كتب مصطفى النجار
قالت سحر صدقى، عضو مجلس النواب عن محافظة قنا، إن الحديث عن أن الشعب المصرى بأكمله تحت خط الفقر، هو أمر غير منطقى، لكن يجب التوضيح أنه بالفعل تسببت طريقة تنفيذ القرارات الاقتصادية الأخيرة فى صعوبات كثيرة، أبرزها انخفاض القوة الشرائية للجنيه، وهو ما انعكس على المواطن العادى فى الشارع، فأصبحت الأجور المنخفضة غير قادرة على إعالة الأسر، وهو المقصود بالفقر، ولفتت إلى أنه كان لدينا ثلاث طبقات (فقراء – ومتوسطة – وأغنياء )، وأصبح الآن طبقتين فقط "فقراء وأغنياء" بعد أن انهارت الطبقى الوسطى، وعلى الحكومة النظر للمواطن بعين الرحمة وليس بالمكسب والخسارة الاقتصادية.
وأوضحت سحر صدقى، فى تصريحات لـ"برلمانى"، أن رب الأسرة سواء الرجل أو المرأة أصبح غير قادر على التكفل بمصاريف منزله ومتطلباته اليومية، لذلك لجأ البعض لتخفيض مشترياتهم والاستغناء عن الأمور الأقل أهمية التى كانوا يقومون بها من قبل، لذلك يتطلب الأمر إعادة نظر فى أسرع وقت فى معدلات الحد الدنى للأجور، إذ أصبحت القيمة الشرائية للـ1200 جنيه اليوم، تعادل القيمة الشرائية للـ600 جنيه، لأن قيمة الجنيه انخفضت أمام الدولار بنسبة حوالى 48%، والآن من المنطقى زيادة الحد الأدنى للأجور بنفس النسبة على الأقل، مع العمل على ضبط الأسعار فى الأسواق حتى لا تضطر الحكومة لتعديل الحد الأدنى بعد عدة أشهر، أو ربما سنة أو سنتين، بسبب زيادة معدلات التضخم الناتجة عن زيادة الأسعار.
وأكدت النائبة البرلمانية، أن المواطن المصرى يستطيع أن يزيد من إنتاجه فى موقع العمل أيًا ما كان هذا الموقع، لكنه يحتاج للشعور بمردود عمله، وهو ما تعالت أصواتنا بالتحذير منه تحت القبة فى كل زيارة للوزراء ولرئيس الحكومة، ونعول أن يصبر المواطن المصرى على الصعوبات، لكن لابد من وجود أمل للمواطن ليكون لديه الحافز للمساهمة بقوة وجدية فى عمليات التنمية التى يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسى، وهذا كله يتطلب المزيد من العمل من الوزراء المعنيين بالتجارة والصناعة والاستثمار.
يأتى ذلك فى ظل أن مؤشر قياس البنك الدولى لحد الفقر لا يتغير إلا كل عدة سنوات متأثرًا بتغيرات الشراء، إلا أنه ارتفع فى العشر سنوات الأخيرة من 1.25 دولار إلى 1.9 دولار يوميًا - صدر فى عام 2016- كدخل للفرد فى الشريحة التى يطلق عليها فقراء، وما دون هذه الفئة يسمى فقير مدقع أو فقير مطلق، وبعد تعويم سعر صرف الجنيه مقابل العملات الأجنبية بما فيها الدولار الأمريكى، فقد انخفضت القيمة الشرائية للجنيه ليصبح سعره فى متوسط 19 جنيه لكل دولار، بعد أن كان بـ8.88 جنيه حتى بداية شهر نوفمبر 2016.
ويحسب حد الفقر بحساب 19 جنيها لسعر صرف الدولار، فيصبح الحد هو (1.9 دولار = 36.1 جنيه)، وبالتالى 1083 جنيها شهريًا، أما بحساب الدولار عند 20 جنيها، فيكون حد الفقر 1140 جنيها، وبالتابعية من يحصل على هذا الدخل شهريًا يعد من الفقراء، أما من دون ذلك هو فقير مدقع.