الجمعة، 22 نوفمبر 2024 08:55 م

طوارئ برلمانية عربية بسبب "جدرى القرود".. "النواب المغربى" يستجوب وزير الصحة.. والبرلمان البحرينى يدعو لتفعيل قائمة "الدول الحمراء"

طوارئ برلمانية عربية بسبب "جدرى القرود".. "النواب المغربى" يستجوب وزير الصحة.. والبرلمان البحرينى يدعو لتفعيل قائمة "الدول الحمراء" جدرى القرود
السبت، 28 مايو 2022 12:00 ص
كتبت آمال رسلان

لم يكد العالم يستريح من موجات فيروس كورونا المتتالية على مدار عامين حتى ظهر شبح فيروس "جدرى القرود" الذى تحول خلال أيام قليلة إلى تهديد جديد، على الرغم من تأكيد المختصين بأنه أقل تهديدا من فيروس كورونا فضلا عن وجود لقاحات فاعلة تجاهه.

 

وذكرت منظمة الصحة العالمية إنه حتى 25 مايو، أُبلِغ عن 157 حالة إصابة مؤكَّدة على مستوى العالم بجدرى القرود، منها حالة واحدة مؤكَّدة فى إقليمنا بالإمارات، ورغم ذلك بدأت الأجهزة المعنية بكل دولة التحرك سريعا لاحتواء ظهور الحالات واتخاذ خطوات استباقية.

 

القلق من الفيروس الجديد يكمن فى انتشاره ببلدان لم تشهده من قبل، مما استدعى إلى تحرك عاجل ليس فقط على مستوى الحكومات بل انتقل إلى الغرف التشريعية التى عقدت اجتماعات طارئه لمناقشة خطط طوارئ وطنية لمواجهة الفيروس حال ظهوره.

 

ولم تكن المنطقة العربية بمعزل عن حالة الهلع العالمية من الفيروس خاصة بعد ظهور بعض الحالات بها، وكان برلمان المغرب من أوائل الغرف التشريعية التى تحركت فى هذا الأمر بعد الكشف عن حجز ثلاث حالات مشتبه بها، حيث استدعى البرلمان وزير الصحة رشيد الطالبى للاستماع إلى خطة وزارته.

 

وقدم الطلب رشيد حمونى، رئيس فريق التقدم والاشتراكية، استنادا إلى المادة 152 من النظام الداخلى لمجلس النواب، وأكد النواب أنهم يعولون على استباقية وزارة الصحة، كما فعلت مع جائحة كورونا، بتوجيهات ملكية وضعت مصلحة المواطن فوق أى مصلحة أخرى.

 

يشار إلى أن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية أكدت، فى بيان، أن الحالات الثلاث المشتبه فى إصابتها بفيروس جدرى القردة، تم تحليلها بمختبر المستشفى العسكرى ابن سينا بمراكش، حيث جاءت النتائج المخبرية سلبية.

 

وأضافت الحالات المشتبه فى إصابتها توجد بصحة جيدة وتحت الرعاية الصحية والمراقبة الطبية، حيث يتم التكفل بها وفقا للإجراءات الصحية المعتمدة.

 

وشددت على أن المعطيات الوبائية المسجلة فى المغرب حتى اليوم، لم تسجل أى حالة مؤكدة بمرض جدرى القردة، وذكرت الوزارة بأنها تفاعلت بسرعة من خلال وضع منظومة للرصد الوبائى والمراقبة لحالات قد يشتبه أن تكون لهذا المرض، وأشار الوزارة إلى أنها ستستمر التواصل مع الرأى العام الوطنى، وإخباره بكل المستجدات المتعلقة بهذا الإنذار الصحى العالمي.

