نواب الصحة.. ساعة تروح وساعة تيجى

مفارقات غريبة، وآراء عجيبة، وتضارب واضح، وتخبط بَيِّن فى تصريحات نواب لجنة الصحة بمجلس النواب، حول قرار الحكومة برفع أسعار الدواء بنسبة 20% للأدوية التى يقل سعرها عن 30 جنيها كشريحة واحدة.

فعلى الرغم من أن نواب لجنة الصحة أشادوا بهذا الخطوة وباركوا غلاء الأدوية وزيادة أسعارها على المواطنين البسطاء عقب صدور القرار، إلا أن النواب اللجنة، يهاجمون الحكومة الآن بعدما استشعروا غضب المواطنين الشديد من ارتفاع أسعار الدواء.

مجدى مرشد: قرار الحكومة بزيادة أسعار الدواء به عدل وإنصاف

الدكتور مجدى مرشد، رئيس لجنة الصحة بالبرلمان، أكد فى تصريحات سابقة لـ"برلمانى" أن قرار الحكومة بزيادة أسعار الدواء معقول وبه عدل وإنصاف وعدم الجور على المواطن البسيط حيث إنه راعى ذلك، مشيرا إلى أنه من غير المقبول الاستمرار فى العمل على تسعيرة الدواء الصادرة من عام 1995 حتى الآن فى ظل ارتفاع سعر الدولار.


والمثير للدهشة، أن رئيس لجنة الصحة أوضح أن ارتفاع أسعار الدواء سينقذ المرضى، قائلا: "هناك أنواعا كثيرة من الدواء غير موجودة وإذا ارتفعت أسعار الأدوية بنسبة 20% سينقذ بها المرضى التى من المتوقع أن تتوفى لنقص الدواء، كما أن العدل يستلزم رفع سعر الدواء".

الأكثر غرابة من ذلك، أن رئيس لجنة الصحة نفسه، خرج علينا اليوم مهاجما الحكومة لاتخاذها هذا القرار، حيث قال إنه فى حالة تأكد اللجنة من تطبيق الزيادة بهذه الطريقة خصوصا فيما يتعلق بتطبيقه على الشريط الواحد وليس علبة الدواء، ستتخذ اللجنة موقف ضد الحكومة، ولن تصمت عليه، لأنها ترفض المساس بالمواطن.

وأضاف "مرشد" أنه ضد قرار الحكومة بزيادة أسعار الأدوية بنسبة 20% للأدوية التى يقل سعرها عن 30 جنيها إذا طبق على الأدوية التى يزيد سعرها عن 30 جنيها.

وطالب مرشد، ممثلى وزارة الصحة المشاركين فى اجتماع اللجنة، بإرسال تقرير مفصل عن الأسعار التى تم تطبيقها وكيفية تنفيذها، لتحديد موقفها من قرار الصحة الأخير.

إيليا باسيلى: رفع أسعار الدواء فى مصلحة محدودى الدخل.. وهناك من يستغل الأزمة للمزايدة

من جانبه، علق النائب إيليا باسيلى، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، على تصريحات بعض أعضاء لجنة الصحة أمس الثلاثاء، الرافضين لقرار زيادة سعر الدواء، قائلا: إن هناك العديد من الأمور والحقائق الغائبة فى قضية رفع أسعار الدواء، وهناك من يستغل الأزمة للمزايدة.


وقال باسيلى، فى تصريحاتٍ لـ"برلمانى": "يتحدثون عن حرصهم على الفقراء ومحدودى الدخل الذين سيتضررون بارتفاع الأسعار دون علم، ويزايدون على شركات الأدوية، التى طالبت بضرورة رفع أسعار بعض الأدوية"، مضيفًا "القرار يصب فى مصلحة الفقراء ومحدودى الدخل فى المقام الأول، وذلك لأن رفع أسعار الدواء بنسبة 20% على الأدوية، التى لا تتجاوز أسعارها 30 جنيهًا هى نسبة ضئيلة، ولن تؤثر كثيرًا، وهذا يعنى أن أقصى زيادة مقدرة على الدواء ستكون 6 جنيهات فقط، وستساهم تلك الزيادة فى توافر جميع أنواع الأدوية، التى لم تكن متوفرة، نظرًا لامتناع الشركات عن إنتاجها".

وتابع عضو لجنة الصحة بالبرلمان، إنه لم يحضر جلسة مناقشة اللجنة أمس الثلاثاء، وأنه فى غاية الاستغراب من تصريحات بعض النواب حول ارتفاع سعر الدواء، حيث يظهر الأمر وكأن التصريحات مبنية على تصريحات ساعة مع القرار وأخرى ضده.

وكيل لجنة الصحة يحسم الجدل: قرار نهائى.. وافقنا على قرار رفع أسعار الدواء

فى السياق ذاته، قال أحمد العرجاوى، عضو مجلس النواب عن حزب النور وكيل لجنة الشؤون الصحية، إنه لا يوجد تراجع فى عن قرار الحكومة المتعلق بزيادة أسعار الأدوية التى يقل سعرها عن 30 جنيهًا بنسبة 20%، وتابع: "قرار نهائى مؤيدين للقرار بشكله القانونى ولا يوجد انقسام فى اللجنة ودعينا الحكومة لاجتماع آخر لوضع آليات ثابتة ومعايير محددة لتطبيق القرار".


وأضاف "العرجاوى" فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، أنه لا صحة لما يتردد بشأن وجود انقسام فى اللجنة حول قبول قرار الحكومة من عدمه، وتابع: "هذا التضارب يجعلنا فى أمس الحاجة لإنشاء هيئة الدواء المصرى لتكون هى المسئولة عن عملية الأسعار والإنتاج وتنظيم التداول والقوانين".

كانت لجنة الصحة قد ناقشت خلال اجتماعها الأخير، أمس الثلاثاء، قرار الحكومة بزيادة سعر الدواء بنسبة 20% للأدوية التى يقل سعرها عن 30 جنيها، بناء على طلب النائبين عبد العزيز حمودة وهيثم الحريرى أعضاء اللجنة، حيث شن النواب هجوما شديدا ضد الحكومة، مطالبين بإلغاء القرار باعتباره ضد مصلحة المواطن، وقالوا: "الناس بتصرخ من ارتفاع الأسعار والحكومة فى وادى تانى وبتمص دمهم"، مطالبين فى الوقت ذاته بمحاسبة وزير الصحة، فيما نادى بعضهم بسحب الثقة من الحكومة.