عقدت لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس النواب، برئاسة الدكتور سامي هاشم، رئيس اللجنة، جلسة ساخنة مساء الأحد، لمناقشة 36 طلب إحاطة مقدمة من النواب، بشأن صعوبة مناهج التدريس في جميع المواد بالصف الرابع الابتدائي، واستراتيجية وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني في تعديلها لبعض مناهج مرحلة التعليم الأساسي مثل الصف الرابع الابتدائي، وشكوى أولياء الأمور والمدرسين من المناهج التعليمية الجديدة للمرحلة الابتدائية.
وفي هذا الصدد، ناقشت اللجنة طلبات الإحاطة المقدمة من النواب: أمل زكريا قطب، مى محمد رشدى غيث، أحمد الطحاوى، سارة النحاس، ولاء التمامى، سيد سلطان، محمد سعد الصمودى، ولاء عبدالفتاح، سناء برغش، إيهاب الطماوى، محمد عبدالرحمن راضى، زكريا حسان، نشوى رائف، صفاء جابر، لطفى شحاته، طارق الطويل، سعودى عبد الرحمن، سامى نصر الله، أمل سلامة، يونس عبدالرازق فرج، إيفلين متى، دعاء عريبى، فريدى البياضى، محمد سليمان، عادل عامر، وموضوعات طلبات الإحاطة المقدمة من النواب: عصام محمود عثمان، ناصر عثمان، عادل النجار، ياسر عمر شيبة، فتحى قنديل، يوسف الشاذلى، محمود سعد، عبدالله على مبروك، سيد المنوفى، رحاب الغول، أحمد حسين جودة، بشأن حالات تسمم لطلبة المدارس نتيجة تناولهم وجبات التغذية المدرسية.
واعترض بعض النواب على عدم حضور وزير التربية والتعليم والتعليم الفني في هذا الاجتماع، وعقب رئيس اللجنة بأن الوزير تواصل معه هاتفيا وأبلغه بأنه مغادر للسفر إلى فلندا لحضور ورشة عمل عن التعليم الفنى، وهو مستعد للحضور في أي وقت بعد العودة من السفر.
وطلب رئيس اللجنة من الدكتورة نوال شلبي مدير مركز تطوير المناهج، عرض برزنتيشن، فأعترض بعض النواب على ذلك، وقالوا: "لو كان لديها حلول فعليها عرض برزنتيشن أما غير ذلك لا نريد عرض".
من جانبه، قال المهندس أشرف رشاد الشريف، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن، وممثل الأغلبية، قائلاً: "أعتقد أن الوزير والدكتور رضا حجازى نائب وزير التربية والتعليم، حريصين على ألا تكون هناك مشاكل وإذا كان هناك مشاكل أتوقع حلها، وأن الأمر يتطلب عقد جلسة استماع يحضرها الوزير فور عودته من السفر لطرح الحلول المناسبة لتلك المشاكل".
وأشار الشريف، إلي أن هناك إيجابيات وهناك سلبيات، فعودة المدارس في هذا العام في ظل التخوف من كورونا من الإيجابيات للوزارة، متابعا: "وإذا كانت هناك مشكلة في دفع المصروفات فيمكن للوزارة أن تعد لنا كشوف بالطلاب الذين لا يستطيعون دفع المصروفات المدرسية وسيقوم حزب مستقبل وطن بدفع المصروفات لهم خلال مدة ثلاث أيام".
واستعرض النواب مقدمي طلبات الإحاطة بشأن صعوبة منهج الصف الرابع، وقالت النائبة أمل زكريا قطب: "مفاجأة الوزارة للطلاب بالنظام الجديد للصف الرابع الابتدائى بما لا يتلائم مع ظروف وباء كورونا وعدم التزام المدارس بالمناهج على الوجه الأكمل".
واقترحت زكريا، تعميم منهج الصف الرابع الابتدائى على مدارس السنة وليس على مستوى التيرم، وطالبت بإرجاء امتحان 5 ديسمبر، على أن يكون هذا الامتحان امتحاناً تجريبياً.
وتحدثت النائبة مى غيث، عن سوء منهج الصف الرابع للعام الدراسى 2021/2022 الذى يعد من أصعب المناهج الدراسية التي مرت بتاريخ الوزارة والذى يصعب فهمه على الطالب في ظل الظروف الحالية.
