"فريد الديب في ذمة الله".. على هذه الجملة استيقظ الشعب المصري صبيحة 25 أكتوبر 2022، ليتساءل الشعب عن صحة المعلومة من عدمها حيث أن مسألة نبأ وفاة المستشار فريد الديب تكرر ما يقرب من 12 مرة خلال 3 سنوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"توتير"، لتصبح السوشيال ميديا هي العدو الأول لفريد الديب وأسرته، خاصة بعد رحيل ابنته الدكتورة إيمان فريد الديب، أستاذ القانون الدولى بكلية الحقوق جامعة القاهرة، متأثرة بمرض فيروس كورونا اللعين منذ عام ونصف تقريبا.
فيما، تم الإعلان بالفعل عبر المواقع الإخبارية منذ قليل عن وفاة المستشار فريد الديب، بعد صراع مع مرض السرطان، لتكون هذه المرة حقيقة وليست شائعة، حيث بدأ محامو مصر والوطن العربى في نشر برقيات العزاء في "الديب" على مواقع التواصل الاجتماعى والجروبات الخاصة بهم، في الوقت الذى لا تزال فيه عائلته ملتزمة بالصمت ولم تصدر أي بيان رسمي بشأن الوفاة، ولم تعلن أسرة المحامى الكبير فريد الديب بعد موعد تشييع جنازته، حسبما صرحت زوجته، مؤكدة أنه سيتم الإعلان عقب الانتهاء من الإجراءات القانونية.
فريد الديب من "العزل للاعتزال للعودة"
أخر مرة طفى فيها اسم فريد الديب على السطح كان في قضية "نيرة أشرف"، حينما أعلن توليه الترافع عن الشاب محمد عادل، المتهم بقتل زميلته الطالبة نيرة أشرف، إلا أنه تراجع بعد ذلك بسبب ظروفه الصحية بينما تولى تلامذة المحامى الكبير القضية، يأتي ذلك رغم إعلان فريد الديب منذ عدة شهور اعتزال المحاماة أثناء دفاعه عن رجل الأعمال حسن راتب في قضية الآثار الكبرى، وكعهد العظماء جاءت وفاته فى شهر ميلاده بل بعد يوم ميلاده بيوم فهو رحمه الله من مواليد يوم 23 أكتوبر لتوافيه المنية فجر يوم 25 أكتوبر.
فريد الديب وهو من هو صاحب أشهر سيرة ذاتية في عالم المحاماة ومن أبرز الشخصيات في مصر، حيث إنه تولى الدفاع عن الكثير من قضايا المشاهير والنجوم الكبار في جمهورية مصر ومن ضمنهم الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك وأسرته، وعائلة الرئيس محمد أنور السادات ونجيب محفوظ والفنانة نجوى فؤاد والكاتب محمود السعدني، والفنانة يسرا والمطرب مدحت صالح، ورجل الأعمال حسن راتب في قضية الآثار الكبرى، وقضية الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام وغيرهم الكثيرين في الوطن العربي، الأمر الذي يجعله الأكثر بحثا – عبر محرك البحث جوجل.
السيرة الذاتية لفريد الديب
ولد فريد الديب في الثالث والعشرين من شهر أكتوبر من عام 1943، حيث إنه يبلغ من العمر ما يقارب تسعة وسبعين عاما، وهو من السيدة زينب، حيث درس وحفظ القرآن، تخرج في كلية الحقوق في 1963 بمعدل جيد جدا، كما أنه عمل في العديد من المناصب في الدولة حتى بدأ مسيرته المهنية في المحاماة في عام 1971، حيث لجأ إليه الكثير من النجوم الكبار والمشاهير في مصر.
الاسم: فريد الديب.
العمر: تسعة وسبعون عاما.
تاريخ الولادة: الثالث والعشرون من شهر أكتوبر عام 1943.
مكان النشأة: السيدة زينب.
مؤهلاته: تخرج من كلية الحقوق.
سنة التخرج: عام 1963.
المهنة: محامي.
تاريخ الوفاة: 25 أكتوبر 2022
أبرز من ترافع عنهم فريد الديب
المحامي فريد الديب الذى بدأ مسيرته القانونية من باب النيابة العامة، وكيلًا للنائب العام بجنوب القاهرة، بعد تخرجه من كلية الحقوق بتقدير عام جيد جدًا، مرورا بالوايلي وشرق القاهرة لنيابة سوهاج، ليتم استبعاده و127 آخرين عام 1969 على خلفية أحداث ما يعرف بـ"مذبحة القضاة"، ورفضه التام لتدخل السياسة في عمله، ليرتدي الروب الأسود في عام 1971، وتستمر رحلته قرابة 49 عامًا متواصلة، اكتسب شعبية كبيرة، لما يمتلكه من ملكة الترافع أمام المحاكم وحيله القانونية وتركيزه على الثغرات، ما جعله من أبرز المحامين في مصر خلال فترة زمنية قصيرة، استند خلالها لجملة "المتهم بريء حتى تثبت إدانته" كقاعدة قانونية ليلقب خلالها بـ"الثعلب" أو "الساحر"، الأمر الذى ساعده في مرافعاته لكبار المشاهير والفنانين.
