خصص البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عظة القداس فى
عيد الميلاد المجيد؛ للحديث عن مولد المسيح ببيت لحم، وقال: إن المسيح ولد باسم عمانوئيل وتعنى أن "الله معنا" لذلك فرحت الملائكة وأنشدت المجد لله فى الأعالى وبالناس المسرة.
وأضاف البابا: "المسرة تعنى السرور أو الفرح والابتهاج، وهى كلمة تحمل كل المشاعر الإنسانية، ويكون السؤال كيف نوجد المسرة فى حياة الناس؟، وكيف نسعد الآخرين فالإنسان يحيى حياته بحثا عن السعادة".
البابا: كيف تحقق السعادة للإنسان وكيف نسعد الآخرين؟
وتساءل البابا: "كيف تتحقق السعادة للإنسان؟، وكيف نسعد الآخرين وبعضنا بعضا؟"، وتابع: "هذا السؤال تجيب عليه قصة الميلاد واخترت لكم خمس وسائل نستطيع بها أن نسعد بعضنا البعض".
وقال البابا: "إن الوسيلة الأولى بيد السيدة مريم العذراء، التى أسعدتنا بنقاوتها وطهارتها، فهى الشفيعة المؤتمنة لدينا فى الكنيسة ونكرمها جدا لأنها عاشت النقاوة والطهارة"، مؤكدا أن الإنسان حين يعيش نقيا يستطيع أن يسعد الآخرين، فلا يمكن للإنسان أن يسعد من حوله وهو يعيش حياة فاسدة، فالعذراء فتاة بسيطة ويتيمة وعندما نذكرها ونصلى نشعر بالسعادة.
أما الوسيلة الثانية للسعادة، وفقا للبابا، نتعلمها من قرية بيت لحم التى استضافت المسيح فى ميلاده، فلم يكن له مكان فى المدن الكبرى والعواصم كأورشليم، واستضافته بيت لحم فى مزود صغير للبقر، ونستطيع أن نسعد الآخرين حين نستضيفهم، فالضيافة هى خدمة الغرباء، وكيف يكون قلبك ملجأ لكل إنسان.
البابا: الوسيلة الثالثة للسعادة نتعلمها من المجوس
الوسيلة الثالثة للسعادة نتعلمها من المجوس، مثلما يقول البابا تواضروس: "فالمجوس أغنياء وحكماء وفلاسفة وعندما جاءوا قدموا هداياهم للسيد المسيح، وقدموا هدية ذهب تعبر على أنهم ذهب، وهدية من البان تعبر عن أنه كاهن وهدية ثالثة تعبر عن أنه سيتألم، وتستطيع أن تسعد الآخرين بالهدية".
وتابع البابا: "نعتبر أن نهر النيل أبونا والأرض هى أمنا، وتمتاز مصر من بين شعوب الأرض، إنها تعيش روح العائلة، وهو ما نتعلمه فى هذه الليلة من محبة المجوس وزيارتهم وهداياهم، وهو نفس ما فعله الرئيس الذى أسعدنا بزيارته"، وأضاف البابا تواضروس فى عظة القداس، أن الوسيلة الرابعة للسعادة نتعلمها من الرعاة الذين كانوا فى حالة سهر يحرسون قطعانهم، وتستطيع أن تكون مثلهم وتسعد الآخرين بأمانتك، فكن أمينا للموت نعطيك إكليل الحياة.
البابا: عندما نقدم أخبارا سارة ومفرحة وإيجابية نسعد بعضنا
وعن الإعلام، قال البابا: "عندما نقدم أخبارا سارة ومفرحة وايجابية فنسعد بعضنا، وعيادات الأطباء النفسيين تزدحم حين تزداد الكآبة، ومن يريد أن يرضى الله فعليه أن يقدم سعادة دائمة للآخرين".
وعن الوسيلة الأخيرة فى إسعاد البشر يقول البابا: "نتعلمها من الملائكة الذين ظهروا فى مجموعات وأنشدوا نشيدا مفرحا وقالوا المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة، والصلاة التى تمتلئ بالنية الصادقة تسعد الآخرين خاصة الذين يتحملون مسؤولية ويحتاجون إلى الصلاة لتساندهم".
واختتم البابا عظته: "نصلى أن تصل فرحة الميلاد المجيد لكل من يعيش فى غربة وألم فاجتهدوا فى البحث عن المتألم والحزين والذى يعانى، ونصلى من أجل بلادنا مصر، وكل شعبها ومسؤوليها، وكل من يعمل فى منصب كى يعطيه الله المعونة والفرحة، ونصلى من أجل حياتنا المصرية فى كل مجالات العمل، ونصلى من أجل البرلمان الجديد".
وفى نهاية كلمته قال البابا:"نصلى للهرم الرابع لمصر الرئيس والدستور والبرلمان الذى صنعناه بمحبتنا".