كتب محمود العمرى
فى أول رد فعل من
الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية والأب الروحى لحزب النور، على القرار الصادر من الدكتور جابر جاد نصار، رئيس جامعة القاهرة، بمنع المنتقبات من الممرضات والطيبيبات العاملات فى مستشفيات الجامعة من التعامل مع المرضى، قال "برهامى" - فى مقال نشره عبر موقع الدعوة السلفية تحت عنوان "أزمة "النقاب.. وقرارات خاطئة فى غير وقتها" - إن هذا القرار أشعل أزمة مفتعلة فى الشارع، كانت البلاد فى غنى عنها قطعًا، وهى تعانى أزماتٍ حادة، واحتقانًا خطيرًا، واضطرابًا فظيعًا وأزمة اقتصادية هائلة.
وأضاف ياسر برهامى فلا مقاله: "جاء هذا القرار من رئيس جامعة القاهرة دون غيره من رؤساء الجامعات، وكأنه من حقه وحده أن يقيِّم وأن يقرر وأن ينفـِّذ، وأن ما يراه هو الصواب دون غيره، وهو ليس بطبيب حتى يقدِّر مدى الحاجة لكشف الطبيبة وجهها، أو عضوة هيئة التمريض".
جابر نصار يخالف كل الأحكام القضائية
وتابع نائب رئيس الدعوة السلفية مقاله بالقول: "إن جابر نصار يضرب عرض الحائط بأحكام قضائية ما أظنها خفيت عليه، ومنها أحكام المحكمة الإدارية العليا، التى يعلم تمامًا أنها معارضة لما يقوله، وإن زعم أن القضاء فى الدرجة الأولى وقف معه، ولكن أحكام الإدارية العليا تُعدّ مرجعًا لا بد من موافقته، وإلا كان حكم أول درجة باطلاً، والحكم قد صدر بحق الطالبات وأعضاء هيئة التدريس والطبيبات والتمريض، بارتداء النقاب فى أثناء الدراسة وخلال تأدية العمل، ومثل هذا القرار فى الحقيقة يهدم مصداقية الدولة التى يُمثـِّلها احترام الدستور والقانون والقضاء، فضلاً عن الأصل الأعظم وهو الشريعة الإسلامية".
وأشار "برهامى" فى متن المقال إلى أن الكل يعلم أن أزمات البلاد لا دخل لها بالنقاب ولا بالسلفيين، وأن البعض يرى مهاجمتهم قربة يتقربون بها إلى رؤوس وأذناب تريد طمس هوية الأمة وفصلها عن إسلامها، تارة عبر العبث فى الثوابت باسم حرية الفكر، وتارة فى الأخلاق باسم حرية الإبداع، وتارة فى الرموز باسم تجديد الخطاب الدينى، حتى صار الأزهر - أشد مؤسسة عريقة فى الدولة وعمره مئات السنين - ينال كل هذا القدر من الطعن والاستهزاء والهجوم.
مصر تتعرض لخطر الانهيار الاقتصادى
وفى اشتباكه مع القضية عرض "برهامى" للواقع الاجتماعى والسياسى، قائلاً فى مقاله: "البلاد تعانى من خطر انهيار اقتصادى يقتضى شعورًا بالخطر العام، والبلاد تعانى من أزمة فى التعليم، والبلاد تعانى من خطر فساد عظيم، إن لم يُحارَب بصدق فى المجال السياسى والاقتصادى والاجتماعى، فنحن على شفا هاوية، فهلا قـُدِّمت دراسات صادقة لمعالجة الفساد وتغيير منظومة التربية، وأولها القدوة، حتى يمكن محاربة الفساد والقضاء عليه، وإلا فكل الإجراءات الاقتصادية وغيرها ستبوء بالفشل، ومهما جاءت مليارات القروض أو الاستثمارات فستخرج مِن ثقب القربة، أعنى الفساد".
البلاد تُقبل على إجراءات تقشف خطيرة
وعلى صعيد قراءته للوضع العام، قال نائب رئيس الدعوة السلفية: "البلاد تُقبل على إجراءات تقشف خطير، إن لم يشعر المواطن الفقير أو المتوسط أن الغنى هو الذى يدفع قبله، فلن تمر الإجراءات بلا خسائر هائلة، فالخطر كبير، ولا بدّ أن يستشعر الكل الأزمة القومية ليتحملوا بقلوب راضية، كما أن البلاد تعانى من الظلم المجتمعى الذى لا بد من إزالته، لتبقى هيبة الدولة، وأن البلاد تعانى من بطالة خانقة تجعل الشباب يصل لليأس".
نعانى غزوًا ثقافيًّا خطيرًا يتمثل فى ترويج الأفكار المنحرفة
واستطرد برهامى فى مقالته المنشورة على موقع الدعوة السلفية: "البلاد تعانى غزوًا ثقافيًّا خطيرًا، من خلال شركات ترويج الأفكار المنحرفة، ومنظمات المجتمع المدنى التى تهتم بفعاليات من نحو: التجارب الجنسية للمراهقين فوق 13 سنة من الفتيان والفتيات، وتجرئتهم على حكايتها بعيدًا عن والديهم، فى ورش عمل مزعومة للحكايات برعاية غربية شاملة، وبإنفاق هائل، كذا بفعاليات فنية واجتماعية تدور حول الموضوع نفسه، باسم التمكين للشباب والتمكين للمرأة، ومن خلالها تدخل موضوعات هدم الأسرة وإذكاء العداوة بين طبقات المجتمع، حتى يتهيأ المجتمع لانفجار جديد لن يبقى أخضر ولا يابسًا".
واختتم الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، مقاله بالقول: "البلاد تعانى من خطر جديد قادم من الغرب، متمثل فى انتقال داعش إلى ليبيا، فمصر هى المقصودة بالتخريب، والأحداث التى مضت عبر سنتين، وزيادة تهيئة الجو لاستقطاب فئات كبيرة من الشباب الساخط، وكل هذه المخاطر الهائلة كنا نتمنى ألا يلتهى عنها أحد بمعارك لم نصنعها".