كتب محمد أبو العلا
تعانى بحيرة قارون من إهمال شديد وتلوث متعدد المصادر، ما بين تلوث صرف زراعى، وما يحتويه من مواد كيماوية، وتلوث آخر ناتج عن الصرف الصحى ومخلفات المناطق الصناعية، التى يتم إلقاؤها فى مياه البحيرة، دون إجراء معالجة سليمة لتلك المخلفات، وهو ما يهدد الحياة البحرية بتلك البحيرة، خاصة مع ارتفاع نسبة الملوحة بها لمستويات غير مسبوقة، لدرجة جعلت البعض يتحدث، عن امكانية تحولها إلى " بحيرة ميتة " خلال السنوات القليلة المقبلة، إذا لم يتم التحرك وإنقاذها فى أسرع وقت.
وعن تحرك نواب البرلمان لمواجهة هذه المشكلة التى تتعرض لها البحيرة، أكد النائب البرلمانى "أحمد سعداوى" بأن البحيرة بالفعل تواجه تهديدات عديدة، وتعانى من المخلفات التى أدت إلى ارتفاع نسبة الملوحة أو " بى اتش " إلى نسبة غير مسبوقة، نتيجة ترسب المواد الكيماوية بقاع البحيرة وتلوث الأسماك بها، بما يعرض حياة المواطنين للخطر، نتيجة تناولهم لتلك الأسماك الملوثة، التى من الممكن أن تسبب أمراض الفشل الكلوى .
وأضاف "سعداوى" أننا فى حالة وقف هذا التلوث والاهتمام بالثروة السمكية، من الممكن أن تلبى احتياجات قطاع شمال الصعيد بأكمله، نظرا لمساحة البحيرة الكبيرة التى تبلغ حوالى 55 ألف فدان .
أشرف إسكندر: تفعيل مشروعات البحيرة ضرورة ملحة
وبدوره علق " اشرف اسكندر " عضو
مجلس النواب عن حزب الوفد الجديد بمحافظة الفيوم، بان هناك دور كبير على وزارة البيئة للحد من مصادر هذا التلوث، عن طريق الاسراع بانشاء وحدة المعالجة، بالمنطقة الصناعية، لمعالجة مخلفات هذه المصانع قبل تصريفها بمياه البحيرة .
وأضاف "إسكندر" بأنه بالإضافة لوحدة المعالجة تلك، هناك دراسة لإنشاء توسعات لشركة " اميسال "، لمعالجة ملوحة البحيرة، واستخراج الأملاح الطبية وملح الطعام منها، مع استخدام المياه التى تم تحليتها، فى إقامة غابة شجرية شمال بحيرة قارون، والاستفادة من أخشابها فى العديد من الصناعات
ياسمين أبو طالب: انضمامى للجنة السياحة بالمجلس لتطوير بحيرة قارون
من جانبها أكدت نائبة محافظة الفيوم " ياسمين أبو طالب" بأن السبب الرئيسى لانضمامها للجنة الإسكان بمجلس النواب، من أجل رغبتها فى تطوير بحيرة قانون التى تعانى من إهمال ونسيان منذ وقت طويل، مؤكدة بأن محافظة الفيوم غنية بالعديد من المناطق السياحية والترفيهية المهمة، التى تكفل لها وضع أفضل على خريطة السياحة الداخلية فى مصر.
وأضافت "ياسمين " بأن وضع البحيرة سيئ، لعدم وجود خدمات لائقة على شواطئها، كذلك انتشار القمامة، وبرغم ما تتمتع به محافظة الفيوم من جو معتدل، وقربها من العاصمة، الا انها مهمشة، واستكملت " نائبة محافظة الفيوم " لدينا العديد من المزارات السياحية مثل، شلالات وادى الريان، وهرم ميدوم، بالإضافة لوادى الحيتان، التى تعتبر من أروع المحميات الطبيعية فى العالم بشهادة منظمة اليونيسكو، ولكن للأسف كل هذه الأماكن لم تجد دعاية ولا اهتمام كافى، لذلك ستكون البداية من تطوير بحيرة قارون واعادتها إلى رونقها مرة أخرى .
عماد حمودة: وقف المخالفات أولا قبل الحديث عن أى استثمار
عماد حمودة النائب المستقل بمحافظة الفيوم، أكد أنه فى ظل وجود هذه المخالفات والتلوث للبحيرة، فلا يمكن الحديث عن أى تنمية أو استثمار هناك، حتى يتم إزالة ووقف منابع تلوث البحيرة
وأضاف "حمودة " بأن مصادر تدمير البحيرة متنوعة، ما بين مصارف زراعية محملة بالمواد الكيماوية التى تهدد الحياة البحرية بأكملها، بالإضافة لمصبات الصرف الصحى والصناعى، والتى لابد من وقفها فورا، لإعادة الأمور إلى طبيعتها بالبحيرة، وتشجيع رجال الأعمال على الاستثمار هناك فى بيئة مناسبة وصحية.