قلق متزايد يشهده المجتمع الدولى، وبالأخص داخل الدول الأوروبية بعد دخول الحرب الأوكرانية شهرها الثانى، وسط ارتفاع احتمالات اللجوء لأسلحة نووية أو كيميائية فى تلك الحرب، واتهام موسكو لكييف بإدارة مختبرات بيولوجية، والتهديد باللجوء لسلاح نووى فى المقابل.
وفى نهاية الأسبوع الماضى، شهدت بروكسل 3 قمم طارئة كان محورها الحرب الأوكرانية والتعامل مع أزمة اللاجئين، وسط حديث متزايد عن ضرورة دعم أوكرانيا بمعدات وقائية من الأسلحة النووية فى ظل احتمالات استخدامها خلال العمليات العسكرية، هذا إلى جانب التصريحات والقرارات المحذرة من قبل قادة الغرب لبوتين التى تضمنت المزيد من العقوبات التى تستهدف اقتصاد موسكو.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة صن البريطانية، احتفظ نائب السفير الروسى لدى الأمم المتحدة، دميترى بوليانسكى بحق بلاده فى استخدام الأسلحة النووية اذا ما استفز "الناتو" موسكو، حيث قال: "إذا استفزت روسيا من قبل الناتو، إذا تعرضت روسيا لهجوم من قبل الناتو، فلماذا لا، نحن دولة لديها قوة نووية".
وأضاف: "لا أعتقد أنه الشيء الصحيح لقوله. لكن ليس من الصواب تهديد روسيا ومحاولة التدخل لذلك عندما تتعامل مع قوة نووية، بالطبع، عليك أن تحسب جميع النتائج المحتملة لسلوكك".
وفى مقابلة مع شبكة سى أن ان، رفض ديمترى بيسكوف متحدث الكرملين مرارًا وتكرارًا استبعاد أن تفكر روسيا فى استخدام الأسلحة النووية ضد ما تعتبره موسكو "تهديدًا وجوديًا" وفقا لوصفه، ورد بيسكوف عند سؤاله عن الظروف التى سيستخدم فيها بوتين القدرة النووية الروسية قائلا: "إذا كان هناك تهديدًا وجوديًا لبلدنا، فيمكن أن يكون كذلك".
وبسؤاله عما يعتقد بوتين أنه حققه فى أوكرانيا حتى الآن، أجاب بيسكوف: "حسنًا، أولًا وقبل كل شيء، ليس بعد. لم يحقق بعد"، وأضاف أن العملية العسكرية كانت تجرى بشكل صارم وفقًا للخطط والأغراض التى تم تحديدها مسبقًا.
كما كرر بيسكوف مطالب بوتين، قائلًا أن الأهداف الرئيسية للعملية هى التخلص من الإمكانات العسكرية لأوكرانيا، وضمان أن أوكرانيا دولة محايدة، والتخلص من "الكتائب القومية" بالنسبة لأوكرانيا لقبول أن شبه جزيرة القرم روسية وقبول أن لوهانسك ودونيتسك "دولتان مستقلتان بالفعل".
وفى نفس السياق، هددت روسيا الغرب بالاستخدام المبكر للأسلحة النووية مما يؤدى إلى الحرب العالمية الثالثة، إذا تم نشر قوات حفظ السلام التابعة للناتو على الأرض فى أوكرانيا.
كما حذر الكرملين دول الناتو من نشر قوات حفظ سلام فى أوكرانيا، قائلًا أن ذلك قد يؤدى إلى مواجهة مباشرة بين روسيا وحلف شمال الأطلسى، وقال المتحدث باسم الكرملين دميترى بيسكوف خلال مكالمة هاتفية مع الصحفيين يوم الأربعاء أن نشر القوات سيكون "قرارًا طائشًا وخطيرًا للغاية".
ووفقا للتقرير، ألمح الرئيس الروسى فى وقت سابق إلى استخدام الأسلحة النووية ضد الدول التى اعتبرها تهديدًا لروسيا، فى فبراير الماضى، قال بوتين فى بيان: "بغض النظر عمن يحاول الوقوف فى طريقنا أو أكثر من خلق تهديدات لبلدنا وشعبنا، يجب أن يعلموا أن روسيا سترد على الفور، وستكون العواقب مثل ما لم تره فى تاريخك بأكمله".
