السبت، 23 نوفمبر 2024 07:04 ص

نسبة المشاركة فى اليوم الأول لم تتخط 10%.. سوء اختيار المرشحين وغياب برامجهم وراء عزوف الشباب.. وفقدان الوعى السياسى وتراجع الإرهاب ومظاهرات الإخوان وراء عودة حزب الكنبة

10أسباب لضعف الإقبال على التصويت

10أسباب لضعف الإقبال على التصويت 10 أسباب لضعف الإقبال على التصويت
الإثنين، 19 أكتوبر 2015 12:52 ص
كتب تامر اسماعيل

صدمة كبيرة أصابت المهتمين والمتابعين للانتخابات البرلمانية فور انتهاء اليوم الأول من تصويت المرحلة الأولى، فقد أكدت كل المؤشرات والتصريحات التى خرجت من أعضاء اللجنة العليا للانتخابات ووزراء بالحكومة وعدد من الجمعيات الحقوقية التى تابعت الانتخابات أن معدل التصويت فى اليوم الأول لم يتخطى 10% ممن لهم حق التصويت، واستمرار هذه النسبة حتى نهاية الانتخابات سيكون مفاجئة للكثيرين، حتى من توقع منهم ضعف الإقبال،لم يتوقع أن يكون لهذه الدرجة، فأكثر المتشائمين توقعوا أن تكون المشاركة مابين 20% و30%.

 

وتحليل المشهد يعطى بعض الشواهد التى قد تفيد فى تحليل الموقف ومعرفة الأسباب التى تقف وراء هذه الأزمة، فمن المتابعات الميدانية يتضح ارتفاع نسبة المشاركين من كبار السن ومن هم فوق الـ60، وأغلبهم أيضا من السيدات، وتأتى هذه النسبة على حساب غيب كامل للشباب وعزوف عن المشاركة.

 

وحسب كل التحليلات والأسباب التى قالها المتابعون وخبراء السياسية والانتخابات، نرصد 10 أسباب حول ضعف الإقبال وغياب الشباب عن المشاركة.

 

 

1 - كثرة تأجيل الانتخابات قبل انعاقدها

كان لكثرة تأجيل الانتخابات فى مرات سابقة قبل انعقادها تأثير سلبى على الاستعداد النفسى للمواطنين الذى تراجع مع كل مرة تم تأجيل فيها الانتخابات سواء لأسباب الوضع السياسى أو بسبب حكم قضائى.

 

2 - صراعات الأحزاب وضعفها

فقدت شريحة كبيرة من المواطينين ثقتها فى قدرة الأحزاب المصرية على قيادة المشهد الانتخابى والديمقراطى بشكل عام خاصة بعد الصراعات العديدة التى ضربت أغلب الأحزاب المصرية قبيل فترة الانتخابات والتى طالت حزب الوفد وحزب الدستور وحزب المؤتمر وحزب الحركة الوطنية وغيرهم، مما زاد من حالة انعزال المواطن عن المشاركة فى انتخابات تتصدرها نفس الأحزاب.

 

 

3 - سوء اختيار الائتلافات والأحزاب للمرشحين

فوجئ الكثير من المتابعين بتكرار نفس الأسماء والوجوه التى سيطرت على المشهد السياسيى قبل وبعد ثورة يناير، فى حين أن الكثيرين انتظروا تجديد دم النخبة المصرية خاصة مع كثرة تحدث الرئيس السيسى فى كل المناسبات عن دور الشباب وضرورة إعطائه الفرصة، وأحبطت هذه الأسماء التى تصدرت المشهد الشباب وأشعرتهم بالعزلة مما جعلهم يعزفون عن المشاركة بشكل كامل.

 

4 - كثرة المرشحين والتقسيم الجديد للدوائر

سبب آخر وراء تراجع نسبة الإقبال على التصويت، وهو عدم قدرة الكثير من المواطنين على اتخذا قرار اختيار مرشح أو قائمة بعينها، ويرجع هذا إلى التقسيم الجديد للدوائر وارتفاع عدد المرشحين، مقارنة بانتخابات الرئاسة التى اختار فيها الناخب بين اثنين فقط من المرشحين، والاستفتاء على الدستور الذى كان الاختيار فيه بين (نعم أو لا).

