بعد ظهوره فى الغربية.. مجاذيب فى حضرة "المهدى المنتظر".. وقائع ادعاء ظهوره زادت بعد 25 يناير 2011.. العقوبة تصل للحبس 5 سنوات بتهمة ازدراء الأديان.. وخبراء الطب النفسى يؤكدون: المدعون يعانون من الفصام
الثلاثاء، 13 يوليو 2021 03:10 م
"المهدى المنتظر".. من العقائد الراسخة في عقول المسلمين بجميع مذاهبهم سنة وشيعة، حيث تمثل جزءًا من الممارسات العملية فى الفكرين السني والشيعي معًا، ما أدى إلى سيطرة الفكرة على المسلمين انتظارا للمُخلص، الذي سيملأ الأرض عدلاَ كما مُلِئَت جورًا وظلمًا، وجميع المسلمين على دراية كاملة بتلك الفكرة التي يرددها الأطفال في الطرقات.
وتتمثل قصة المهدى المنتظر، الذى يعتقد بظهوره فى نهاية الزمان، ويكون حاكمًا وعادلاً وعظيمًا لدرجة أنه سينهى الظلم والفساد على وجه الأرض، وينشر العدل، ويكون من آل بيت النبى محمد (ص).
وقصة المهدى، لم تذكر فى أى من آيات القرآن الكريم، ولم يرد ذكرها إلا فى الأحاديث النبوية الشريفة، وعليها خلاف كبير منذ القدم، بين حقيقة ظهور ذلك الرجل الصالح الذى سينهى الفساد ويصلح العالم، وهو الاعتقاد الذى يتفق فيه الشيعة مع عدد كبير من أهل السنة، وبين رأى آخر يذهب إلى أن المهدى المنتظر مجرد خرافة يروجها البعض استنادا إلى أحاديث ضعيفة، مع وجود معتقد آخر بأن المهدى هو نفسه المسيح المنتظر نزوله مرة أخرى، وهو ما تتفق فيه المسيحية مع الإسلام، وينتظره اليهود أيضا.
طائفة من المصريون مهوسون بعقيدة "المهدى المنتظر"
والمصريون من أهم المجتمعات العربية والإسلامية التي تسيطر عليهم هذه الفكرة، حيث يظهر من وقت إلى آخر شخص كاذب أو مجذوب أو حتى مشعوذ يدعى أنه "المهدى المنتظر"، مثلما حدث اليوم من ظهور مواطن مقيم بقطور – محافظة الغربية - لزعمه أنه المهدي المنتظر وتعليقه لافتة على باب منزله بأنه المهدي المنتظر، لكن تم القبض عليه من قبل الأجهزة الأمنية بعد أن أثار حالة من الغضب والجدل بين الأهالي، وجارى حاليا تحرير محضر وإحالته للنيابة العامة للتحقيق معه.
المهدى المنتظر لدى أهل السنة
من هو المهدى المنتظر؟ سؤال أصبح يتصدر المشهد لدى قطاع عريض من الجمهور للتفرقة بين فكرة "المهدى المنتظر" عند أهل المذهب السني والمذهب الشيعى، كى لا يختلط الأمر لديهم باعتبارها عقيدة لا يمكن إنكارها، فإن "أهل السنة " تؤمن بأن "المهدى المنتظر" رجل يظهر فى آخر الزمان من أهل البيت يحمل اسم النبى ويؤيد الله به الدين، ويحكم 7 سنين، يملأ الأرض عدلا كما مُلِئَت جورًا وظلمًا، تنعم الأمة فى عهده نعمة لم تنعمها قط، تخرج الأرض نباتها، وتمطر السماء مطرها، ويعطى المال بغير عدد، كما جاء فى أحاديث عدة للنبي.
المهدى المنتظر لدى الشيعة
الشيعة الإثنا عشرية، تُجمع على أنه "محمد بن الحسن العسكري" الغائب فى سرداب "سامراء" وعمره 5 أعوام سنة 260هـ، وينتظرون خروجه حتى كتابة تلك السطور، كما أن الشيعة الاسماعيلية يعتقدون أن المهدى المنتظر هو "الحاكم بأمر الله" الذى كان يحكم مصر أيام حكم الفاطميين، ودخل إلى السرداب وفى انتظار عودته، ومع اختلاف العديد من المفكرين والمؤرخين والفقهاء فى حقيقة ظهور الشخصية من عدمها، إلا أنه خرج خلال السنوات الماضية العديد من الأشخاص الذين ادعوا أنهم المهدى المنتظر.
