ولا تزال أصداء تهديد جماعة الإخوان، لأحد المنشقين عنها بالاغتيال تثير جدلا واسعا، خاصة بعد خروج عماد أبو هاشم، المنشق مؤخرا عن تحالف دعم الإخوان فى تركيا، ليعلن تلقيه رسائل تهديد من قواعد الإخوان بالقتل بعد أن دشن حملة لفضح الجماعة فى الخارج.
التنظيم من جانبه حاول أن يتبرأ من هذه التهديدات، وأصدر بيانا يشن فيه هجوما عنيفا على عماد أبو هاشم، ويتهمه بالكذب فى محاولة منه كى يبرئ نفسه من تلك التهديدات، إلا أن عماد أبو هاشم أصدر بيانا جديدا يكشف فيه تلك التهديدات ويكذب الإخوان ويواصل مسلسل فضحهم.
وفى بيان له أصدره عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك"، قال عماد أبو هاشم: إيماءً إلى ما سبق أن أفصحتُ عنه من وصول تهديداتٍ حقيقيةٍ جازمةٍ بتصفيتى اغتيالٍا من قبل عناصر الإخوان الهاربة فى تركيا فقد أصدر ما يُعرف بالمكتب الإدارى لجماعة الإخوان المسلمين بتركيا تصريحًا رسميًا يتناول هذا الأمر.
وقال عماد أبو هاشم: دون التطرق إلى ما حمله تصريح الإخوان من مغالطاتٍ وأكاذيب عن تاريخهم الأسود الحافل بالعمالة والمؤامرات والاغتيالات والذى يعرفه القاصى والدانى ترفعًا عن تكرار ما هو ثابتٌ بالضرورة راسخٌ فى الأذهان مستقرٌ فى الصدور مما يحاولون طمسه وإخفاءه والتنصل من جريرته سعيًا للتضليل والاحتيال على الناس وخداعهم كما فعلوا معى ومع غيرى من قبل.
واستطرد: بغض النظر عن وصف الإخوان بتصريحهم هذا أن ما سيق على لسانى من حقائق ثابتةٍ ثبوت الجزم واليقين عن جرائمهم وخطاياهم لا يعدو أن يكون مجرد سبابٍ واتهاماتٍ أرميهم بها رغم قيام الدليل عليه بشهودٍ منهم وبقرائن وبراهين لا تقبل التشكيك، وإلا فما الذى حال بينهم وبين أن يردوا علىَّ قولى فيهم بأن يقرعوا الحجة بالحجة أو أن يطرقوا أبواب القضاء فى تركيا وقد خبروها من قبل ؟ أتحداهم أن يفعلوا هذا أو ذاك، متابعا: أن ما قصدتُ بيانه فى هذا المقام هو مقدار الغضب والضغينة والكراهية الذى حمله خطابهم هذا لشخصى والذى تجلت ذروته فى ختام التصريح حين وصفوا موقفى منهم بأنه سلوكٌ متهورٌ لا يضر سوى صاحبه وهو تهديدٌ واضحٌ جديدٌ يُضاف إلى جملة تهديداتهم لى لكنه صادرٌ مياشرةً وصراحةً ـ هذه المرة ـ من قيادتهم العليا فى تركيا.
وتوجه عماد أبو هاشم، إلى السلطات التركية للمرة الثانية ببلاغ رسمى ضد ما يُعرف بالمكتب الإدارىِّ لجماعة الإخوان المسلمين بتركيا مطالبًا بفتح تحقيقٍ رسمى وقائع تهديده المتكرر من قبل أعضائه بالاغتيال فى الأراضى التركية ومطالبًا باتخاذ ما يلزم قانونًا حيال هذا الأمر.
وتعليقا على هذه التهديدات الإخوانية باغتيال أحد منشقيها، قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إنه يندر أن ينشق عضو أو قيادى ويترك التنظيم أيًا كان اسمه ولا يواجه مضايقات تتفاوت بحسب مستوى ومكانة هذا القيادى ووضعه ومكانته بعد ترك الجماعة وبحسب مستوى إقلاقه للتنظيم وكشف فضائح الجماعة على مختلف المستويات.
وأضاف الباحث الإسلامى، فى تصريحات لـ"برلمانى"، هذه التهديدات تصل بالفعل فى بعض الحالات للتهديد بالقتل والاغتيال وهذا حدث مع بعض الشخصيات المؤثرة والتى لها حضور وتأثير على المستوى الفكرى.
وحول تكرار مثل هذه الوقائع قبل ذلك، قال هشام النجار، إن مثل هذه الوقائع موجودة فى تاريخ الإخوان، فهناك حادثة اغتيال السيد فايز مشهورة فى تاريخ الاخوان، بل أن حادثة محاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر قام بها منفذوها ومن ضمن دوافعها حسب رؤيتهم أنها تنفيذ عقوبة ضد منشق عن الجماعة وفق ما كان يعتبره الاخوان أن كل من يتعامل معهم فهو تابع لهم.
وفى إطار متصل، قال الدكتور جمال المنشاوى، الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، أن الاخوان يظلون على هدوئهم وسلميتهم ووداعتهم مع منتسبيهم وأعضائهم حتى يقوم الشخص بأى بادره للانفصال عنهم فيتم التشنيع عليه واتهامه بأشد الاتهام منها أنه طالب سلطة أو شهرة أو جاه أو مال أو اصبح تابعا للأمن.
وأضاف الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، لـ"برلمانى"، أن هذا حدث مع جماعة شباب محمد الذين خرجوا على الجماعه وغيرهم من الدعاه الذين تركوها وقد تكون بعض التشكيلات العسكريه التابعه للجماعة قائمة بهذا التهديد لتخويفه وإرهابه وهذا الأمر ينم عن أسلوب رخيص ودنىء فى التعامل مع المخالف.
ولفت الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، إلى أن هناك وقائع شاهدة على ذلك مثل واقعة اغتيال يوسف فايز بواسطة عبد الفتاح السندى بشحنة ناسفة على شكل تورتة أرسلت له فى عيد ميلاد بنته عندما عينه البنا مكانه فى زعامة التنظيم السرى.