وقبل أسبوع، قالت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية فى تقرير لها أن المفوضية الأوروبية بدأت تضغط على الاتحاد الأوروبى لتسريع شراء أقراص اليود ومعدات الحماية والامدادات الطبية للاستجابة لكارثة نووية محتملة، مشيرة إلى أن المفوضية الأوروبية تحاول تشجيع أعضاء الاتحاد الأوروبى للحصول على وسائل للتعامل مع الهجمات الكيماوية والبيولوجية المحتملة بعد أن حذرت الولايات المتحدة من أن روسيا يمكن أن تستخدم هذا النوع من الأسلحة فى أوكرانيا.
وقال متحدث باسم المفوضية أن هذه الإجراءات هى فى الواقع جزء من جهد أوروبى كان موجودًا حتى قبل اندلاع الصراع، عن هذا المسؤول الأوروبى قوله: "تعمل المفوضية على ضمان تحسين الاستعداد فى مجال التهديدات الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية بشكل عام، هذا قبل الحرب فى أوكرانيا".
وأكدت فيرونيك تريليت لينوار، عضوة البرلمان الأوروبى عن حزب الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، أن ماركي: "لدينا الكثير لنتعلمه من فيروس كورونا. نحن بحاجة إلى إجراءات محددة للمواقع النووية. لسنا مستعدين. ليس لدينا احتياطيات".
وعلى الرغم من أن روسيا خفضت إلى حد كبير من ترسانة أسلحتها النووية الا انها لا تزال "الاقوى نوويا" حيث تحتفظ بأكبر مخزون للأسلحة الفتاكة على مستوى العالم، وقد اعلن بوتين فى وقت سابق من الشهر الجارى وضع ترسانته النووية فى "حالة تأهب قصوى" مما تسبب فى قلق من عودة شبح النووى والدخول فى حرب عالمية ثالثة.
بدورها، قالت صحيفة تليجراف أن حوالى 90 فى المائة من الأسلحة النووية فى العالم تملكها روسيا والولايات المتحدة حيث لدى موسكو حوالى 35 ألف سلاح نووى بعد سقوط الاتحاد السوفيتى فى 1991، ولديها الآن أكبر مخزون من الأسلحة النووية غير الاستراتيجية فى العالم.
من جهته، قال اتحاد العلماء الأمريكيين، أن روسيا تتصدر العالم بـ 6200 سلاح نووى، فيما يوجد فى الولايات المتحدة 5600، وفرنسا 290، والمملكة المتحدة 225.
وتنشر روسيا 1456 رأسًا حربيًا استراتيجيًا على 527 صاروخًا باليستيًا عابرًا للقارات وقاذفات وصواريخ باليستية تطلق من الغواصات، وهى فى طور تحديث نظام إيصالها النووى وترسانتها بأكملها.
واقتصرت موسكو رؤوسها الحربية الاستراتيجية على 1550 بموجب معاهدة ستارت لخفض الأسلحة، والتى مددت لخمس سنوات فى يناير 2021، بينما تمتلك الولايات المتحدة 1357 رأسًا حربيًا على 665 صاروخًا وقاذفات قنابل.
فى الوقت نفسه، تزعم بعض التقديرات أن روسيا لديها 2889 رأسًا حربيًا استراتيجيًا آخر فى الاحتياط، فى حين لدى الولايات المتحدة 1964، ويقدر اتحاد العلماء الأميركيين أن المخزون الروسى يتكون من حوالى 4497 سلاحًا نوويًا، بالإضافة إلى 1760 قنبلة أخرى تنتظر التفكيك.
وكشف تقرير صحيفة "تلجراف" أن الآلاف من الأسلحة النووية خزنت قبل سقوط الاتحاد السوفياتى، فى مواقع خاصة منتشرة فى جميع أنحاء الاتحاد، فى حين تعتبر المواقع الدقيقة لمنشآت تخزين الأسلحة النووية سرية، ويُعتقد أن هناك ما لا يقل عن اثنى عشر موقعًا تحت الأرض للاحتفاظ بالقنابل.