خبراء الطب النفسى وادعاءات "المهدى المنتظر"
خبراء الطب النفسي يرون أن كل من ظهروا خلال الفترة السابقة من المدعين بأنهم "المهدى المنتظر" يعانون من الفصام الذهني واضطرابات نفسية يُطلق عليه "اضطراب وجدانى ثنائى القطب" المعروف بالهوس، يجعل المصاب به فى حالة اندفاع مستمر وكلامه غير مرتب ويدعى أشياء غير عقلانية مثل القوة الخارقة والسيطرة على العالم وأنه المهدى المنتظر، ولا يقتصر المُصاب بالفصام الذهني عند هذا الحد، بينما يدعى سماع أصوات لا يسمعها غيره وضلالات شك وعظمة ويكون منعزلا عمن حوله، و يتم التعامل مع هذه الحالات عن طريق العلاج الدوائي والجلسات ويفضل الحجز في المستشفيات حتى لا يؤذى من حوله-حسب الخبراء.
عقوبة من يدعى أنه المهدى المنتظر
وأما عن عقوبة من يدعى أنه المهدي المنتظر – يقول الخبير القانوني والمحامي بالنقض محمود البدوى – أن كل من يدعى أنه المهدى المنتظر أو غيرها من الأمور المتعلقة بالشأن الدينى يضع نفسه تحت طائلة المساءلة القانونية عملا بالمادة 98 من قانون العقوبات لاستغلاله الدين في ترويج أفكار من شأنها إثارة الفتنة والإضرار بالوحدة الوطنية، تكون التهمة ازدراء الدين حيث تصل فيها العقوبة للحبس 5 سنوات.
ووفقًا لـ"البدوى" فى تصريح لـ"انفراد" - تنص المادة 98 من قانون العقوبات: "يُعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر ولا تجاوز خمس سنوات، أو بغرامة لا تقل عن ألف جنيه ولا تجاوز 10 آلاف جنيه، كل من استغل الدين في الترويج بالقول أو بالكتابة أو بأي وسيلة أخرى، لأفكار متطرفة بقصد إثارة الفتنة أو تحقير أو ازدراء الأديان السماوية أو الطوائف المنتمية إليها أو الإضرار بالوحدة الوطنية".
الخبير القانونى محمود البدوى
كما أن قواعد المحاسبة سوف تمتد إلى تطبيق المادة 102 من قانون العقوبات لما فعله من إذاعة أخبار وشائعات عمدا تهدد السلم الاجتماعي دون أن يكون لها سند صحيح من القانون أو الواقع العملي وهو ما يكدر صفو المجتمع ويساعد على نشر الفتن حيث أنه حال ثبوت تلك الجريمة أمام القضاء، فإن عقوبة الحبس تكون جزاء مرتكبها عقابا له وردعا لغيره لعدم تكرار ارتكابها لما تمثله من خطورة بالغة على أمن المجتمع واستقراره – الكلام لـ"البدوى".
وقائع مدعى "المهدى المنتظر" .. عرض مستمر
في غضون يونيو 2020 - تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط شخص مضطرب نفسياً -مقيم بمنطقة المطرية بالقاهرة - لقيامه بالاعتداء على أحد الأشخاص "سائق" باستخدام سلاح أبيض مما أدى إلى وفاته، حيث تبين أن المجني عليه - المقيم بذات المنطقة - دائم السخرية من الجانى لتكرار ادعائه بكونه "المهدى المنتظر".
وعلى أثر ذلك قام الجاني بالتوجه إلى الموقف محل عمل المجني عليه أمام محطة مترو المطرية وبحوزته سلاح أبيض وقام بالاعتداء عليه وأودى بحياته، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.
