبق منه سوى الركام، خاصة أن الشعوب العربية تيقنت من خطر أفكارهم، واكتشفت منهجهم العنيف خلال الفترة الماضية.
وتابع القيادى السابق بجماعة الإخوان: يسعى من يوظفون تنظيم الإخوان سواء قوى دولية أو إقليمية يسعون بألا ينهار التنظيم حتى لا يفقدوا ذراع مهم لهم فى مصر والمنطقة العربية لذلك سيسعون لبقاء التنظيم حتى على حالة الضعف الذى وصل إليه، وهناك دول مثل قطر وتركيا وبريطانيا توفر الملاذ الآمن لقيات الجماعة التقليدية
من جانبه أوضح الدكتور جمال المنشاوى، الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، فى تصريحات لـ"برلمانى"، أسباب إعلان عناصر إخوانية إقرار توبة، قائلا: "إن الشخص المتزن الطبيعى يعيد تقييم حياته وأفكاره فى كل مرحله تمر به فيترك ما يضره ويستمر فيما ينفعه.
وأشار الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، إلى أن الارتباط التنظيمى بجماعة ما يخضع لهذا التقييم خاصة إذا ارتبط الانضمام لها بأحداث جسام تهدد حياة الشخص وترتبط بتمزيق الوطن، كما أن كثير ممن تراجعوا عن الاستمرار فى الارتباط بجماعة الإخوان ينطبق عليهم هذا الأمر من تحكيم العقل فى الأحداث التى حدثت وتسببت فيها الجماعة بسوء تقديرها للأمور واختلال حساباتها الشرعيه والسياسية.
وأشار إلى أن كثير من المنضمين للجماعة اصبحوا مصنفين أمنيا ومطاردين..لذا فيؤثروا السلامه والبعد عن الشبهات والمضايقات الامنيه وخطر القبض عليهم.
الإخوان يحملون أفكارا شاذة
بدوره كشف عمرو عبد الحافظ، قائد المراجعات الإخوانية، كواليس انفصاله عن الجماعة خلال الفترة الماضية، قائلا فى بيان له عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك": حينما تركت الإخوان قبل أكثر من عامين لم أتقدم للجماعة باستقالة شفوية أو مكتوبة لسببين الأول ردا على قيادات الجماعة الذين اعتادوا الاستبداد بصناعة قرارها الاستراتيجى، وأعضاء الجماعة بالنسبة لهم مجرد أدوات لتنفيذ ما تجود به عقولهم الفذة! إذا حينما اتخذت قرارى الاستراتيجى بمغادرة التنظيم لم يكن هناك داعى لكى أطلع عليه من لا يحق له التدخل فيه.
وأضاف فى بيانه، أن السبب الثانى يتعلق بوجهة نظرى التى خرجت بها فى نهاية رحلة مراجعاتى.. أصبحت أرى الجماعة كيانا غير دستورى وغير قانونى، يختزل الإسلام الصحيح فى ذاته ويسلب الأمة أحقيتها فى الانتساب الكامل للإسلام، متابعا: لا أرى معنى لتقديم استقالة لكيان بلا مشروعية ولا أرى معنى لمخاطبة تنظيم لا أعترف له بحق الوجود، ما دام يحمل هذه الأفكار الشاذة.