أثار الحوار الذى دار صباح أمس الخميس، بين الرئيس عبد الفتاح السيسى، والدكتور جلال السعيد وزير النقل والمواصلات _والذى طالب خلاله الرئيس عدم اعتماد الوزارة على القروض لتمويل مشروعاتها حتى لا تتحول إلى عبء على الدولة والأجيال القادمة_، انتباه نواب لجنة النقل والمواصلات، الذين تبنوا وجهة نظر الرئيس ورفعوا شعار "لا للقروض" مطالبين بالسعى نحو توفير مصادر تمويل متعددة للمشروعات المختلفة التى تتبناها الوزارة، وتطرق البعض منهم للحديث عن خطة وزير النقل السابق سعد الجيوشى لتطوير منظومة النقل.
رئيس النقل والمواصلات: قلت للوزير لا يمكن بناء الدولة بالقروض علشان ما تغرقناش
قال النائب البرلمانى اللواء سعيد طعيمة رئيس لجنة النقل بمجلس النواب، إنه سبق وأن وجه سؤالاً للدكتور جلال السعيد وزير النقل، حينما كان متواجدًا بلجنة النقل والمواصلات بالمجلس، لاعتماد قرض لشراء قاطرات مترو الأنفاق، مضمونه هل سنظل نبنى الدول من خلال القروض؟، وكان رد الوزير حينها أن مصر عضو فى البنك الدولى والفائدة التى ستطبق على القرض بسيطة ولا تتعدى الـ1%، وأن مترو الإنفاق لا يوجد به استثمارات لأن تذكرته مدعمة ولا يمكن إقامة مشروعات استثمارية به.
وأضاف "طعيمة" فى تصريحات لـ"برلمانى" قائلا: لا يمكن أن تعتمد منظومة النقل فى مصر على القروض بأى حال من الأحوال، حتى لا نعيد تاريخ محمد على الذى أقام نهضة كبيرة فى مصر إلا أنه ترك الدولة مكبلة بالديون، ويجب أن نتحلى ببعد النظر، نحن لا نعلم ماذا تخبئ لنا الأيام المقبلة، ويجب أن نمشى على قدنا وما نغرقش مصر بالديون.
وأضاف "طعيمة" قائلا: إننى تحدثت مع الدكتور سعد الجيوشى وزير النقل السابق، قبل رحيله من الوزارة وتطرق حديثنا إلى الخطة التى وضعتها وزارة النقل بمشاركة 52 خبيرًا مصريًا لتطوير منظومة النقل والمواصلات فى مصر، واتفقنا فى نهاية الحديث على ذهابى إلى الدكتور فى الوزارة للاطلاع على تلك الخطة والحصول على نسخة منها لمناقشتها.
طارق السيد: يجب تحديد مصادر تمويل المشروعات بشكل دقيق
فيما قال النائب البرلمانى طارق السيد عضو مجلس النواب ولجنة النقل والمواصلات، إن الدكتورة سحر نصر وزيرة التعاون الدولى وقعت على قرض بمبلغ 100 مليون يورو، لتمويل الخط الثانى من مترو الإنفاق، وهذا القرض ميسر وشروطه جيدة، ولكن السؤال الهام هنا كيف سيتم استغلال تلك المبالغ وكيف سنستطيع ردها عقب الانتهاء من تشغيل المشروع.
وأضاف "السيد" فى تصريحات لـ"برلمانى" قائلا: إن حديث الرئيس عبد الفتاح السيسى اليوم لوزير النقل بشأن الاعتماد على التمويل الذاتى فى تطوير منظومة النقل والمواصلات جيد، وأنا انتقدت برنامج الحكومة أثناء مناقشتها البيان أمام المجلس، وذلك لكونها تعتمد نفس نسبة الديون التى كانت تسير بها الحكومات قبلها، وهذا يعنى أننا لا نملك مصادر تمويل.
وأضاف "السيد" قائلا: الحكومة فى بيانها لم تتحدث عن مصادر تمويل العديد من المشروعات التى تم طرحها كمشروع العاصمة الإدارية والطاقة النووية والعالمين والمدن الجديدة والـ1.5 مليون فدان، ولم تشير إلا إلى مصادر تمويل مشروع الفرافرة التى حددت بنحو 2 مليار جنيه من الموازنة، وهناك عدة طرق لتوفير المصادر المالية لتمويل المشروعات، الأولى القروض، والثانية السندات والثالثة الشراكة بين القطاع العام والخاص وهى الأفضل.
محمد عبد الله: سأتقدم بطلب إحاطة لمعرفة أين ذهبت القروض على مدار 3 سنوات
ومن جانبه قال النائب البرلمانى محمد عبد الله عضو مجلس النواب ولجنة النقل والمواصلات، فى تصريحات لـ"برلمانى"، إن اللجنة ناقشت خلال الأيام الماضية قرض البنك الأوروبى لمصر والبالغ 185 مليون يورو والذى خصص لشراء 13 قاطرة لتطوير الخط الثانى من المترو، وأوضح، أن ثمن تلك الوحدات يبلغ 85 مليون يورو، وأن هناك 30% ضرائب فضلا عن 18 مليون يورو لشراء قطع غيار لتلك القطع لمدة 10 سنوات.
وتساءل "عبد الله" قائلا: لماذا لم يتم تصنيع قطع غيار تلك القاطرات بالمصانع الحربية، لتوفير العملة الصعبة التى نعانى من عجز فيها، وللأسف الشديد فقروض وزارة النقل منذ عام 2007 وحتى عام 2010 والتى كانت مقرر استخدامها فى تطوير المزلقانات والإشارات الضوئية وغيرها، ولم يتم الاستفادة منها، وأنا سأتقدم بطلب إحاطة حول هذا الأمر فأين ذهبت تلك القروض.
وأكد "عبد الله" أن هناك تواصلا بين عدد من أعضاء اللجنة مع الدكتور سعد الجيوشى وزير النقل السابق، وأنهم سبق أن طلبوا منه نسخة من الخطة التى أعدها لتطوير منظومة النقل والمواصلات بمصر، لدراستها ومناقشة إمكانية تنفيذها.