تاريخه الحافل بالانتصارات، وضح جليًا في مرافعاته الشهيرة للأديب العالمي نجيب محفوظ، والدكتور سعد الدين إبراهيم، ورجل الأعمال والسياسي المشهور هشام طلعت مصطفى، ومحمود السعدني، والفنانون يسرا وثناء شافع ونجوى فؤاد وفيفي عبده ومدحت صالح، ورجل الأعمال حسام أبو الفتوح، وإبراهيم سعدة، ومصطفى أمين، والمحامي المتبرع للدفاع عن نائب الرئيس السوري الأسبق، عبد الحليم خدام، ليكون محامي الرؤساء وعائلاتهم، بعد أن نحاه الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر من القضاء، وعاد إلى العمل بالنيابة عن طريق الرئيس الراحل أنور السادات إلا أنه تقدم باستقالته.
فريد الديب ونواب القروض
"فريد الديب" مر بسلسة نجاحات في عالم المحاماة بدأها مع عائلة الرئيس الراحل محمد أنور السادات في قضية التشهير التي أقامتها ضد صحيفة العربي الناصري التي اتهمت الرئيس الراحل بـ"الخيانة"، وتولى قضية علية العيوطي التي كانت متهمة في القضية المعروفة بـ"نواب القروض"، وهم نواب في البرلمان استغلوا مناصبهم في الحصول على قروض مالية قيمتها 892 مليون جنيه بدون ضمانات بنكية، وبدأت القضية عام 1995، بعد اتهام بعض العاملين في البنوك وعلى رأسهم "العيوطي"، وتوفيق عبده إسماعيل، عضو البرلمان السابق والرئيس السابق لبنك الدقهلية، بأنهم منحوا بعض العملاء من نواب البرلمان وغيرهم قروضاً وتسهيلات بالمخالفة للأصول والأعراف المصرفية، مما ألحق ضرراً بعدد من البنوك، ومن أشهر المقرضين، محمود عزام نائب البرلمان وزوج "العيوطي"، وإبراهيم عجلان وشقيقه ياسين عجلان وخالد محمود نائب البرلمان وآخرن، وصدر ضد "العيوطي" حكما غيابيا في 2002 بالأشغال الشاقة 15 سنة.
في عام 2000 حُبس الدكتور سعد الدين إبراهيم، أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة الأمريكية بالقاهرة ومدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، بتهم تلقي أموال من الخارج، وترافع "الديب" عنه، لكن حكم عليه بالسجن لمدة 7 سنوات بتهمة "الإساءة لصورة مصر" و"الحصول على أموال من جهات أجنبية دون إذن حكومي"، ودعت منظمات حقوقية دولية ومحلية الحكومة المصرية إلى إطلاق سراحه، واستطاع أن يثبت براءة موكله أمام محكمة النقض.
فريد الديب ومبارك وأسرته
وبعد 25 يناير 2011، تقدم فريد الديب لتولي "شارة الكابتن" في فريق الدفاع عن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وعائلته، وعدد من كبار رموز هذا النظام، في عدد من القضايا، بعد إعلانه الترافع عن مبارك رسميا في "قضية القرن" بعد أن أعلن موافقته على الدفاع عن وزير داخليته، حبيب العادلي، لكنه اضطر للاعتذار للتفرغ لقضية مبارك، في وقت كانت الأصوات كلها ضد التيار واستخدم الثعلب تصريحات مثيرة للجدل لإرباك خصومه في قضية محاكمة مبارك ونجليه وآخرين في اتهامات الحصول على مبالغ مالية بغير حق من بيع البنك الوطني المصري، وإهدار المال العام.
استمر "الديب" في المرافعة عن مبارك وعائلته حتى أصدرت محكمة جنايات القاهرة في عام 2018، حكمها في إعادة محاكمة مبارك بقضية قتل المتظاهرين وتصدير الغاز والفساد المالي، وقضت ببراءته وكل من معه من كل التهم الموجهة له، ليضيف إلى انتصاراته المهنية العديدة انتصارا تاريخيا جديدا، بعد أن كسب قضية ''العمر'' الأكثر جدلاً داخل أروقة المحاكم المصرية، لأنها أول محاكمة مدنية لرئيس مصري وعائلته على مر التاريخ.