"خلافات إقليمية" و"أزمات سياسية" و"تحديات اقتصادية"، ثلاث ملفات عاجلة فرضت نفسها على أجندة وفد الكونجرس الأمريكي الذي زار لبنان على مدار الـ48 ساعة الماضية، وألتقي خلالها رأس الدولة الرئيس ميشيل عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، فضلاً عن لقاء قائد الجيش العماد جوزيف عون ووزير الداخلية بسام مولوي.
وفيما تراجعت قضية ترسيم الحدود اللبنانية مع إسرائيل والتي كانت حاضرة في زيارات وفود الكونجرس السابقة وكان آخرها في سبتمبر الماضي، فرضت الأزمات الجديدة نفسها على المباحثات وخاصة الملف الاقتصادي الذي ازداد سوءا بعد أزمة بيروت مع دول الخليج وسحب السفراء، والتي من شأنها التأثير اقتصاديا على لبنان بشكل كبير، كذلك أزمة تعليق جلسات مجلس الوزراء في ظل الخلاف بين الأطراف اللبنانية حول مسار التحقيقات فى انفجار ميناء بيروت البحرى، بعد أن قرر وزراء حركة أمل وحزب الله عدم المشاركة في اجتماعات المجلس قبل استبعاد قاضي التحقيق بالانفجار القاضي طارق البيطار بدعوى عدم احترامه للدستور والقانون وتسييس القرارات.
وحمل الوفد الأمريكي معه مطالب لبنانية عاجلة للعاصمة واشنطن، حيث من المقرر أن يرفع الوفد الأمريكي تقريرًا إلى الرئيس جو بايدن، والكونجرس، متضمنا تفصيلا للأوضاع اللبنانية على أرض الواقع، واقتراحات لتقديم يد العون، وعلى رأسها دعم بيروت في مفاوضاتها الجارية مع صندوق النقد الدولي للحصول على قروض من الدول المانحه، على أمل فك تشابكات الأزمة الاقتصادية والإنسانية في لبنان، والاستمرار في تقديم المساعدات إلى المؤسسات اللبنانية المدنية منها والعسكرية.
وضم الوفد عضوي الكونجرس من أصل لبناني، داريل عيسى ودارين لحود، إضافة إلى رئيس «مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان» إدوارد غبريال وعدد من أعضائها، حيث قال لحود في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء اللبنانية: " تناولنا خلال اللقاءات في لبنان عدداً من القضايا والأزمات التي يعيشها اللبنانيون"، مضيفا أن الهدف الاول لزيارتنا الى لبنان هو التعبير عن دعمنا للشعب اللبناني في هذه الظروف الصعبة جداً في ظل الازمة الحالية الاقتصادية والانسانية.
وأضاف لوفد "لقد ناقشنا مع الرئيس ميشيل عون بعض الحلول التي يمكن ان تلتزم بها الولايات المتحدة، ودورها في مساعدة الحكومة على متابعة المفاوضات الجادة مع صندوق النقد الدولي، كما تناقشنا معه في كيفية مساهمة الولايات المتحدة بدعم مسار التحقيق في انفجار مرفأ بيروت واهمية دعم القاضي طارق البيطار. كما كان تشديد على ضرورة إجراء انتخابات نيابية شفافة، وحتى ذلك الحين نتمنى على الحكومة الحالية العمل لخير اللبنانيين، هذه الأمور طرحناها أيضًا في زياراتنا الى عدد من الشخصيات السياسية اللبنانية".
وقال بيان للرئاسة اللبنانية، إن الرئيس ميشيل عون أعرب عن تطلعه إلى الدعم الأمريكي للبرامج الإصلاحية التي سوف تعتمدها الحكومة، شاكرًا الولايات المتحدة على المساعدات الإنسانية والإنمائية والصحية والتربوية التي تقدمها إلى المؤسسات الرسمية والجيش اللبناني.
كما أشاد بالدور الذي لعبته الإدارة الأمريكية لتأمين التيار الكهربائي في لبنان، عن طريق تسهيل عملية استجرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن وسوريا.
وقال عون، إن لبنان بدأ مسيرته للخروج من الأزمة الاقتصادية الحادة التي يعاني منها، من خلال تحضير برنامج للتفاوض مع صندوق النقد الدولي للحصول على قروض من الدول المانحة، وإجراء إصلاحات تشمل النظام المالي والمصرفي، مؤكدا على ضرورة إعادة تنظيم هيكلية الدولة، والنظر في النظام الضرائبي، وضبط الإنفاق، ومنع الهدر، ومتابعة العمل لمكافحة الفساد الذي ترك تأثيرًا سلبيًا على الخزينة العامة.