وتابعت: أريد معرف الكم والكيف في هذا التطور للمنهج السنة الرابعة للمرحلة الابتدائية وأين رأى لجنة إدارة الأزمات في ذلك وأين النواب وأين المستشارين المختصين في عملية التطوير، هذه مشكلة لدينا فكيف يمكن الوصول إلى حل أزمة النت في كل نجوع مصر حتى نطالبهم بالمنهج من خلال التطور العلمى للسنة الرابعة، كان لابد أن يكون لهم كورسات كما فعلت ذلك بعض دول العالم وعلى رأسهم أمريكا.
وذكر التائب أحمد الطحاوى، أنه تلقى كثير من النواب عدد من الشكاوى بخصوص صعوبة منهج الصف الرابع الابتدائي للعام الدراسي الحالي 2021/2022، وطالب بإلغاء الأجزاء الصعبة في كل المنهج والتي لا تتناسب مع سن طالب في الصف الرابع الابتدائي وضرورة العودة للمنهج القديم في الترم الثاني، ويقلل الكم في الترم الأول وإتاحة عمل ورش تعليمية للصف الرابع.
واشارت النائبة سارة النحاس، إلي عدم وضوح استراتيجية منهج الصف الرابع الابتدائى والتي أفقدت الطلاب السيطرة العلمية وتسببت في إرهاق ذهنى لا يتناسب مع السنة الدراسية.
من جانبها، قالت النائبة، ولاء التميمى: تلقيت عديد من الشكاوى من أولياء الأمور وخاصة في مادتى العلوم والرياضيات وما يتعلق بهما من صعوبة وطول المنهج المقرر على الطلاب، وأرجو تشكيل لجنة من الخبراء والمتخصصين لمراجعة المنهج الخاص للصف الرابع الابتدائى.
ولفت النائب سيد سلطان، إلي صعوبة مناهج الصف الرابع الابتدائى وكذلك عدم استلام الكتب الدراسية وربطها بالمصروفات، وطلب تشكيل لجنة من خبراء متخصصين لمراجعة منهج الصف الرابع الابتدائى والاستفادة من التجارب العالمية بذلك.
وقال النائب محمد سعد الصمودى: تلاحظ في الفترة الأخيرة كثرة شكاوى أولياء الأمور من صعوبة المنهج الخاص للصف الرابع الابتدائي وطوله نسبة للمدة الزمنية للترم الأول، وطالب بتشكيل لجنة لمراجعة منهج الصف الرابع الابتدائي، وخاصةً أن ظروف كورنا جعلت التلاميذ لم تذهب إلى المدرسة في الصف الأول والثاني والثالث، ويجب أن يكون هناك تدرج في المناهج وإعادة النظر في التغيرات التي دخلت على منهج الصف الرابع.
وتحدثت النائبة ولاء عبدالفتاح، عن صعوبة الكم الهائل من المعلومات التي لا تتناسب مع طبيعة وخصائص المرحلة العملية لطلاب الصف الرابع الابتدائي.
وقالت عبد الفتاح: من المفترض قبل تطوير المناهج التأكد أولاً من البنية التحتية، ولماذا هذه القفزات في المناهج لهذا السن الصغير، ليس لدينا في المدارس مدرسين مؤهلين لتدريس هذه المناهج العلمية بهذا التطور كما أن المعلومات كثيرة جداً والمنهج طويل، فكيف يؤدى الطالب الأنشطة الترفيهية والرياضية والمنهج تكدس مع عدم مراعاة كثافة الفصول من 50 إلى 60 طالب.
وتناولت كلمة النائبة سناء برغش، عدم تسلل المادة العلمية من سنة دراسية إلى أخرى ووجود قفزات بالمناهج لبعض الصفوف الدراسية كالصف الرابع الابتدائى، وقالت: "يوجد صفحة 20 بمنهج الصف الرابع الابتدائى منقولاً من الصف الثانى الإعدادى للغة العربية، وصفحة 32 منقولاً من الصف الثالث الثانوى في الرياضيات، وشكاوى المدرسين لغير استيعابهم المنهج وليس لديهم آلية عرض المنهج بالطريقة السليمة، وتم تطوير المنهج وعرضه من خلال المدرسين بطريقة عشوائية، وأطالب بإعادة التفكير في المنهج ومراجعته من حيث الكم والكيف.
