في إطار فعاليات اليوم الثاني لمنتدى شباب العالم المنعقد خلال الفترة 4- 9 نوفمبر الجاري بشرم الشيخ، شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم في جلسة "اختلاف الحضارات والثقافات: صدام أم تكامل"، والتي تحدث خلالها حول موضوعات حوار الحضارات عددٌ من الرموز الفكرية المصرية والعالمية، من بينهم الأمير الحسن بن طلال رئيس منتدى الفكر العربي، والدكتور زاهي حواس عالم الآثار والمصريات، والدكتور شبلي تلحمي الأستاذ بجامعة ميريلاند الأمريكية، والدكتور هانز نيلسن رئيس مركز الحوار المصري الدنماركي، وفانيجا يودافيتش وزير الشباب الصربي والمبعوث الشخصي للرئيس الصربي، والدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية.
كما شارك الرئيس بعد ذلك في حلقة نقاشية لاستعراض التجربة المصرية في صناعة المستقبل من خلال البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة والأكاديمية الوطنية لتدريب الشباب، حيث تحدثت الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والإصلاح الإداري، والدكتور طارق شوقي وزير التعليم، وعدد من شباب البرنامج الرئاسي.
وقام الرئيس بمداخلات خلال الجلسات التي شارك فيها، أكد خلالها على وجود إرادة سياسية للتواصل مع الشباب والاستماع إليهم، مؤكداً ثقته في آمالهم وطموحاتهم، وأهمية حشد هذه القدرات لصالح مستقبل الوطن.
وأكد الرئيس أهمية مواصلة تطوير وتحسين ما يقدم للشباب من تدريب وتأهيل، مشيراً إلى أنه جاري العمل على برنامج موازي لتأهيل الشباب الأكثر تميزاً من خلال التدريب داخل مصر وخارجها.
وأوضح السيسي أن التحديات في مصر كبيرة، وأن الدولة تبذل أقصى الجهد لتوفير وظائف جديدة وفرص عمل للشباب من خلال وسائل متعددة مثل المشروعات القومية الكبرى الجاري تنفيذها في كافة أنحاء مصر، ومبادرة البنك المركزي لإتاحة تمويل بفائدة ميسرة للشباب لإقامة مشروعات جديدة.
وأشاد بتجربة مؤتمرات الشباب، مشيراً إلى أن بداية هذه التجربة كانت فكرة أطلقها أحد الشباب في البرنامج الرئاسي لتأهيل القادة، وأشار سيادته إلى استمرار مؤتمرات الشباب الدورية، مع عقد منتدى عالمي للشباب كل عام.
وفيما يتعلق بالجهود المبذولة على صعيد الإسكان، أوضح الرئيس، أن الدولة تسعى لتوفير السكن اللائق للمواطنين، وذلك من خلال إقامة مجتمعات عمرانية متكاملة تشمل كافة الاحتياجات الاجتماعية والثقافية والترفيهية والدينية.
كما أشاد الرئيس بتجربة بنك المعرفة التي تم تنفيذها في مصر، مشيراً إلى أنها مُتاحة لأي مواطن مصري، وتوفر له حجماً هائلاً من المعلومات والمعارف التعليمية بدون مقابل مادي.
وفيما يتعلق بموقف الشباب المحبوسين على ذمة قضايا صدرت فيها أحكام نهائية، أشار الرئيس إلى أنه تلقى خلال مؤتمرات الشباب السابقة مطالب بإجراء مراجعة لموقف بعض هؤلاء الشباب، وأنه تم تشكيل لجنة من الشباب لمراجعة كل حالة على حدة طبقاً للدستور والقانون، ويتم الإفراج بالفعل عن مجموعات من الشباب، وفقاً للصلاحيات المتاحة قانوناً للرئيس.
كما أكد الرئيس عدم وجود صدام بين الحضارات، مشيراً إلى أن المشكلة تتمثل في محاولة البعض فرض رؤاهم الذاتية ومفاهيمهم الخاصة على الآخرين، مشيراً إلى أن التنوع والاختلاف من سنن الكون، وأن التطرف والإرهاب ينبعان من الاستعلاء سواء بالدين أو المذهب أو العرق أو الأيديولوجية.
وأشار إلى أهمية عدم الانسياق وراء الاستعلاء، وتعزيز مفهوم الاعتزاز وليس الاستعلاء، مؤكداً عدم مسئولية أي فرد سوى عن ذاته وسلوكه وأفكاره، وعدم مسئوليته عن معتقدات وحياة الآخرين.
ورداً على مداخلة شاب نيجيري، أكد الرئيس أنه في حالة إنشاء شبكة طرق ونقل ومواصلات تربط بين دول القارة الأفريقية فإن واقع حياة القارة سيتغير للأفضل بشكل كبير خلال سنوات معدودة.