 

 

5 - غياب البرامج الحقيقية للمرشحين

إلى جانب النقطة السابقة، لم يقدم المرشحون للناخبين برامج انتخابية قوية وواضحة تجعل الناخب يتحمس للمشاركة لاختيار مرشح أو قائمة، بل انصرف المرشحون إلى الظهور الإعلامى وعقدا لاتفاقات بين كبرى العائلات والقبائل فى المحافظات، مما ساعد على حجب المعلومات المهمة عن الناخب الأساسى الذى تسبب ذلك فى غيابه عن المشاركة.

 

6 - الصراعات والاتهامات بين المرشحين فى فترة الدعاية

تسببت الصراعات التى خاضها المرشحون على مقاعد الفردى والقوائم ضد بعضهم البعض فى فقدان ثقة الناخب فى الجميع، فلم يهتم المرشحون بإقناع الناخب ببرامجهم أو حتى سياساتهم العامة، وانصرفوا على التراشق وتبادل الاتهامات دون دلائل، مما جعل المواطن يشعر أنه لايوجد من يستحق أن يبذل من أجله مجهود المشاركة والتصويت.

 

 

7 - الأداء السيئ للإعلام خلال فترة الدعاية

على عكس كل المرات السابقة كان للإعلام دور سلبى فى موقف المواطنين من الانتخابات، فعلى عكس الاستفتاء على الدستور وانتخابات الرئاسة، تحولت كل وقناة فضائية إلى صاحبة مصلحة ومدافعة عن مرشح بعينه على حساب مرشح آخر، ومن المعروف أن هناك عددا من القنوات مملوكة لرجال أعمال لديهم أحزاب ومرشحين يخوضون معركة الانتخابات مما جعل المواطنين لايثقون فى تغطية تلك القنوات لفترة الدعاية.

 

8 - توقف العمليات الإرهابية ومظاهرات الإخوان

كان لاستمرار العمليات الإرهابية وحدة مظاهرات الإخوان مفعول قوى على المواطنين المصريين الذين كانوا يريدون إثبات قدرتهم على استرداد وطنهم من براثن الإرهاب والوقوف فى وجه عنف جماعة الإخوان ومظاهراتهم، فكان ذلك دافعا قويا لكثافة الإقبال على التصويت، أما هذه المرة وبعد أن تمكنت الدولة من مواجهة الإرهاب وتراجع العمليات إلى جانب توقف مظاهرات جماعة الإخوان وغيباهم عن المشهد أصبح أغلب المواطنين لايشعرون أن هناك خطورة على الأوضاع تضطرهم للمشاركة.

 

 

9 - قلة الوعى السياسى

تأثير كل الأسباب التى سبقت على قرار الناخب تؤكد أن الناخب المصرى ليس ناخبا سياسيا، وإنما ناخبا يتخذ قرار المشاركة بناء على موقف وطنى وقومى وليس لصالح حزب أو مرشح، فإن شعر المواطن أنه هناك خطورة على الوطن شارك، وإن لم يشعر تكاسل، وهذا يؤكد أن هناك ضعفا فى الوعى السياسى مقابل زيادة الوعى الوطنى.

 

10 - دعوات المقاطعة التى لاقت رواجا عند بعض الشباب

قد تكون تلك الدعوات رغم ضعفها وعدم قدرة مرويجها على الحشد لها، إلا أنها وجدت فى كل ماسبق من الأسباب بيئة صالحة لإقناع عقول الكثيرين خاصة من فئة الشباب الذين يهتمون بالعمل السياسى، واشتدت تلك الدعوات بشكل خاص على مواقع السوشيال ميديا فى الأيام الأخيرة قبل إجراء الانتخابات وساقت الشباب إلى أسباب تبدو مقنعة مثل عودة الوجوه القديمة وضعف الأحزاب، فلاقت رواجا مؤثرا وإن كان محدود النطاق.

 


print