بدوره، أشار النائب إيهاب الطماوى، إلي صعوبة المناهج الجديدة المقررة على الصف الرابع الابتدائى مما يؤدى إلى تعقيد الأطفال وعبء على أولياء الأمور ويحتوي على صعوبة بالغة في المناهج بشكل يفوق القدرة الاستيعابية للتلاميذ.
وتابع: لدينا مشكلتين تتمثلان في العبء النفسى على الطلاب وتعقيدهم، والثانى اكتئاب نفسى لأولياء الأمور، يجب نعبر عن حالة القلق التي يعانى منها الشارع المصرى، فقد بلغ في الرياضيات 60 درس بدلاً من 20 قديماً وفى الدراسات خمسة فروع بعدما كانت فرعين، هناك ذعر للناس من خلال السوشيال ميديا، وأطالب بتشكيل لجنة من المختصين والخبراء في إعادة النظر في المنهج".
وقال النائب محمد عبدالرحمن راضى، إنه أصبح حجم الكتاب ثقيلاً ولا يتناسب مع عُمر الطالب بالصف الرابع بالمرحلة الابتدائية، والمشكلة تكمن في حجم الكتاب الذى كان يبلغ عدد صفحاته 110صفحة فقط وبلغ 220 صفحة في المنهج الجديد، هل تم عرض ذلك التطوير على خبراء تربويين مصريين بالطبع لا، يجب مراجعة ذلك من خلال خبراء مختصين.
وأشار النائب زكريا حسان، إلي أنه قامت الوزارة بتغيير نظام الدراسة بالصف الرابع الابتدائى دون النظر إلى أن معلم الصف الرابع غير مؤهل لتدريس منهج يفترض أن يدرس بالصف الثانى الثانوى، وتكمن المشكلة في مدارس التربية والتعليم التابعة للحكومة وعدم تمتع الطلاب بإيجاده القراءة والكتابة ما بين الصفين الرابع الابتدائى والثالث الإعدادي، قائلا: "نرجو إعادة النظر في المنهج الخاص بالتطوير العلمى للصف الرابع الابتدائى لكثرة شكاوى المعلمين أنفسهم من عدم استطاعتهم توصيل المعلومة للتلاميذ والعمل على سد العجز الصارخ في المدرسين".
فيما، قال النائب مصطفى سالم، وكيل لجنة الخطة والموازنة، إن عجز المدرسين وصل إلى 123 ألف معلم، وإن وزير المالية أبدى استعداده في حل جزئي للمشكلة وذلك عن طريق تمويل مالى لعدد (36) ألف معلم الذين سبق نجاحهم عن طريق مسابقة رسمية ويمكن من خلال هذا التمويل تعييين هؤلاء المعلمين، وذلك أن هذا الأمر يكلف حوالى (1.3) مليار جنيه في السنة ووزير المالية تعهد بتحمل تلك التكلفة.
وعقب الدكتور رضا حجازي نائب الوزير لشئون المعلمين، ردا على تساؤلات النواب عن تدريب المعلمين على المناهج الجديدة، مشيرا إلي أن أكاديمية ومراكز تدريب المعلمين قد دربت مجموعة من المعلمين، ولكن من تم تدريبهم ليس بالقدر الكافي، ولذلك تم اللجوء إلى بديل آخر وهو تدريب المعلمين في المدارس أي التدريب على رأس العمل.
وتابع: "فكرة تطوير التعليم أو تطوير المناهج فكرة سليمة، ولكن قد يكون التطبيق خاطئ وهذا لا ينفى أن الفكرة سليمة ويمكن أن نتدارك الأمر ونصحح التطبيق الخاطئ، وما حدث اليوم بمثابة تقييم لمنهج الصف الرابع الابتدائى وذلك لتنفيذ المنهج فيما بعد، حيث إن المناهج لا تعد لسنة واحدة بل لسنوات عديدة".
وانتهت اللجنة إلى عقد جلسة استماع يحضرها وزير التربية والتعليم والتعليم الفني ستحدد في أقرب وقت ممكن للرد على استفسارات النواب الخاصة بالمناهج والوجبة المدرسية وجميع المشكلات التي تعوق العملية التعليمية.