حالة من الجدل تثار بين وقت والآخر، بشأن تأثير تركيب أبراج شبكات الهواتف المحمولة فى المناطق السكنية، أعلى العمارات، حيث يؤكد البعض أن هذه الأبراج لها أثار غاية الخطورة على الصحة العامة، وعلى الرغم أن هذا الموضوع تم فتحه أكثر من مرة إلا أنه لم ينتهى إلى إجابة شافية وواضحة حول مدى تأثيره على الصحة العامة.
ويبدو أن الأمر سيكون محل نقاش فى القريب العاجل، حيث تقدمت النائبة ميرال الهريدى، عضو مجلس النواب عن حزب حماة الوطن، عضو لجنة الدفاع والأمن القومى، بطلب إحاطة للمستشار حنفى جبالى، رئيس مجلس النواب، موجه إلى كلا من رئيس مجلس الوزراء، ووزيرى الاتصالات والإسكان، بشأن المشكلات المترتبة على انتشار أبراج شبكات شركات المحمول بمختلف أنحاء التجمع الأول بمحافظة القاهرة.
وأوضحت الهريدى، فى طلبها، إلى أنه ورد إليها شكاوى واستغاثات من جانب عدد كبير من ساكنى وقاطنى أحياء مدينة التجمع الأول بالقاهرة وتحديداً أهالى حى الياسمين، وذلك بسبب الانتشار المخيف لأبراج الشبكات الخاصة بشركات الاتصالات بداخل وخارج الحى والذى بلغ عددها ما يقرب من 25 برج تقريباً.
وأشارت عضو لجنة الدفاع والأمن القومى، إلى أن السبب الرئيسى وراء تخوف المواطنين قاطنى الحى من تلك الأعمدة هى الأضرار الصحية الناجمة عنها، حيث أشارت بعض التقارير والأبحاث الطبية التى صدرت فى السنوات الماضية على أن من يقطن على بعد 300 متر فأقل من تلك الأبراج لمدة 10 سنوات معرضين للإصابة بمرض السرطان (سرطان الثدى والبنكرياس والبروستاتا والرئة والجلد) بمعدل 3 أضعاف مقارنة بالأشخاص البعيدين عن تلك الأعمدة.
وتابعت: "إلى جانب زيادة إحتمالية إصابتهم بالعديد من الأمراض الأخرى، ومنها مثلاً لا حصراً اضطرابات النوم وفقدان الذاكرة، والاكتئاب، والصداع، ومشاكل فى القلب، وزيادة الالتهابات بشكل عام، كما يلحق الضرر أيضاً بشكل كبير وخطير للغاية على الجنين بالنسبة للأم الحامل".
وأردفت: "ومن الأضرار أيضا ما أثبتته بعض الدراسات والأبحاث الطبية التى أجريت منذ عدة السنوات فى السويد وفرنسا وألمانيا أن هذه الشبكات يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الدماغ إذ إنها يمكن أن تتسبب فى ظهور ورم حميد فى العصب الثامن، للقاطنين فى محيطه مقارنة بغيرهم من القاطنين خارج محيطه".
ولفتت عضو مجلس النواب، إلى أن انتشار تلك الشبكات ساهم فى تخريب وتدمير المظهر الجمالى والحضارى للحى السالف ذكره، حيث أن شركات المحمول تضطر أثناء القيام بعمليات حفر وتركيب تلك الأبراج إلى تدمير الأسفلت والأرصفة المحيطة بها، دون إعادة الشيء لأصله، ما يعبث بلا شك بالطابع والشكل الجمالى والحضارى للمنطقة، تحديداً أن هناك العديد من تلك الأبراج تم غرس قواعدها وتثبيتها بعدد من المتنزهات والرقع الخضراء على هيئة " نخل" صناعى، ما دمر معظم تلك الرقع والمساحات.
وطالبت عضو مجلس النواب، باتخاذ ما يلزم من إجراءات فى سبيل معالجة تلك المشكلة ووضع استراتيجية محددة لسرعة نقل تلك الأبراج إلى أماكن خاوية أو غير مأهولة بالسكان، وذلك للحفاظ على صحة وسلامة السادة المواطنين، وأيضاً الحفاظ على الشكل الحضارى والجمالى للمنطقة.
وتقدمت أيضا النائبة أمل زكريا قطب، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة إلى المستشار حنفى جبالى رئيس المجلس، موجه إلى وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتنمية المحلية، بشأن غياب دور الأحياء المحلية بمحافظات مصر عن تركيب شبكات المحمول على أسطح العمارات السكنية ما يسبب أخطار جسيمة.
وأضافت النائبة، أن تركيب شبكات المحمول أعلى أسطح العمارات أصبح مصدر للتربح الشخصى لأصحاب العقارات، رغم أنه تصرف غير آمن من شركات المحمول، ويتم بطرق غير سليمة، على علم من الأحياء.
ومن جانبها أوضحت النائبة مرثا محروش، وكيل لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، أنها تقدمت فى وقت سابق بطلب المناقشة لتوضيح الصورة كاملة فيما يتعلق بالآثار الناجمة عن تركيب أبراج تقوية المحمول على أسطح المبانى أو بجوار الكتل السكانية، مشيرة إلى وجود اعتقاد عام بأن أبراج الإشارة تضر صحة الإنسان رغم تأكيد تقارير عدة تفيد بعدم وجود أضرار صحية تسببها أبراج الإشارة.
وأضافت محروس، أنها طالبت بعرض هذا الملف على لجنة الصحة لتوضيح الأمر من خلال الهيئات الصحية الرسمية للوقوف على الأضرار التى تتسبب فيها هذه الأبراج على الصحة العامة، مؤكدة على أن تطوير شبكات الاتصالات هدف رئيسى للدولة فى المرحلة القادمة، قائلة: "لذلك يجب توفير البيئة المناسبة لدعم وسائل الاتصال الحديثة، نظرا لأن هناك شكاوى كثيرة وطلبات إحاطة من النواب بسبب ضعف شبكات المحمول فى بعض المناطق".
وقال الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات، فى تقرير سابق، إنه سبق له أن أصدر القواعد الصحية والبيئية الخاصة بتركيبات شبكات الاتصالات فى جمهورية مصر العربية، ووضع المعايير الصحية والبيئية لأجهزة الاتصالات المستخدمة فى مصر، وقد تعاون الجهاز مع وزارات الصحة والسكان ووزارة البيئة لتشكيل لجنة متخصصة لدراسة تأثير تعرض الإنسان للموجات الكهرومغناطيسية من محطات وأبراج التليفون المحمول ووضع الضوابط اللازمة لتركيب هذه الشبكات داخل الكتلة السكانية.
يذكر أن قانون تنظيم الاتصالات ينص فى المادة السادسة "يختص الجهاز بوضع القواعد الفنية المتعلقة بالسلامة الصحية والبيئية الواجبة الاتباع عند تركيب وتشغيل واستخدام شبكات الاتصالات ومتابعة تنفيذها وتشغيلها، وذلك طبقاً للمعايير التى يتم وضعها بالاتفاق مع الوزارات والجهات المعنية بالدولة".