مع اقتراب أعياد الكريسماس ورأس السنة، تبحث قطر فى هذا الوقت من العام عن وضع حد لأزماتها وتعويض القطاعات التى لحقت بها خسائر على مدار العام، وفى مقدمتها قطاعى السياحة والطيران، التى باتت تئن من المقاطعة العربية والدولية التى فرضتها سياسات الأمير الداعم للإرهاب تميم بن حمد، لكن المؤشرات تدل على عدم تعافى مستقبلى للأزمات القطرية فى ظل تعنت تنظيم الحمدين فى قبول حزمة مطالب الرباعى العربى والتى كان أبرزها التوقف عن دعم الإرهاب فى العالم.
وتتحدث لغة الأرقام عن خيبة أمل ستحل بقطر مع نهاية العام الحالى 2018، فمع مواصلة عزوف المسافرين عن ارتياد طائرات الخطوط الجوية القطرية، يبدو أن قطاع الطيران سيواصل خسائره التى وصلت نحو 70 مليون دولار فى العام المالى 2018، مقارنة بتحقيق 772 مليون دولار أرباحاً في العام الأسبق، بحسب بيان للشركة القطرية لكن الرقم الحقيقى قد يكون أعلى من ذلك بكثير.
وباعتراف الشركة فان الخسائر جائت اثر المقاطعة العربية (السعودية ومصر والإمارات والبحرين)، إذ اضطرت لقطع مسافات طويلة بعد غلق عدد كبير من المسارات الجوية أمام طائراتها، ومن المرتقب ألا تحقق أيضا الشركة أرباح وإيرادات تذكر.
وأظهرت بيانات الشركة ارتفاع مصروفات التشغيل 17.8% خلال العام الماضي لتسجل 11.6 مليار دولار، مقارنة بـ 10 مليارات دولار في العام الأسبق، وساهمت تكلفة الوقود بالجانب الأكبر من زيادة هذه المصروفات، حيث بلغت في العام الماضي 3.367 مليار دولار مقابل 2.28 مليار دولار في العام الأسبق.وقالت المجموعة القطرية إن العام الماضى كان أكثر الأعوام صعوبةً وتحدياً في تاريخ الناقلة الجوية بسبب المقاطعة، إذ تأثرت نسبة المقاعد المشغولة على الرحلات المغادرة بنسبة 19%.
وبالنسبة لقطاع السياحة المنهار فى قطر، فان هذا القطاع يبحث عن تعافى فى نهاية العام مع بداية أعياد الكريسماس، إلا أن التعافى يتطلب 3 سنوات على الأقل، فقد تسببت المقاطعة العربية فى خسارة فادحة فى قطاع السياحة القطرى بفقدان السائحين من الدول الخليجية خاصة من السعودية والإمارات، وخرجت تقديرات متداولة تقدر حجم الخسائر القطرية الإجمالية جراء المقاطعة بـ500 مليار دولار.
وبحسب الإحصائيات نشرتها وكالة بلومبرج الأمريكية نقلا عن هيئة السياحة القطرية نفسها فأن عدد السياح من دول الخليج فى 2017 يبلغ 639 ألف سائح والآن أصبح 101 ألف سائح فقط فى 2018، بينما من باقى الدول العربية كان العدد 113.9 ألف سائح فى 2017 ثم انخفض العدد إلى 62.6 ألف سائح فى 2018. ومجمل السياح الذين جاءوا لقطر من جميع أنحاء العالم فى 2017 بلغ 1.5 مليون سائح ولكن فى 2018 انخفض العدد إلى 944.7 ألف فقط.
ومع بدء أعياد الكريسمس يتوقع أن تنخفض أعداد الحجوزات الفندقية فى قطر إلى 60% فى نهاية العام مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى، وتشير تقديرات إلى انخفاض العائدات الخاصة بالغرف فى الفنادق بواقع 16% للغرفة الواحدة.