الجمعة، 22 نوفمبر 2024 07:07 م

"اعتزال العمل السياسى" فيروس يجتاح دول المنطقة.. مقتدى الصدر هجر قبة البرلمان بعد خلافات على تشكيل الحكومة العراقية .. والحريرى تخلى عن قيادة السنة بالمجلس التشريعى منعا لحرب أهلية

"اعتزال العمل السياسى" فيروس يجتاح دول المنطقة.. مقتدى الصدر هجر قبة البرلمان بعد خلافات على تشكيل الحكومة العراقية .. والحريرى تخلى عن قيادة السنة بالمجلس التشريعى منعا لحرب أهلية مقتدى الصدر
الإثنين، 05 سبتمبر 2022 12:00 ص
كتبت آمال رسلان
 
منذ بداية العام الجارى انتشرت كلمة "اعتزال العمل السياسى" بشكل كبير فى دول الشرق الأوسط لزعماء كبار قادوا بلادهم فى أوقات صعبة، ورغم اختلاف الأسباب والملابسات حول تلك القرارات إلا أن غياب التوافق السياسى وزيادة التناحر بين المكونات السياسية والطائفية كانت عاملا مشتركا فى جميع الحالات.
وكان آخر المعتزلين سياسيا هو رجل الدين الشيعى فى العراق مقتدى الصدر والذى حظى بشعبية كبيرة فى الأونة الأخيرة مستندا إلى إرث عائلته السياسى والدينى، والتى أهلته أغلبية برلمانية فى الانتخابات التى جرت أكتوبر الماضى، الذى أعلن فى خطاب الاثنين الماضى "اعتزاله العمل السياسي وعدم التدخل في الشؤون السياسية بشكل نهائي".
 
 
ونشر الصدر عبر صفحته الرسمية بموقع تويتر: "قررت عدم التدخل في الشئون السياسية وأعلن الاعتزال نهائيا وغلق كافة المؤسسات، وإن مت أو قتلت فأسألكم الفاتحة والدعاء".
وأضاف مقتدى الصدر: "ما أردت إلا أن أقوم الاعوجاج الذى كان السبب الأكبر فيه هو القوى السياسية الشيعية باعتبارها الأغلبية، وما أردت إلا أن أقربهم إلى شعبهم وأن يشعروا بمعاناته عسى أن يكون بابا لرضا الله عنهم".
 
استقالة الصدر جاءت بعد شهور من التناحر السياسى تحت قبة البرلمان بين تياره والتيارات المنافسة، ووصول الأمور إلى طريق مسدود، حيث رفض صاحب الأعلبية البرلمانية تشكيل حكومة توافقية مع بقية الأطياف، وبعد تعثر تشكيل الحكومة وجه أعضاء البرلمان من كتلته بالاستقالة بشكل جماعى، ثم قام أنصار التيار الصدرى باحتلال البرلمان والاعتصام داخله وتعطيل عمله على مدار ثلاثة أسابيع.
 
 
 
وقبل شهور من اعتزال الصدر شهد لبنان الدولة الجارة للعراق أحداث مماثلة، بعد أن أعلن فى يناير الماضى سعد الحريرى رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، وزعيم تيار المستقبل، تعليق المشاركة في الحياة السياسية، داعيًا حزبه لاتخاذ نفس المسار، وهو الأمر الذى كان له عظيم الأثر على التيار السنى بعد أن فقد الراية التى يتوحد تحتها.
 
 
 
وقال الحريري، إنه لن يترشح للانتخابات البرلمانية فى لبنان والتى جرت مايو الماضى، مضيفا أنه اتخذ هذه الخطوات لقناعته بأنه لا مجال لأي فرصة إيجابية للبنان في ظل النفوذ الإيراني، والانقسام الوطني، واستعار الطائفية، واهتراء الدولة.
وأكد الحريري، في خطاب له من العاصمة بيروت، أنه سيستمر في خدمة الشعب؛ لكنه قرر في نفس الوقت تعليق دوره ودور حزبه في السلطة السياسية والبرلمان اللبناني.
 
وقال الحريري: «لا شكّ أن منع الحرب الأهلية فرض عليّ تسويات. هذا كان سبب كل خطوة اتخذتها، كما كان سبب خسارتي لثروتي الشخصية وبعض صداقاتي الخارجية، والكثير من تحالفاتي الوطنية، وبعض الرفاق وحتى الإخوة».
 
وعلى الرغم التركيبة السياسية المختلفة لإسرائيل التى تقع بنفس المنطقة إلا أنها شهدت فى يونيو زلزالا سياسيا عنيفا أدى إلى انهيار الحكومة وحل الكنيست، وهو ما اعقبه إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، اعتزاله العمل السياسي وعدم خوضه الانتخابات الإسرائيلية القادمة، وتسلّيم بينيت منصب رئيس الوزراء إلى يائير لابيد.
 
 
 وفي مؤتمر صحفي عقده بعد القرار، قال نفتالي بينيت، سأستمر في مساعدة يائير لابيد بقدر الحاجة. أنا أهتم فقط بما هو جيد للدولة وسأبقى خادمًا لها. مشيرًا إلى أنه نجح في خدمة كل الإسرائيليين بصرف النظر  عن انتماءاتهم السياسية.
وقال بينت إن الإسرائيليين سيرون العديد من الانجازات التي تم التوصّل لها خلال فترة ولايته قريبًا، وشكر بينيت أفراد عائلته وأعضاء حزب يمينا خصوصًا شريكته السياسية على مدار السنوات الماضية، وزيرة الداخلية اييليت شاكيد، التي أشار إلى نقل قيادة الحزب إليها.
 
 
 
ورغم الأوضاع السياسية غير المستقرة فى السودان جنوبا، إلا أنه شهد فى فبراير الماضى اعتزال أحد السياسيين المعروفين خلال المرحلة الانتقالية، إبراهيم الشيخ، والذي كان يترأس المجلس المركزي لحزب "المؤتمر الوطني" السوداني والناطق الرسمي باسم المجلس المركزي القيادي لقوى "الحرية والتغيير" في السودان.
 
وأرجع السياسي السوداني اعتزاله العمل السياسي إلى اطمئنانه على الشراكة السياسية بين مكونات الحرية والتغيير وأنها في أفضل أحوالها حاليا.
وقال الشيخ في نص استقالته: "دائما هناك لحظة فارقة في محطات الحياة المختلفة، طوال الرحلة الطويلة الممتدة عبر 37 عاما، التي انفقناها في صراع ما هو كائن وما يفترض أن يكون، أحرزنا نجاحات هنا وهناك".
 
وتابع القيادي بقوله "الثورة والحرية والتغيير وسقوط نظام البشير قد تحقق بكلفة عالية ومستحقة، و بعد رحلة طويلة طفنا فيها كل ربوع كردفان شرقا وغربا وشمالا، عدت وأنا أكثر اطمئنانا من تدافعات الناس هناك أن البذرة التي غرسناها راسخة وباقية".
 
واستمر بقوله "رايات السلام سترفرف قريبا جدا في بلادنا، وسنودع سنين الدم والدموع والحرب إلى غير رجعة".
 
 
 
 
 
 

print