الجامعات الخاصة واحدة من أهم الركائز التى تقوم عليها المنظومة التعليمية فى مصر فمن بداية الالفينات وباتت هذه الكيانات الجامعية شريكًا هاماً فى التعليم الجامعى، وأصبحت ملاذًا لآلاف الطلاب الباحثين عن حلمهم فى الالتحاق بكليات القمة التى لم ينجحوا فى الالتحاق بها بالجامعات الحكومية، لكن مع تفاقم الأزمة الاقتصادية منذ العام الماضى، وطالت موجة الغلاء مصروفات الجامعات الخاصة، حيث شهدت زيادات غير مبررة الأمر الذى أصبح يشكل عبء لا يُستهان به على آلاف الأسر المصرية.
وفى هذا السياق، تقدم الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، إلى المستشار الدكتور حنفى جبالى، رئيس مجلس النواب، بطلب إحاطة موجه إلى وزير التعليم العالى والبحث العلمى بشأن زيادة مصروفات الجامعات الخاصة منها الجامعة الأمريكية التى زادت إلى الضعف، الأمر الذى يمثل عبء على أولياء الأمور ويهدد مستقبل عدد كبير من الطلاب.
وقال محسب، فى طلبه، إن الأزمة الاقتصادية العالمية وتداعياتها السلبية على الاقتصاد المصرى ألقت بظلالها على منظومة التعليم فى مصر، خاصة فى الجامعات الخاصة وعلى رأسها الجامعة الأمريكية، حيث توجه الطلاب بشكاوى بسبب ارتفاع المصروفات الدراسية بعد ارتفاع قيمة الدولار، وهو ما يمثل عبء مادى على أولياء الأمور الظروف الاقتصادية الحالية، وهو ما يهدد مستقبل هؤلاء الطلاب.
وأضاف عضو مجلس النواب، أنه وفقا لشكاوى الطلاب فقد زادت المصروفات الدراسية إلى الضعف من 370 ألف إلى 730 ألف جنيه فى العام الدراسي؛ نظرًا لأن المصروفات يتم دفعها بالدولار وليس بالعملة المحلية، وهو ما دفع عدد كبير من الطلاب إلى وقف القيد لحين تدبير المصروفات.
وطالب محسب، بتدخل فورى من جانب وزارة التعليم العالى للمساعدة فى تخفيف الأعباء عن كاهل الطلاب وأولياء الأمور، خاصة أن الجامعة الأمريكية لديها صندوق للطوارئ للرسوم الدراسية للطلاب، والذى يوفر دعما ماليا لمرة واحدة يعادل 10% من الرسوم الدراسية مستحقة الدفع دراسى واحد لجميع الطلاب المصريين الذين يدفعون كامل الرسوم الدراسية بحلول 2 فبراير.
وطالب محسب، بتحديد سعر صرف ثابت للرسوم الدراسية حتى لا تخضع منظومة التعليم إلى التسليع، بالإضافة إلى رفع النسبة التى يتحملها صندوق الطوارئ بالجامعة الأمريكية للرسوم الدراسية للطلاب، لتيسير الأمور على الطلاب وحتى يتمكنوا من استكمال دراستهم، وزيادة حجم المنح الممنوحة للطلاب غير القادرين على دفع فروق المصروفات هذا العام.
فى حين قال النائب جمال فؤاد، عضو مجلس النواب، إنه فى ظل الارتفاع الجنونى فى مختلف الأسعار وموجة الغلاء التى تأثرت بها كافة الطبقات الاجتماعية، فهناك عبء آخر يؤرق الأسر المصرية يتمثل فى الارتفاع الكبير بأسعار مصروفات الجامعات الخاصة والمدارس الدولية مع بداية كل فصل دراسى جديد.
وأشار عضو مجلس النواب، خلال تصريحات خاصة لموقع "برلمانى"، إلى أن الجامعات الخاصة باتت شريكًا هامًا فى المنظومة التعليمية ولا بد من إحكام السيطرة والرقابة عليها، لأنها لم تقتصر على طبقة الأغنياء بل أن الكثير من أولياء الأمور من الطبقات المتوسطة ويعملون من أجل ضمان مستقبل تعليمى لابنائهم، والاستثمار بهم للحصول على تعليم مختلف يضمن لهم فرصة عمل جيدة عند التخرج.
وأكد فؤاد، أن هؤلاء الأسر تعمل ليل نهار من أجل تدبير هذه المصروفات التى ارتفعت بشكل مستفز خلال العام الماضى دون مبرر، مطالبا بضرورة تدخل وزارة التعليم العالى لوقف هذه الزيادات غير المبررة على كاهل الأسر المصرية.