 

وتنامت المخاوف من ظهور الفيروس فى الجزائر التى عادت مؤخرا لتكثيف رحلاتها الجوية، بعد أشهر قضتها البلاد فى الإغلاق بسبب جائحة كورونا، حيث أكد رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب الجزائرى على ربيج، أن تكثيف الرحلات الجوية لا يعنى أن نقل المرض سيكون سهلاً، وأوضح أن المراقبة فى المطارات والموانئ هى بداية مواجهة هذا المرض الذى انتشر فى أوروبا.

 

وأضاف ربيج فى، وفقا لـ"الشرق"، أن لجنتهُ أجرت مؤخراً اجتماعاً مع وزارة الصحة الجزائرية بشأن مرض جدرى القرود، موضحاً أن الوزارة أكدت جاهزيتها لمنع أى تفشٍ للمرض داخل البلاد، وأنها قادرة على تطويقهِ فى حال تمّ تسجيل حالة مؤكدة.

 

أما فى البحرين، فقد طالب عدد من نواب البرلمان بضرورة تشديد الرقابة والأخذ بالإجراءات الوقائية الصارمة والتعامل بحزم وحذر وسرعة لمنع دخول الفيروس للبلاد، من خلال إجراء فحص القادمين عبر المنافذ المختلفة إلى جانب تحذير المغادرين وتفعيل قائمة "الدول الحمراء"، وذلك للحيلولة دون تأثر الدولة بتداعيات هذا المرض.

 

كما أشاروا فى مطالباتهم إلى أن وضع الإجراءات الوقائية خلال المرحلة المقبلة وتوعية المواطنين هو أمر فى غاية الضرورة بهدف المحافظة على الصحة والسلامة لجميع سكان الجزيرة الخليجية.

 

على الرغم من عدم تسجيل أى إصابات حتى الآن فى دول الخليج العربى، فإنه مع تسجيل دول أوروبية وأخرى فى المنطقة إصابات بالمرض، بدأت العواصم الخليجية فى اتخاذ إجراءات تهدف لاحتوائه ومنع انتشاره فى بلادها.

 

وفى الإمارات، دعا مركز أبوظبى للصحة العامة، المنشآت الصحية العاملة فى الإمارة إلى ضرورة التقصى عن مرض جدرى القردة، والإبلاغ عن أى حالة مشتبه فيها أو محتملة أو مؤكدة عبر نظام التبليغ الإلكترونى الخاص بالأمراض السارية.

 

وأصدرت هيئة الصحة فى دبى تعميماً إلى جميع المهنيين الصحيين والمنشآت الصحية العاملة تؤكد فيه على استنفار القطاع لمكافحة الأمراض السارية والحد من انتشارها، لحماية الفرد "حفاظاً على الصحة العامة وتماشياً مع الإجراءات الاحترازية والوقائية التى تتخذها الإمارات بشكل عام وإمارة دبى بشكل خاص لتعزيز التقصى الوبائى لمرض جدرى القردة المستجد الذى انتشر فى عدد من الدول".

 

وفى أوروبا التى شهدت ظهور واضح لحالات مصابة بالفيروس أوصى وزير الصحة الألمانى كارل لاوترباخ بعزل المصابين بجدرى القرود لمدة 21 يوما على الأقل، وأعلن أنه تم طلب ما يصل إلى "40 ألف جرعة" من لقاح الجدرى "إمفانيكس" والذى صرحت الولايات المتحدة باستخدامه ضد جدرى القرود، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بالإعداد لتطعيم الأفراد الذين خالطوا أشخاصا مصابين.

 

وقدمت الوزارة تقريرا للجنة الشؤون الصحية فى البرلمان الألمانى (بوندستاج) أكدت فيه: "نظرا لتعدد المخالطين للمصابين حاليا، من المتوقع حدوث المزيد من الإصابات فى دول أوروبا بوجه عام ومن بينها ألمانيا، وأنه يمكن استخدام اللقاح لمنع العدوى - ولكن أيضا لمنع أو على الأقل تأخير ظهور الأعراض لدى المصابين بالفعل. وقال الوزير: "أتوقع أن نحصل هنا على احتياطى من اللقاح قريبا".


الأكثر قراءة



print