صور.. أزمة غرب الإسكندرية بسبب إعادة تشغيل المدفن الصحى

أزمة جديدة اندلعت غرب الإسكندرية، بمنطقة كينج مريوط التابعة لحى العامرية، وذلك بسبب انتشار الذباب والحشرات و التلوث، والذى انتشر فى الآونة الأخيرة وجعل أهالى المنطقة بوقف تشغيل موقع 9 ن ، بعد أن تم إعادة تشغيل الموقع فى 2017  كمدفن صحى أنشأ خصيصا لنقل المخلفات الصلبة الآدمية من الصرف الصحى والذى كان متوقفا منذ 2013 بسبب اعتراض الأهالى على الآثار السلبية التى قد تترتب على تراكم الرمال والمخلفات داخل المدفن الصحى، مما يسبب انتشار التلوث بالمنطقة.

وقامت الشركة بمحاولات لإقناع الأهالى بتشغيل الموقع مع اتخاذ الاحتياجات البيئية الازمة لعدم انتشار التلوث وزرع أسوار شجرية على حدود الموقع، إلا أنه بعد فترة وجيزة من إعادة تشغيل الموقع عادت مشكلة التلوث فى الظهور لتسبب أزمة جديدة، حيث تقوم محافظة الإسكندرية بمواجهة التلوث من خلال حملات رش المبيدات، إلا أنها ليست كافية للقضاء على المشكلة.

ويشكو بدر أبو بسيسة ، من سكان قرية أبو بسيسة التابعة لحى العامرية ، والتى تقع بجوار موقع 9 ن، من تلوث المنطقة منذ بدء إعادة تشغيل الموقع، الأمر الذى أدى الى انتشار الحشرات، حيث بدأت أسراب الذباب والناموس تهاجم أهالى المنطقة، بالإضافة إلى الحشرات الأخرى والتى تهدد صحة المواطنين وطالب بغلق الموقع أو نقله بعيدا عن أماكن التجمعات السكانية.

ولم يقتصر الأمر على أهالى القرى المجاورة بل امتد إلى المساكن الأكثر فخامة بمنطقة كينج مريوط، حيث يقول علاء زهران، أحد مواطنى"اللوتس كمبوند" أنه يقطن باللوتس كومبوند منذ حوالى 8 سنوات، على فترات متقطعة، ولكنه يقيم بصفة دائمة سنوياً طوال شهر رمضان.

وأضاف :"لاحظت أن معدل زيادة الذباب عن رمضان الماضى حوالى ثلاث أضعاف تقريباً، رغم أن الكومباوند يبعد حوالى 5 كيلو عن مدفن المخلفات الصلبة ،واستطرد قائلا :" رغم أن إدارة كومباوند اللوتس وزعت أكثر من 100 مصيدة خارج وداخل الڤيلات بالكومبوند ، إلا أن المشكلة مازالت قائمة رغم المجهودات الكبيرة والاتصالات والاجتماعات ".

وتقول الدكتورة هند حربى من سكان كينج مريوط، أن السكان يستعدون حاليا إلى تحريك دعوى قضائية ضد محافظة الإسكندرية و شركة الصرف الصحى ، للمطالبة بإغلاق الموقع نهائيا، مشيرة إلى أن حملات رش المبيدات تؤدى الى نتيجة لحظية وليس حل جذرى حيث تعود المشكلة للظهور فور الانتهاء من الرش خاصة مع بداية  فصل الصيف.

من جانبه قال اللواء محمود نافع رئيس شركة الصرف الصحى بالإسكندرية فى تصريحات خاصة لـ"برلمانى" أن ظاهرة انتشار الذباب ظاهرة مؤقتة بسبب موسم تغيير فصول السنة، وأنه تم القضاء على المشكلة بواسطة رش المبيدات.

وأوضح أن موقع 9 ضرورة لتطهير شبكات الصرف الصحى من المخلفات الصلبة، حيث أنشأ خصيصا لاستقبال جميع المخلفات الناتجة من معالجة مياه الصرف الصحى بمدينة الإسكندرية، والتى تنتج من محطات المعالجة ومحطات الرفع بالمدينة، وكذلك مخلفات تطهير شبكات الصرف الصحى وهذه المخلفات هى "الحمأة – رواسب الرمال – مخلفات المصافى – الخبث" وتبلغ الكمية اليومية لهذه المخلفات حوالـى 600 طـن / يوم، بالإضافة إلى المخلفات الصناعية الصلبة والسائلة غير الخطرة والتى تماثل مخلفات الصرف الصحى فى مواصفاتها.

