ويشكل قرار الحكومة الفرنسية، انعكاسا للتدهور الكبير الذى تشهده العاصمة باريس، وسط غموض بشأن استمرار الاحتجاجات من عدمه بعد التراجع عن بعض القرارات الاقتصادية.
خارج الخدمة شعار رفعته محطات الوقود فى باريس
وفى خطابه التلفزيونى، أعلن رئيس الوزراء الفرنسى إدوار فيليب، أن بلاده قررت رفع الضرائب على المحروقات لمدة 6 أشهر، مضيفا أنه "لابد أن يكون هناك شفافية أكبر فى الضرائب بفرنسا لأنها الأعلى فى أوروبا"، موضحا أن الحلول فى المدن قد تختلف عنها فى القرى. وأعرب فيليب عن رفضه الكامل لأعمال العنف متعهدا فى الوقت نفسه بتعقب المخربين.
وتأتى القرارات الأخيرة بعد يوم من حوار أجراه رئيس الوزراء الفرنسى مع عدد من الزعماء السياسيين فى باريس، بناء على توجيهات من الرئيس إيمانويل ماكرون بهدف إيجاد سبيل إلى إنهاء الاحتجاجات التى اجتاحت البلاد، إلا أن حركة السترات الصفراء أكدت عدم مشاركتها فى الحوار، ولم تلبى الدعوة التى أعلنتها الحكومة الفرنسية.
سيارات تتزاحم امام أحد محطات الوقود
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان، طبقا لقناة "سكاى نيوز" بالعربية، إن ماكرون وبعد اجتماعه مع عدد من الوزراء، طلب من وزير الداخلية تهيئة قوات الأمن لمواجهة الاحتجاجات فى المستقبل، كما طلب من رئيس الوزراء إجراء محادثات مع زعماء الأحزاب السياسية وممثلى المحتجين.
وأسفرت حصيلة الاحتجاجات التى دخلت أسبوعها الثانى، عن قرابة 120 مصابا، و420 معتقلا بحسب مسئولين أمنين، ذلك بخلاف تعطل مرافق حيوية، وإتلاف وحرق مبانى حكومية وخاصة، وهو ما دفع وزير الداخلية كريستوف كاستانير، لعدم استبعاد اللجوء لفرض حالة الطوارئ.
جانب من قوات الأمن الفرنسية
وأغلق محتجو "السترات الصفراء" لقرابة أسبوعين، الطرق عبر فرنسا فى احتجاج ضد زيادة ضرائب الوقود وارتفاع تكاليف المعيشة، إلا أن الاحتجاجات تزايدت وتحولت لحالة من الكر والفر وحروب الشوارع بين الأمن ومثيرى الشغب، فى أزمة هى الأعنف فى تاريخ ولاية الرئيس الفرنسى الشاب إيمانويل ماكرون الذى تولى السلطة قبل 18 شهرا.
وبسبب أعمال الشغب توقفت الملاحة الجوية فى مطار نانت الفرنسى، بعد اقتحامه من قبل أصحاب السترات الصفراء الغاضبين من رفع أسعار الوقود فى باريس.
أعمال عنف أمام مقر البرلمان الفرنسى
ومساء السبت الماضى، قال وزير الداخلية الفرنسى: "ندرس كافة الإجراءات التى تسمح لنا بضمان نشر الأمن بالبلاد.. لا محرمات لدى وأنا مستعد لاتخاذ كافة الاجراءات"، واصفا المحتجين بـ"مثيرى الشغب والانقسام"، مؤكدا فى الوقت نفسه أن 4600 شرطى وعسكرى منتشرين فى العاصمة للسيطرة على أعمال العنف.