مهدى "كوم حمادة" المنتظر
وبتاريخ مايو 2020، قررت نيابة كوم حمادة بالبحيرة حبس "ع. ف. د"، 54 سنة، موظف إداري بالوحدة المحلية لمركز كوم حمادة 4 أيام على ذمة التحقيقات، وذلك لاتهامه بإنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تروج لأفكار مغلوطة عن الدين الإسلامي وادعائه إنه المهدي المنتظر، وذلك بعد أن تحرر محضر بالواقعة رقم 4303 إداري قسم شرطة كوم حمادة لسنة 2020.
وتضمنت صفحات المتهم الذي يدعى "ع. ف. د "54 سنة وحاصل على دبلوم فني هجوما شديدا على مؤسسات الدولة خاصة الأزهر الشريف، كما تضمنت صفحته على موقع فيس بوك زعمه أنه من الأشراف المنتسبين إلى الرسول صلى عليه وسلم وأنه صاحب معجزات، وكذلك روجت صفحته الشخصية لعمليات بيع الآثار الفرعونية والتي نشر خلالها مجموعة من التماثيل التى تشتبه أنها أثرية.
محمد عبدالله نصر يدعى أنه المهدى
فى غضون مارس 2017، قضت محكمة جنح مستأنف شبرا الخيمة بحبس محمد عبدالله نصر، وشهرته "ميزو"، بالحبس عامين وغرامة ألف جنيه، بدلا من 5 أعوام وغرامة 10 آلاف جنيه لزعمه أنه "المهدي المنتظر".
سائق توك توك يدعى أنه "المهدى المنتظر"
بتاريخ 2 فبراير 2015، أمرت النيابة العامة بإيداع سائق "توك توك" مستشفى الأمراض النفسية، لبيان سلامة قواه العقلية بعدما ادعى أنه "المهدى المنتظر" وتظاهر بميدان التحرير، بعدما انتقل إلى الميدان مُستقلاَ "توك توك" ورفع لافتات ضد الدولة، فقُبِضَ عليه وأحيل للنيابة، واعترف أمام النيابة بالتظاهر ضد الدولة.
وزارة الأوقاف لم تسلم من ادعاءات "المهدى المنتظر"
فى غضون يونيو 2014، زعم "محمد. أ. ع" 44 عاما، موظف سابق بوزارة الأوقاف، حاصل على معهد فنى تجارى، أنه المهدى المنتظر، وألقى القبض عليه واثنين من مريديه أثناء تواجدهم أمام بوابة 4 بقصر الاتحادية، عقب رفع علم لونه أسود ومدون عليه: "لا إله إلا الله محمد رسول الله" باللون الذهبى والمعروفة براية العُّقاب.
عامل دوكو يدعى أنه "المهدى المننتظر"
فى غضون أبريل 2012، ألقت الأجهزة الأمنية بقسم الموسكى، القبض على "مخلص. ع" 36 عاما، عامل دوكو، ادعى أنه المهدي المنتظر، أثناء تحريره محضر ضد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك بتهمة تدمير البلاد.
مروج تبادل الزوجات يدعى أنه "المهدى المنتظر"
وفى غضون نوفمبر 2012، تلقت مديرية أمن أسوان بلاغًا من أهالى قرية "الطوناب" يفيد ادعاء شخص يدعى "أحمد. م. أ"، وشهرته أحمد الطايفى، 40 سنة، أنه المهدى المنتظر، ودعوته للمواطنين بترك صلاة الجمعة وصلاتها فى المنزل، وإيجاز تبادل الزوجات، ونشر أفكارا مخالفة لتعاليم الدين.
مهدى المنتظر للعاطلين
وبتاريخ 3 يونيو 2012، ألقت الخدمات الأمنية المعينة لتأمين مبنى الإذاعة والتليفزيون، القبض على "مختار. م. ع" عاطل مقيم بمحافظة الغربية، ادعى أنه "المهدى المنتظر" بوقوفه أمام ماسبيرو ممسكًا بلافتة كبيرة عليها آيات قرآنية، وبدأ يتحدث بعبارات غير مفهومة، وهدد من يقترب منه بحجة أنه لا يمكن المساس به أو إصابته بسوء لأنه محصن من عند الله.