ولفت إلى أن الموقع أنشأ فى التسعنيات من القرن الماضى على مساحة 350 فدانا بتكلفة أكثر من مليار ونصف جنيه، ولكن بسبب اعتراض أهالى قرية أبو بسيسة بالعامرية على إقامة المشروع بالقرب من التجمعات السكنية، توقف التشغيل بالرغم من أهميته لرفع كفاءة عمل منظومة الصرف الصحى بالإسكندرية، إلى أن نجحت المساعى مؤخرا فى إعادة تشغيله وظهرت النتائج الإيجابية لهذا التشغيل، حيث استقبل الموقع منذ تشغيله و إلى الآن 700 ألف طن مخلفات صلبة.

وأشار اللواء محمود نافع، إلى أنه تم الاستجابة لاشتراطات الأهالى بغطاء سيارات الشركة خلال نقل الحمأة وتشكيل لجنة بعضوية أحد أهالى المنطقة لضمان اشتراطات الأمان المطلوبة، وبناء سور للموقع من الأشجار، وتركيب جهاز للكشف عن التلوث، كما تم تعيين 50 فردا من أهالى القرية للعمل بالشركة.

أما عن الموقع البديل المقترح فأكد أنه كان لا يصلح، حيث يبعد عن الإسكندرية بمسافة 140 كيلو متر ويقع على مساحة 50 فدانا فقط وغير مجهز لاستقبال الحمأة.

وأكد رئيس شركة الصرف الصحى على أنه تم مراجعة الاشتراطات والتعليمات البيئية والصحية لإعادة تشغيل الموقع ومراعاة البعد الاجتماعى لأهل المنطقة حيث تم إنشاء محطة ثابتة للرصد البيئى وتجهيز طريق بديل خلفى تسلكه السيارات المجهزة لنقل الحمأة للموقع.

من جانبه قال الدكتور هلالى عبد الهادى رئيس قطاع محطات المعالجة ومساعد رئيس الشركة للمتابعة و التطوير، أن إعادة تشغيل موقع 9 ن قد أدى إلى رفع كفاءة عمل محطات الرفع و المعالجة، مشيرا إلى أن الإسكندرية بها 143 محطة معالجة تعمل  للتخلص الآمن من المخلفات السائلة وتبدأ القدرة.
 

فى المقابل أكد الدكتور محمد سلطان محافظ الإسكندرية ،أن المحافظة تولى اهتماما كبير بمنطقة كينج مريوط وتم عقد اجتماع مع ممثلى قاطنى منطقتى كينج مريوط وأبو بسيسه والمنطقة المحيطة بموقع 9ن للصرف الصحى، وذلك للاستماع لكافة المشاكل التى تواجههم والعمل على حلها فى أسرع وقت ووضع الحلول العاجلة والآجلة لتلك المشكلات.

وأوضح أنه تم وضع خطة مكافحة للحشرات وتقليل الروائح الكريهة من خلال تكليف كلية الزراعة جامعة الإسكندرية بالأمر، حيث تم وضع خطة باستخدام مجموعة المبيدات المتخصصة والآمنة على الصحة العامة للتخلص من تلك الحشرات، كما شدد المحافظ على تكثيف أعمال الرش باستخدام سيارات الصرف الصحى والحى وإمكانيات وزارة البيئة والصحة في منطقة موقع 9ن والكينج مريوط والمناطق المحيطة بها، مع تكليف مديرية الزراعة بتكثيف أعمال التشجير حول منطقة ٩ ن بالتعاون مع هيئة الصرف الصحى، وزراعة أكبر عدد أشجار ممكنة لتقليل الأثر البيئى لأى ملوثات، وتكليف مديرية الزراعة بالمرور على الأراضى الزراعية بالمنطقة المحيطة والتأكد من عدم استخدامها للحمأة كسماد زراعى.