تشير التصريحات التى أدلى بها المرشح الجمهورى للرئاسة الأمريكية "دونالد ترامب"، خلال العديد من الحوارات واللقاءات التى أجراها على هامش دعايته الانتخابية، عن شكل السياسة التى ستسير عليها الولايات المتحدة الأمريكية إذا حالفه الحظ وفاز بكرسى البيت الأبيض، تلك التصريحات التى لم تخلوا من وعود لإسرائيل بالدعم السياسى والعسكرى وتأييده بناء مستوطنات جديدة، وعداء للعرب والمسلمين الذى أكد أنه سيمنعهم من السفر لأمريكا، لتنطبق عليه مقولة: "وعد من لا يملك لمن لا يستحق"، تحدث عدد من النواب البرلمانين من أعضاء لجنة العلاقات الخارجية والشؤون العربية فى هذا الشأن وعبروا عن غضبهم من تلك التصريحات التى وصفوها بالعنصرية والعدائية.
أحمد إمبابى: تصريحات "ترامب" سيط انتخابى ويسعى لكسب اليهود لصفه
قال النائب البرلمانى أحمد إمبابى عضو مجلس النواب ووكيل لجنة الشؤون العربية، "ترامب" أعلن هذا الكلام فى أكثر من مناسبة ومنذ أكثر من 3 أشهر، والانتخابات بيكون ليها "سيط" وهو يحاول كسب أصوات اليهود خاصة المنظمات اليهودية كمنظمة "إيباك"، وبوش واللى قبله كانوا بيقولوا كده بردو.
وأضاف"إمبابى" فى تصريحات لـ"برلمانى" قائلا: بعيدًا عن تصريحات "ترامب" فأن السياسة الأمريكية تسير فى مصلحة إسرائيل وفى حمايتها، مدللا على ذلك بالربيع العربى الذى أنتجته أمريكا لتدمير الدول العربية لصالح إسرئيل، مؤكدًا فى الوقت ذاته أن "ترامب" أكثر حدة فى تعبيراته وعدوانية فى تصريحاته، ومشيرا إلى أن الرئيس البريطانى "ديفيد كاميراون" شجب تلك التصريحات المسيئة للمسلمين وأعلن عدم ترحيبه بها.
وأختتم "إمبابى" حديثه قائلا: إذا نجح "ترامب" فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، وحاول تنفيذ سياسته، سيكون هناك رد فعل قوى من الدول العربية الكبرى، وعلى رأسها السعودية، التى تملك ما يقرب من 750 مليار دولار فى الولايات المتحدة الأمريكية، وسحبهم قادر على هد أمريكا.
عضو العلاقات الخارجية: تصريحاته عنصرية ويهدف بها لكسب كرسى البيت الأبيض
قال النائب البرلمانى محمود يحيى عضو مجلس النواب ولجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، معلقًا على التصريحات تحيز المرشح للرئاسة الأمريكية "دونالد ترامب" لصالح إسرائيل وإعلانه نيته بناء مستوطنات جديدة للإسرائيليين فى فلسطين وإعادة المفوضات وفقا لشروطهم، أنه "ترامب" سبق وأن اكتسب سخط المسلمين فى كل بلدان العالم، بتصريحاته العنصرية، حينما طالب بتهجير المسلمين وعدم استضافتهم فى الولايات المتحدة الأمريكية، ووصفهم بالإرهاب دون استثناء.
وأضاف "يحيى" قائلا: تصريحات "ترامب" الأخيرة تدل على سعيه لكسب اللوبى اليهودى والحصول على كرسى الرئاسة الأمريكية والبيت الأبيض، والواقعة مخالفا تماما لذلك، وحتى لو أراد تحقيق ذلك لن ينعم والشعب العربى كله متضامن مع القضية الفلسطينية، وما يفعله المرشح الأمريكيى يؤجج مشاعر العرب والمصريين.
وأختتم "يحيى" حديثه قائلا: الولايات المتحدة الأمريكية كل يوم تفقد علاقاتها الخارجية خاصة بدول الشرق الأوسط، نتيجة لسياستها المنحازة دائمًا لإسرائيل، ومواقفها الغامضة، وبهذه الطريقة ستكسب عداء العديد من الدول الرافضة لتلك السياسيات وفى مقدمتها الدول العربية الذين لن يتوانى عن نصرة القضية الفلسطينية والتضامن مع حقوقهم المشروعة.
أنيسة حسونة: لا يوجد رئيس أمريكى وقف مع المصالح العربية
قالت الدكتورة أنيسة حسونة عضو مجلس النواب ولجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان: دائمًا ما تكون تصريحات مرشحى الرئاسة الأمريكية موجهة للشعب الأمريكى وليس اهتماما بالقضايا الخارجية.
وأضافت "حسونة" فى تصريحات لـ"برلمانى" قائلة: المرشح الجمهورى "ترامب" يثير الكثير من الجدل بتصريحاته نحو القضايا السياسية المختلفة، ومن يحكم عليه الآن هو الشعب الأمريكى الذى له القرار الأول والأخير فى اختيار ممثله لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد أن يحكم عليه الشعب يأتى دورنا فى الحكم عليه بناء على سياسته الفعلية.
وأضافت "حسونة" قائلة: لا يوجد رئيس أمريكى وقف مع المصالح العربية، مؤكدة أن "ترامب" أكثر المرشحين تطرفًا فى تصريحاته، وأشارت إلى أن آخر من توصل إلى حلول فعلية للقضايا الشائكة بين العرب وإسرائيل كان "كارتر" الذى نجح فى إتمام اتفاقية "كامب ديفيد" بين مصر وإسرائيل، وأوباما حينما جاء إلى مصر وزار جامعة القاهرة تحدث عن تفهمه للمشاكل التى تواجهها المنطقة ووعد بلعب دورًا حيويًا فى حلها وهو ما لم يحدث.
واختتمت "حسونة" قائلة: حتى الآن المرشحين الأوفر حظًا فى انتخابات الرئاسة الأمريكية هما "هيلارى كلينتون" و"دونالد ترامب"، ويجب علينا الانتظار لنرى ما ستسفر عنه نتائج الانتخابات وندرس توجهات الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية عقب ظهور توجهاته الفعلية وليس التى تفرضها عليه ظروف ودعاية الانتخابات وما يحدث الآن عبارة عن بالونة اختبار.
طلعت خليل: تصريحاته تمثل نواة لسياسة أمريكا التى تناصب العرب العداء
من جانبه قال النائب البرلمانى طعلت خليل عضو مجلس النواب، تصريحات "ترامب" مستفزة وشاذة ويجب أن تؤخذ على محمل الجد، وعلى العرب التجمع والتوحد والوقوف ضدها، لأن تلك التصريحات ليس جديدة ولكنها تمثل نواة لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية التى تناصب الدول العربية العداء منذ قديم الأزل، وأن عداء أمريكا للقضية الفلسطينية ليس جديد وهناك قرارات عديدة صدرت من مجلس الأمن ولم تنفذ بناء على الفيتو الأمريكى الذى طالما استخدم لصالح الكيان الصهوينى.
وأضاف "خليل" فى تصريحات لـ"برلمانى" قائلا: أمريكا بدأت عدائها مع العرب بمحاولة إفقار الدول العربية الغنية من خلال سحب النفط من تلك الدول بأسعار بخسة، وهذه حرب عدائية واضحة وعلى العرب أن يتوحدوا لمواجهة تلك التحديات، ويجمعوا قواهم الاقتصادية ويظهروا كقوة فاعلة وليس مفعول بها.